أصيب منزل بشكل مباشر في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل، الجمعة، 23 أغسطس/ آب 2024، جراء إطلاق 10 صواريخ من جنوبي لبنان، وذلك ضمن هجمات واسعة نفذها حزب الله اللبناني.
وقالت هيئة البث الرسمية إنّ منزلا أصيب بشكل مباشر، واشتعلت النيران بداخله، جراء إطلاق 10 صواريخ من جنوبي لبنان نحو مدينة كريات شمونة ومحيطها، دون أنّ يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات بشرية.
وأضافت أنه “للمرة الثانية خلال ساعات قليلة، تتعرض كريات شمونة ومحيطها لإطلاق صواريخ من لبنان”.
يأتي ذلك ضمن التصعيد المتواصل بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، حيث قتل 8 أشخاص، بغارات إسرائيلية استهدفت 6 بلدات جنوب لبنان، وفق مصادر رسمية لبنانية
وسبق أن أعلن “حزب الله”، الجمعة، مقتل 7 من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ما يرفع حصيلة قتلاه إلى 428 منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة أهداف لـ”حزب الله والقضاء على خلية” له، في منطقة طير حرفا.
وأضاف الجيش: “بعد القضاء على الخلية، تم رصد إطلاق صاروخ من منطقة الهجوم، ما يدل على وجود وسائل قتالية وصواريخ في المكان”.
من جانبه، أعلن “حزب الله” شن 14 هجوماً على جنود ومواقع وآليات عسكرية شمالي إسرائيل حتى وقت متأخر من مساء الجمعة.
وهذا أكبر عدد هجمات يشنه الحزب ضد إسرائيل منذ 35 يوماً، ويأتي بالتزامن مع إعلانه مقتل 7 من عناصره بنيران إسرائيلية.
وقال الحزب، في سلسلة بيانات نشرها عبر منصة “تلغرام”، إن هجماته على شمالي إسرائيل، الجمعة، شملت “قصف مواقع عسكرية عدة بينها: موقع السماقة بالأسلحة الصاروخية، وموقع المالكية بقذائف المدفعية (مرتين)، وموقع رويسات العلم بالأسلحة الصاروخية، وموقع حدب يارون بأسلحة مناسبة (لم يحددها)”.
وأضاف أنه استهدف كذلك “ثكنات زرعيت بقذائف المدفعية، وراميم بالأسلحة الصاروخية، ويفتاح بصليات من صواريخ الكاتيوشا، ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بصليات صاروخية، ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بصلية صاروخية”، وتموضعا لجنود إسرائيليين بمحيط تلة الخزّان بالقذائف المدفعية”.
وتابع الحزب أنه قصف أيضًا بـ”أسلحة مناسبة” (لم يذكرها) “التجهيزات التجسسية في موقع العباد، والتجهيزات التجسسية ونقطة يتموضع فيها جنود إسرائيليون بموقع المطلة، والتجهيزات التجسسية في مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية بقاعدة ميرون”.
ولفت إلى أن هجماته “أصابت أهدافها بدقة”، وأنها “جاءت دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة، وردا على اعتداء العدو الإسرائيلي على القرى الصامدة والمنازل الآمنة في جنوب لبنان”.
وكان 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أكثر يوم كثافة في هجمات “حزب الله” ضد إسرائيل منذ انطلاق المواجهة الراهنة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول بعدد 22 هجوماً، ثم 12 يونيو/ حزيران بعدد 19، فـ14 يونيو بعدد 18 هجوماً، و19 يوليو/ تموز بعدد 16 هجوماً، و26 مايو/ أيار بعدد 15 هجوماً، و21 نوفمبر بعدد 14 هجوماً.
فيما سجلت 10 أيام شن الحزب 13 هجوماً في كل واحد منها، وهي 21 أغسطس/ آب، و14 و12 يونيو، و16 و20 مايو، و12 مارس/ آذار، و21 فبراير/ شباط، و29 يناير/ كانون الثاني و5 ديسمبر/ كانون الأول، و22 نوفمبر، وفق رصد للأناضول استنادا إلى إعلانات الحزب الرسمية.
على الجانب الإسرائيلي، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن رصد إطلاق أكثر من 120 صاروخ من لبنان على شمال إسرائيل منذ صباح الجمعة، حيث تركزت على مدينتي كريات شمونة وصفد ومناطق محيطة بهما.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن اعتراض هذه الصواريخ أدى إلى اندلاع حرائق في تلك المناطق، بما يشمل عدة نقاط في غابة بيريا بالقرب من منطقة “عين زيتيم” بالجليل الغربي.
ولفتت إلى أن طواقم الإطفاء توجهت إلى مكان اندلاع الحرائق في محاولة للسيطرة عليها.
ووسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة، تتأهب إسرائيل لصد هجوم محتمل قد ينفذه “حزب الله” ردا على اغتيالها القيادي العسكري البارز بالحزب فؤاد شكر في بيروت يوم 30 يوليو/ تموز الماضي.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي لبنانية في الجنوب، وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي قصفا يوميا خلّف مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب مدمرة تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.