أعلن مغني الراب الأمريكي ماكليمور عن إلغاء حفل موسيقي كان مقرراً في أكتوبر/تشرين الأول المقبل في دبي بسبب دور الإمارات “في الإبادة الجماعية المستمرة والأزمة الإنسانية” في السودان من خلال دعمها لقوات الدعم السريع، وفق ما نشرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، الإثنين 26 أغسطس/آب 2024.
وقالت أسوشيتدبرس إن إعلان ماكليمور (41 عاماً) أثار الانتباه مجدداً إلى دور الإمارات في الحرب الدائرة في السودان. وفي حين نفت الإمارات مراراً وتكراراً تسليح قوات الدعم السريع ودعم زعيمها محمد حمدان دقلو، أفاد خبراء الأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني بوجود أدلة “موثوقة” على أن الإمارات أرسلت أسلحة إلى قوات الدعم السريع عدة مرات من شمال تشاد.
وقد انزلق السودان إلى الفوضى في منتصف أبريل/نيسان 2023، عندما اندلعت التوترات التي استمرت لفترة طويلة بين قادته العسكريين وشبه العسكريين في العاصمة الخرطوم، وانتشرت إلى مناطق أخرى بما في ذلك دارفور.
فيما تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 18800 شخص جراء الحرب، بينما فر أكثر من 10 ملايين من منازلهم. وبات مئات الآلاف على شفا المجاعة.
وفي اجتماع مثير للجدل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو/حزيران، اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بشكل مباشر بتسليح قوات الدعم السريع. وكانت الإمارات جزءاً من محادثات السلام الجارية لإنهاء القتال.
ولم تعلق وزارة الخارجية الإماراتية على تصريح ماكليمور العلني يوم الأحد، كما لم يعلق مكتب دبي الإعلامي. وأعلن المنظمون الأسبوع الماضي عن إلغاء العرض ورد المبالغ المدفوعة، دون تقديم أي تفسير للإلغاء.
وفي منشور على موقع إنستغرام يوم السبت، قال ماكليمور، الحائز على جائزة جرامي في عام 2014، إن العديد من الأشخاص طالبوه بإلغاء العرض “تضامناً مع شعب السودان وبمقاطعة التعامل التجاري مع الإمارات بسبب الدور الذي تلعبه في الإبادة الجماعية المستمرة والأزمة الإنسانية”.
وقال ماكليمور، واسمه الحقيقي بنيامين هاموند هاجرتي، إنه أعاد النظر في العرض جزئياً بسبب دعمه العلني الأخير للفلسطينيين وسط حرب غزة. وقد أصدر مؤخراً أغنية بعنوان “قاعة هند” تكريماً للفتاة الصغيرة هند رجب التي قُتلت في غزة بعدما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على سيارة مدنية.
وكتب ماكليمور: “أعلم أن هذا من شأنه أن يعرض حفلاتي المستقبلية في المنطقة للخطر، وأنا أكره حقاً خذلان أي من معجبيني. لقد كنت متحمساً حقاً أيضاً. ولكن إلى أن تتوقف الإمارات عن تسليح وتمويل قوات الدعم السريع، فلن أؤدي أي عروض هناك”.
وأضاف ماكليمور: “ليس لدي أي حكم على الفنانين الآخرين الذين يؤدون عروضاً في الإمارات. ولكنني أطرح السؤال على زملائي الذين سيؤدون عروضاً في دبي: إذا استخدمنا منصاتنا لحشد التحرر الجماعي، فماذا يمكننا أن نحقق؟”
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن دبي قد حاولت منذ فترة طويلة استقطاب فنانين من الدرجة الأولى. ومع ذلك، فقد اعترف الفنانون في الماضي بالصعوبات التي يواجهونها خلال المشاركة في العروض في الإمارات.
ومن بين هؤلاء الممثل الكوميدي الأمريكي ديف شابيل، الذي لفت الانتباه في مايو/أيار في أبو ظبي عندما وصف حرب إسرائيل في غزة باعتبارها “إبادة جماعية” بينما تحدث بشكل ساخر عن جهاز المراقبة الواسع النطاق في الإمارات.