الأخبار

غالبية بين الإسرائيليين تؤيد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. وجدل في تل أبيب حول إحياء ذكرى “7 أكتوبر”

أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الجمعة أن 56٪ من الإسرائيليين يؤيدون إبرام اتفاق مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لوقف الحرب وتبادل الأسرى.

الاستطلاع أجراه معهد خاص لحساب صحيفة “معاريف” العبرية الخاصة خلال الأسبوع الأخير، وشمل عينة عشوائية تضم 501 إسرائيلي، بهامش خطأ زائد أو ناقص 4.4 بالمئة.

وبحسب النتائج، أبدى 56 بالمئة من الإسرائيليين تأييدهم لإبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى، فيما عارض 27 بالمئة إبرام الاتفاق، وقال 17 بالمئة إنهم لا يملكون إجابة محددة.

وتظهر نتائج الاستطلاع ارتفاعًا في نسبة الإسرائيليين المؤيدين لإبرام اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى.

ففي 2 يونيو/ حزيران الماضي، أظهر استطلاع للرأي نشرته هيئة البث العبرية أن 40 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون صفقة إنهاء الحرب في غزة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، قبل ذلك بأيام.

فيما عارض 27 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إبرام الاتفاق، بينما قال 33 بالمئة إنهم لا يعرفون.

وشملت عيّنة الاستطلاع آنذاك 605 إسرائيليين فوق عمر 18 عامًا، بهامش خطأ 4 بالمئة.

ورغم وساطة تقودها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة منذ أشهر وتقديم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إضافة شروط لقبول الاتفاق، والتي حذر وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.

وتشمل هذه الشروط “السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)”.

ويتهم أهالي الأسرى وقطاع عريض من الشارع والمنظومة السياسية الإسرائيلية نتنياهو بعرقلة الصفقة عمدًا؛ خوفًا من حل الحكومة اليمينية، ومحاكمته على جرائم “فساد” متهم بها بعد مغادرة السلطة.

من جانبها، تصر حركة “حماس” على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.

جدل حول ذكرى 7 أكتوبر

في السياق، تسبب قرار الحكومة الإسرائيلية تشكيل لجنة لإعداد مراسم الذكرى السنوية الأولى لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، بجدل واسع مبكر في المجتمع الإسرائيلي.

وأعلنت تجمعات سكانية بمستوطنات محاذية لقطاع غزة وأقارب أسرى إسرائيليين في القطاع، مقاطعة المراسم باعتبار أن الحكومة تتحمل مسؤولية وقوع هجوم على مستوطنات محاذية لقطاع غزة ومواقع عسكرية، فاجأت فيه حركة حماس إسرائيل، ووصفه مسؤولون أمنيون وسياسيون وعسكريون بأنه فشل استخباري.

وفي محاولة منه لحسم هذا الجدل، عرض الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الجمعة، أن تقوم الرئاسة بتنسيق وتنظيم هذه المراسم.

وقال هرتسوغ، في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ونشرتها هيئة البث الإسرائيلية، إنه يقدم اقتراحه هذا “في ضوء النزاع العام الصعب والمؤلم الذي نشأ الأسبوع الماضي، وحتى نتمكن من خفض لهيب الخلاف ومنع المشاجرات والصراعات غير الضرورية”.

وأضاف أن المراسم “سيتم تنسيقها في حوار شامل مع جميع الأطراف المعنية، وستكون محترمة وموحدة ومتواضعة”.

كما اقترح الرئيس الإسرائيلي “أن تحتفل كل جماعة ومستوطنة ومدينة بالذكرى السنوية كما يحلو لها”، بعد أن أعلنت تجمعات سكانية نيتها إحياء الذكرى بفعاليات خاصة.

وأضاف: “أطلب أن يتم فحص هذا الاقتراح من قبلكم (نتنياهو) بالجدية التي تستحقها، وتقديمها إلى اللجنة الوزارية للرموز والاحتفالات لمناقشتها”.

وسبق أن كلف نتنياهو قبل أيام وزيرة المواصلات الإسرائيلية من حزبه “الليكود” ميري ريغيف، بمهمة إدارة المراسم، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في أوساط المعارضة وعائلات أسرى إسرائيليين في غزة.

وتعقيبًا على ذلك، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، في منشور على منصة “إكس”، الاثنين، “لن أشارك في مراسم إحياء 7 أكتوبر الذي تنظمه ميري ريغيف، وسأكون مع عائلات القتلى في (مستوطنات) آري وسديروت ونير عوز. هذه الحكومة غير شرعية ولا تستحق ذكراهم”.

وأكد لابيد، أن “الحفل الوحيد الذي تستطيع حكومة نتنياهو والمتطرفون القيام به هو الاستقالة والإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية”.

أما زعيم حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس، فكتب على منصة “إكس”، الأربعاء: “رئيس الوزراء، إن الطريقة التي سنحيي فيها ذكرى 7 أكتوبر لا يمكن أن أحددها أنا أو أنت أو الوزيرة ريغيف، إنها ليست لك، إنها لهم أولًا (عائلات القتلى والأسرى)”.

مقتل أسيرين إسرائيليين

وكانت ريغيف أثارت ردود الفعل مجددًا عندما ردت، الخميس في مؤتمر صحفي، على الأصوات المعارضة لمسؤولية الحكومة عن المراسم بأنها “تتجاهل الصوت”.

وفي هجوم مباغت هز الجيش الإسرائيلي، هاجمت حماس في 7 أكتوبر 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردًا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

وتسبب الهجوم بحالة إرباك في إسرائيل على كافة المستويات، وسط اتهامات لحكومة نتنياهو بفشل التنبؤ المسبق بالهجوم الذي اعتبره مسؤولون إسرائيليون أكبر خرق استخباري في تاريخ تل أبيب.

ومنذ ذلك اليوم، تصب إسرائيل جام غضبها على المدنيين في قطاع غزة، ضمن حرب حظيت بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.