LIFE
الأخبار المنوعة

قد يكون لها أضرار كبرى على الصحة.. ظاهرة التضحية بالنوم عمدًا للحصول على وقت فراغ بعد يوم مليء بالالتزامات

يعاني مجموعة من الأشخاص من عدم القدرة على القيام بكل ما يريدون خلال اليوم، بسبب انشغالاتهم والتزاماتهم الخاصة، والتي تعد مفروضة عليهم، وليست داخلة في خانة الترفيه الذي يحتاجونه في يومهم.

ومن هنا بدأت تظهر عادة جديدة، عند هؤلاء الأشخاص، وهي محاولة الاستفادة من وقت النوم، وتحويله إلى وقت للقيام بأشياء أخرى، أو حتى الحصول على وقت فراغ، والابتعاد عن الضغوطات.

يُصطلح على هذه العادة “تأجيل النوم الانتقامي”، وهو في الأساس ليس انتقامًا من شيء ما بعينه، لكنه فرصة لتلبية الحاجيات الخاصة، والتي كان يأمل الشخص في تحقيقها خلال اليوم لكنه لم يستطع.

ما الذي يعنيه مصطلح “تأجيل النوم الانتقامي”؟

يصف مصطلح “تأجيل النوم الانتقام” القرار الذي يتخذه بعض الأشخاص للتضحية بالنوم من أجل الحصول على وقت الفراغ في الوقت الذي يكون فيه جدولهم اليومي مفتقرًا لوقت فراغ.

بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في وظائف عالية الضغط تشغل الجزء الأكبر من يومهم، فإن تأجيل وقت النوم يعتبر وسيلة للعثور على بضع الساعات من الترفيه حتى لو أدى ذلك إلى قلة النوم.

وعلى الرغم من أن التفريط في ساعة أو ساعتين من وقت النوم كل ليلة قد يبدو ممتعًا، لأنه يوفر فرصة الحصول على وقت فراغ، إلا أن تكراره بشكل مستمر، خصوصًا عندما يكون الشخص مضطرًا للاستيقاظ باكرًا في اليوم الموالي، قد يكون له آثار جد سلبية على الصحة على المدى الطويل.


إن فهم تأجيل النوم الانتقامي، بما في ذلك أعراضه وأسبابه وعواقبه، يمكن أن يساعدك في التعرف على الوقت الذي يمكن تخصيصه له، بعد ذلك، يمكنك اتخاذ خطوات لمنع هذه العادة، في حال كانت لها عواقب وخيمة تؤثّر في جودة النوم.

ما هي السلوكيات المرتبطة بالانتقام من تأجيل وقت النوم؟

هناك ثلاثة عوامل مطلوبة لاعتبار وقت النوم المتأخر تأجيلًا للنوم وهي:

  1. التأخير في الذهاب إلى النوم الذي يقلل من إجمالي ساعات النوم
  2. عدم وجود سبب وجيه للبقاء مستيقظًا بعد وقت متأخر، مثل حدث خارجي أو مرض كامِن
  3. الوعي بأن تأخير وقت النوم قد يؤدي إلى عواقب سلبية

تعكس سلوكيات تأجيل وقت النوم التسويف في سياقات أخرى مثل تجنب القيام بالواجبات المنزلية أو الأعمال المنزلية.

ومع ذلك، فإن التسويف في النوم لا يولد عادةً ارتباطات سلبية مثل تلك الالتزامات الأخرى، وبدلاً من ذلك، قد يتم تقليص النوم لصالح الأنشطة التي توفر متعة أكثر، مثل مشاهدة التلفزيون، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو لعب ألعاب الفيديو.

ويمكن أن يتخذ تأجيل النوم أشكالاً مختلفة، من بينها تأخير فعل الدخول إلى السرير، وهناك شكل آخر وهو تأخير وقت محاولة النوم بمجرد الوصول إلى السرير، وهي مشكلة ارتبطت بارتفاع معدلات استخدام الأجهزة الإلكترونية في السرير.

