الأخبار

مسؤولون إسرائيليون متشائمون من إنجاز اتفاق في غزة بسبب تعنت نتنياهو.. وتل أبيب تترقب رد حزب الله “في أي لحظة” 

قال مسؤولون إسرائيليون، السبت، 24 أغسطس/ آب 2024، إنهم غير متفائلين بحدوث تقدم في المحادثات بشأن وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى، التي ستُجرى بالقاهرة الأحد، فيما أشارت تقديرات تل أبيب إلى أن “حزب الله” اللبناني لم يتخل عن رغبته في الرد على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر قبل قرابة شهر، وأنه عازم على ذلك “قريباً”.

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مسؤولين لم تسمهم قولهم إنهم غير متفائلين بإبرام صفقة خلال جولة المحادثات المرتقبة؛ لأنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “ما زال مصرًا على عدم التنازل عن محور فيلادلفيا” الفاصل بين غزة ومصر.

وأضاف المسؤولون: “عرض تل أبيب الذي قُدم للوسطاء يجعلنا غير متفائلين بإبرام صفقة”.

وفيما لم يقدم المسؤولون تفاصيل كاملة بشأن بنود العرض الأخير الذي قدمته تل أبيب للوسطاء، أوضحوا أنه يتضمن عدم التنازل عن محور فيلادلفيا وممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه ومعبر رفح الرابط بين القطاع ومصر.

وأشار المسؤولون إلى أنّ مسؤولي الوفد الإسرائيلي المفاوض يشعرون أنهم “يملكون تفويضًا محدودًا، لا يخولهم للتوصل إلى إتمام الاتفاق”.

ومن المتوقع أن يتوجه الوفد الإسرائيلي المفاوض برئاسة رئيس “الموساد” ديفيد برنياع، ورئيس “الشاباك” رونين بار، إلى القاهرة، الأحد، للمشاركة في محادثات الصفقة المحتملة، وفق هيئة البث العبرية.

فيما يصل وفد من حماس برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية، إلى القاهرة، مساء السبت، بناء على دعوة الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع إلى نتائج المفاوضات التي أجريت في القاهرة.

ويصر نتنياهو على مواصلة الحرب على غزة، والتمسك باستمرار السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا، وممر نتساريم ومعبر رفح؛ ما يقلل فرص نجاح مفاوضات الهدنة المستأنفة في القاهرة.

في المقابل، تصر حماس على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملاً من غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

والأربعاء، نقل موقع “والا” العبري الخاص عن مصدرين إسرائيليين مطلعين، أنه “بأمر من نتنياهو، سلم ممثلو إسرائيل في المفاوضات لممثلي مصر والولايات المتحدة الخرائط التي بموجبها ستواصل قوات الجيش الإسرائيلي الانتشار على طول محور فيلادلفيا كجزء من تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، ولكن على نطاق أضيق”.

وأضاف الموقع حينها: “رفض المصريون هذا الاقتراح، وأوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل أن الخريطة التي تم نقلها غير مقبولة”.

واستضافت الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس.

واعتبرت حماس أن المقترح الأمريكي يستجيب لشروط نتنياهو، خاصة رفضه وقفاً دائماً لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال ممر نتساريم ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما وضع شروطاً جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى؛ ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

رد حزب الله

في السياق، قال المسؤولون الإسرائيليون إنّ تقديرات تل أبيب تشير إلى أن “حزب الله” اللبناني لم يتخل عن رغبته في الرد على اغتيال القائد العسكري بصفوفه فؤاد شكر قبل قرابة شهر، وأنه عازم على ذلك “قريباً”.

ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن هؤلاء المسؤولين الذين وصفتهم بـ”الكبار” قولهم إن “التقديرات تشير إلى أن حزب الله لم يتخلَ عن رغبته في تنفيذ الهجوم الانتقامي” رداً على اغتيال شكر.

وأضاف المسؤولون أن رد الحزب “يمكن أن يحدث في أي لحظة بالمستقبل القريب، بغض النظر عن المفاوضات الجارية حالياً في القاهرة؛ بهدف إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة”.

وتأمل واشنطن أن يسهم اتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف الحرب وتبادل أسرى في ثني إيران و”حزب الله” عن الرد على اغتيال تل أبيب لشكر في 30 يوليو/ تموز، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم بطهران نسب لإسرائيل، في اليوم التالي.

وبحسب ما نقلته هيئة البث عن المسؤولين الإسرائيليين ذاتهم، رفعت الولايات المتحدة حالة التأهب في المنطقة، بعد مؤشرات رصدتها دول غربية على تمسك “حزب الله” بالرد على اغتيال شكر، ولو بشكل منفصل عن إيران.

وقالت الهيئة إنه في إطار هذه التقديرات، أجرى مسؤولو المؤسسة الأمنية بإسرائيل نهاية الأسبوع المنصرم تقييمات للوضع، بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، إلى جانب كبار أعضاء هيئة الأركان العامة.

وفي تقارير سابقة، ذكرت الهيئة أن إسرائيل تستعد لعدد من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك هجوم من إيران، أو من لبنان، أو هجوم مشترك من المحور الشيعي.

وبحسب هذه التقارير، فإن العشرات من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية جاهزة ومسلحة لإحباط هجوم محتمل لـ”حزب الله”، كما أرسلت الولايات المتحدة قوات إضافية إلى المنطقة، بما في ذلك حاملتي طائرات.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما خلّف أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.