الأخبار

ردود فعل واسعة على التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. مصر والأردن يحذران من حرب إقليمية والأمم المتحدة “قلقة”

توالت ردود الفعل العربية والدولية على التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني فجر الأحد 25 أغسطس/آب 2024، بعد شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات على لبنان إثر هجوم حزب الله على إسرائيل كرد أولي على اغتيال القيادي فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت في يوليو/تموز الماضي.

إذ أعربت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الحاصل على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، مشددة على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، والعمل على إقرار التهدئة واحتواء التصعيد.

وحذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مؤكدة أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة.

وزارة الخارجية، قالت إن التطورات الخطيرة والمتسارعة، التي تشهدها منطقة جنوب لبنان، تعد مؤشراً واضحاً على ما سبق وحذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسؤول في المنطقة، على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع.

ودعت مصر إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنهاء الحرب الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، بهدف تجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات، وتهديد السلم والأمن الدوليين.

لبنان يتواصل لوقف التصعيد

وعقب التصعيد ترأس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً لمتابعة التطورات الميدانية الأخيرة في جنوب لبنان.

وفي كلمة خلال الاجتماع، قال ميقاتي إنه “يُجري” سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد. واعتبر أن “المطلوب وقف العدوان الإسرائيلي أولاً، وتطبيق القرار 1701″، مؤكداً “موقف لبنان الداعم للجهود الدولية التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة”.

وفجر الأحد، شنت طائرات حربية إسرائيلية أكثر من 40 غارة على عشرات القرى والبلدات بجنوب لبنان، في أوسع هجوم منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

فيما أعلن “حزب الله” إطلاق 320 صاروخا تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية وشن هجوم بعدد كبير من الطائرات المُسيرة نحو عمق إسرائيل، ضمن مرحلة أولى من الرد على اغتيالها القيادي بالحزب فؤاد شكر في بيروت في 30 يوليو/ تموز الماضي.

الأردن يحذر

كما حذرت الخارجية الأردنية، عبر بيان يوم الأحد، من “التصعيد المتزايد في جنوب لبنان وتداعياته الخطيرة التي قد تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية تهدد أمنها واستقرارها، وخصوصا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.

وأكدت الخارجية الأردنية على “أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته”، مشددة على ضرورة “تكاتف كل الجهود لخفض التصعيد وحماية المنطقة من خطر الانزلاق نحو حرب إقليمية”.

واعتبرت أن “استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والفشل في التوصل إلى اتفاق تهدئة يفضي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، يضع المنطقة كلها في مواجهة خطر توسع الصراع إقليمياً”.

ودعت الخارجية الأردنية إلى “إطلاق حراك دولي فاعل يفرض وقف العدوان على غزة بشكل فوري، وينهي الكارثة الإنسانية، بما يضمن حماية الشعب الفلسطيني، وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين”.

الأمم المتحدة “قلقة”

في سياق متصل، أعربت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، عن قلقهما إثر التطورات عبر الخط الأزرق.

وأكدا في بيان مشترك أنه “في ضوء التطورات المقلقة على طول الخط الأزرق منذ الصباح، يدعو مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان واليونيفيل الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد”.

ودعا البيان إلى وقف الأعمال العدائية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، سبيلاً وحيداً للمضي قدماً… مضيفاً: “سنواصل اتصالاتنا لحض الجميع بقوة على خفض التصعيد”.

واشنطن تدعم إسرائيل

فيما أكدت الولايات المتحدة أنها “ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ ضربات واسعة في جنوب لبنان.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن “يتواصل المسؤولون الأمريكيون الكبار باستمرار مع نظرائهم الإسرائيليين”، مضيفاً: “سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.

وقال سافيت إن الرئيس الأمريكي يتابع الوضع في إسرائيل ولبنان “عن كثب”. وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول أن بايدن كان “على اتصال مع فريق الأمن القومي طوال المساء”.

وللمطالبة بإنهاء الحرب على غزة، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم من الجانب اللبناني.