ما علاقة الانتقام بتأخير وقت النوم؟

يشير تأجيل النوم الانتقامي إلى القرار بتأخير النوم استجابة للتوتر اليومي أو نقص الوقت الفارغ في وقت مبكر من اليوم.

وقد أصبحت إضافة كلمة “الانتقام” إلى مفهوم تأخير النوم شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ترجمة من كلمة باللغة الصينية ، ويعكس الإحباط المرتبط بساعات العمل الطويلة والمجهدة التي تترك القليل من الوقت للاستمتاع الشخصي.

بهذه الطريقة، يُنظر إلى هذا السلوك على أنه وسيلة “للانتقام” من ساعات النهار مع وجود القليل من الوقت الحر أو عدم وجوده بشكل كامل.


وعلى الرغم من التعبير عنها في البداية من قبل الناس في الصين، إلا أن الفكرة لاقت صدى في جميع أنحاء العالم واكتسبت قوة إضافية استجابة للتوتر الناجم عن جائحة كورونا التي ضربت العالم سنة 2020.

ما الذي يقوله علم النفس حول هذا السلوك؟

لا يزال مفهوم سلوك تأجيل النوم الانتقامي ناشئًا في علم النوم، ونتيجة لذلك، هناك مناقشات مستمرة حول علم النفس وراء هذا الانخفاض الطوعي في ساعات النوم، وتحويلها إلى وقت فراغ.

يُعرف الأشخاص الذين ينخرطون في التسويف في وقت النوم ويرغبون عمومًا في الحصول على قسط كافٍ من النوم، لكنهم يفشلون في القيام بذلك فعليًّا، على أنهم يعانون من فجوة النية والسلوك، وأحد تفسيرات هذه الفجوة هو الفشل في التنظيم الذاتي أو ضبط النفس.

إذ قد يكون بعض الأشخاص ميالين بشكل طبيعي إلى التسويف بشكل عام، بما في ذلك تأخير وقت النوم.

في تأجيل وقت النوم الانتقامي، قد يُنظر إلى التضحية بالنوم من أجل وقت الفراغ ليس على أنه فشل في ضبط النفس، بل محاولة لإيجاد وقت للتعافي استجابة للتوتر.

من الأكثر تأثرًا بتأجيل وقت النوم؟

نظرًا لأن البحث حول تأخير النوم الانتقامي لا يزال في مراحله المبكرة، فإن الخبراء غير متأكدين من الأكثر تأثرًا به.

ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات أن الطلاب والنساء كانوا أكثر عرضة للانخراط في تأجيل وقت النوم.

فيما يميل الأشخاص الذين لديهم نمط زمني مسائي إلى البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر، وقد يتجلى ذلك في تأجيل وقت النوم.

كما يبدو أن تأجيل النوم أكثر شيوعًا أيضًا لدى الأشخاص الذين يماطلون في جوانب أخرى من حياتهم.

وبالنسبة للعديد من الأشخاص، قد يكون تأجيل النوم استجابة لساعات العمل الممتدة، والتي إذا اقترنت بنوم كامل ليلاً، فلن تترك أي وقت تقريبًا للترفيه أو الاسترخاء.


عواقب التسويف في وقت النوم

يمكن أن يؤدي التسويف في وقت النوم إلى الحرمان من النوم، إذ أنه بدون ساعات كافية من النوم، لا يمكن للعقل والجسم إعادة شحن طاقته بشكل صحيح، مما قد يكون له آثار سلبية واسعة النطاق على الصحة.

كما يؤدي قلة النوم إلى تدهور التفكير والذاكرة واتخاذ القرار، ويزيد الحرمان من النوم من خطر النعاس أثناء النهار، مما قد يضر بالإنتاجية والإنجاز الأكاديمي مع زيادة مخاطر القيادة أثناء النعاس.

فيما يرتبط قلة النوم بالتهيج وصعوبات أخرى في تنظيم المشاعر، واضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق.

يؤدي الحرمان من النوم إلى تفاقم مشاكل الصحة البدنية، مما يجعل الناس أكثر عرضة لمشاكل القلب والأوعية الدموية والاضطرابات الأيضية، مثل مرض السكري.