الأخبار

أمريكا لا تريد حتى “حرباً محدودة” بين إسرائيل وحزب الله! هذا ما تخشاه واشنطن على تل أبيب 

حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في الأيام الأخيرة من فكرة “حرب محدودة” في لبنان، معربة عن خشيتها من أي مواجهة بين تل أبيب وحزب الله قد تدفع إيران إلى التدخل، حسبما قال مسؤولان أمريكيان ومسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس الأمريكي الخميس 6 يونيو/حزيران 2024. 

وفيما تستمر الاشتباكات بين حزب الله والاحتلال منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن حدتها قد تصاعدت بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين، وكذلك تصاعدت الدعوات لشن حرب شاملة على لبنان داخل تل أبيب. 

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن هناك قلقاً متزايداً في جيش الاحتلال من أن الوضع في لبنان يصل إلى نقطة تحول قد تفرض نشوب حرب مفتوحة. 

فيما قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل أنها لا تعتقد أن “حرباً محدودة” في لبنان أو “حرباً إقليمية صغيرة” هي خيار واقعي؛ لأنه سيكون من الصعب منعها من الاتساع والامتداد. 

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن إدارة بايدن حذرت إسرائيل من أن الغزو البري للبنان، حتى لو كان فقط في المناطق القريبة من الحدود، من المرجح أن يدفع إيران إلى التدخل.

أحد السيناريوهات التي أثارتها الإدارة مع إسرائيل هو أن لبنان قد يغمره المسلحون من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة لا تزال “قلقة للغاية بشأن خطر التصعيد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.

وقال ميلر: “لقد أكدت إسرائيل لنا منذ فترة طويلة سراً – وقد قالوا ذلك علناً أيضاً – أن الحل المفضل لديهم لهذا الصراع هو الحل الدبلوماسي”.

ارتفاع حدة المواجهة 

وارتفعت حدة المواجهة بين الجانبين، إذ أطلق حزب الله طائرات بدون طيار وصواريخ ضد أهداف للجيش الإسرائيلي على بعد 50 كيلومتراً من الحدود.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أدت هجمات حزب الله والطقس الحار للغاية إلى إشعال حرائق غابات ضخمة في شمال الأراضي المحتلة استغرق إخمادها أكثر من 48 ساعة.

وأشار مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي إلى أن الوضع يتصاعد منذ شهر مايو/أيار؛ لأن حزب الله نفذ المزيد من الهجمات الناجحة بطائرات بدون طيار ضد أهداف إسرائيلية لم يتم اعتراضها.

وفي الوقت نفسه، بدأ حزب الله في إطلاق صواريخ “بركان” برؤوس حربية زنة 1000 إلى 2000 رطل، مما ألحق أضراراً كبيرة بقواعد الجيش الإسرائيلي على طول الحدود.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، بينها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وجراء إطلاق “حزب الله” صواريخ وطائرات مسيرة مفخخة من لبنان، في إطار هذه الهجمات المتبادلة، تشهد مستوطنات وبلدات في شمال إسرائيل، منذ الأحد الماضي، العديد من الحرائق، والتي زاد من اشتعالها الطقس الحار الذي تشهده المنطقة حالياً.

وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية خلّفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.