توفي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السابق “فاروق القدومي” والمعروف باسم “أبو اللطف”، عن عمر ناهز 93 عامًا في العاصمة الأردنية عمان بعد رحلة طويلة مع المرض، بحسب وسائل إعلام فلسطينية، الخميس 21 أغسطس آب 2024.
يُعتبر القدومي من قيادات فتح القديمة، ومن مؤسسي الحركة، وعُرف بمعارضته لسياسة محمود عباس في رئاسة حركة فتح والسلطة الفلسطينية، منتقداً غياب الديمقراطية داخل الحركة.
كما عارض القدومي اتفاقات أوسلو، معتبرا أنها تشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية.
وعقب وفاة “أبو اللطف”، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: “أنعي أخا وصديقا ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي فقدت واحدا من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها”.
وأثنى عباس على مناقب الفقيد ومسيرته وعمله القيادي في صفوف حركة “فتح” والثورة الفلسطينية ومؤسساتها.
حزن يخيم على المنصات
وسادت حالة من الحزن على منصات التواصل الاجتماعي، وغرّد الصحفي الفلسطيني محمد قريقع قائلاً: “كان فاروق علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، غلّب صوت العقل والوحدة على أي صوت آخر، كان من أكثر الأصوات التي دعت إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة، بين أبناء القضية الواحدة”.
فيما علق الفلسطيني تيسير خالد “رحيل القائد التاريخي الفلسطيني فاروق القدومي.. أعلنت أسرة القائد التاريخي الفلسطيني الكبير فاروق القدومي عن وفاته هذا اليوم في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز الـ 93 عاما لمثل هذا القائد الوطني والعروبي الكبير تنكس الأعلام وترفع الصلوات”.
من هو “فاروق القدومي”؟
فاروق رفيق الأسعد القدومي “أبو اللطف”، من مواليد عام 1931 في جينصافوط، قلقيلية، سياسي فلسطيني شغل منصب رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية وهو أمين سر حركة فتح، ومن أبرز المعارضين لاتفاقية أوسلو.
في بداية حياته السياسية انضم القدومي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وأثناء دراسته بمصر التقى ياسر عرفات أبو عمار، وفي وقت لاحق أسس حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي أعلنت عن عمليتها الأولى في بداية 1965.
في العام 1969 رشحته حركة فتح لعضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأصبح رئيساً لدائرة التنظيم الشعبي، إلا أنه انتقل للدائرة السياسية بعد عملية فردان 1973.
أقام في الأردن غير أن السلطات الأردنية اعتقلته إثر أحداث ما يسمى بأيلول الأسود عام 1970 فغادر الأردن إلى سوريا.
كان القدومي ضمن قيادات منظمة التحرير الفلسطينية التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
عارض القدومي اتفاقات أوسلو معتبراً أنها تشكل خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية ورفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية وبقي مقيماً في تونس.
عقب وفاة عرفات في نوفمبر 2004 نشب خلاف بين القدومي ومحمود عباس حول خلافة عرفات على رأس حركة فتح.
وكان الخلاف قد دب بين عباس والقدومي في أعقاب كشف الأخير محضر اجتماع يوم 14 يوليو/تموز 2009 قال إنه يمتلكه منذ فترة، يتهم الأول والنائب عن حركة التحرير الفلسطيني آنذاك (فتح) محمد دحلان بالمسؤولية عن اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
عُرف القدومي أيضاً بمعارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس، معتبراً أنه سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية.