انتهت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مساء الأحد 25 أغسطس/آب 2024، في العاصمة المصرية القاهرة بحضور الوفدين الأمريكي والإسرائيلي، إذ استمعت حركة حماس لنتائج المفاوضات، بينما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن فرصة تحقيق تقدم في مفاوضات اليوم ضئيلة.
وقال القيادي في حماس عزت الرشق، في بيان عبر منصة تلغرام “غادر وفد الحركة المفاوض القاهرة مساء اليوم (الأحد)، بعد أن التقى بالوسطاء في مصر وقطر، واستمع منهم لنتائج جولة المفاوضات الأخيرة”، دون إيضاحات.
الرشق أضاف: “الوفد طالب بالزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه يوم 2 يوليو/ تموز الماضي، والمبني على ما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي”.
وجددت الحركة التأكيد على “جاهزيتها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يحقق مصالح شعبنا العليا ووقف العدوان عليه”، حسب الرشق.
وتابع أن الوفد “أكد على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملًا من قطاع غزة، وحرية عودة السكان إلى مناطقهم، والإغاثة والإعمار وصفقة تبادل جادة”.
إلى ذلك، قال القيادي في حماس أسامة حمدان لقناة الأقصى التلفزيونية التابعة للحركة الأحد “لن نقبل الحديث عن تراجعات لما وافقنا عليه في 2 يوليو الماضي أو اشتراطات جديدة”.
وقال حمدان أيضًا إن حماس سلَّمت الوسطاء ردها على الاقتراح الأخير، مضيفًا أن “الإدارة الأمريكية تزرع أملًا كاذبًا بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية”.
“
فرصة تحقيق تقدم في المفاوضات ضئيلة
“
في سياق متصل، قالت هيئة البث العبرية (رسمية) إن الوفد المفاوض الإسرائيلي عاد من القاهرة، مساء الأحد.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، إلى أن “فرصة تحقيق تقدم في المحادثات اليوم ضئيلة”.
المسؤولون أضافوا: “التفويض الذي حصل عليه الوفد لا يسمح بالتوصل إلى تسوية بشأن محور فيلادلفيا” بمدينة رفح الحدودية مع مصر، والذي يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التمسك باستمرار السيطرة العسكرية عليه.
وفي وقت سابق الأحد، غادر وفد إسرائيلي إلى القاهرة، لبحث اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جهته، أشار موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي إلى أن رئيس جهاز “الموساد” ديفيد برنياع شارك في لقاء رباعي ضم رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويصر نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، والتمسك باستمرار السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، مما يقلل من فرص نجاح المفاوضات.
في المقابل، تصر حماس على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملًا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
واستضافت الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديدًا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس.
واعتبرت حماس أن المقترح الأمريكي يستجيب لشروط نتنياهو، خاصة رفضه وقفًا دائمًا لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال ممر نتساريم ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما يضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى، ويتراجع عن بنود أخرى.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربًا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.