صحة

قد تُساعدُك في تقليل خطر الإصابة أو تأخير حدوث المرض.. أطعمة عليك تناولها للوقاية من الخرف

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للخرف حتى الآن، إلا أن اتّباع نظام غذائي متوازن ومغذّي يمكن أن يلعب دوراً مُهماً في تقليل خطر الإصابة بالخرف أو تأخير تقدمه. فالتغذية السليمة لا تقتصر على تعزيز الصحّة العامة فحسب، بل قد تساهم أيضاً في دعم وظائف الدماغ والحفاظ على نشاطه، ما يقلّل من احتمالية الإصابة بالخرف.

تُقدِّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن الخرف قد يؤثر على حوالي 14 مليون بالغ بحلول عام 2060، ما يبرز أهمية البحث عن طرق للوقاية من هذا المرض.

في هذا التقرير، سنستعرض مجموعةً من الأطعمة التي يمكن أن تدعم صحة الدماغ وتعزز وظائفه، ما يمكن أن يسهم في تقليل احتمالية الإصابة بالخرف.


الأسماك الدهنية تُساعدنا في تقليل الإصابة بالخرف

تُعد الأسماك الدهنية من المصادر الممتازة للأحماض الدهنية أوميغا-3، التي تشمل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA). تلعبُ هذه الأحماض الدهنية دوراً حيوياً في تطوير الدماغ وتحسين التواصل بين خلايا الدماغ.


وفقاً لدراسة نُشر في عام 2021، يُعتبر حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) عنصراً أساسياً في وظائف الدماغ ونمو الخلايا العصبية. يُشير البحث إلى أن تناول الأسماك الدهنية بانتظام يمكن أن يدعم الأداء الإدراكي ويقلل من خطر التدهور المعرفي والخرف. لذلك، يُوصى بإدراج الأسماك الدهنية، مثل السلمون والتونة، في النظام الغذائي بشكل منتظم لتعزيز صحة الدماغ والحفاظ على وظائفه بشكل جيد.


الخضروات الورقية

تُعتبر الخضروات الورقية من المصادر الغنيّة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الدماغ. تحتوي هذه الخضروات على مجموعة من العناصر الغذائية التي قد تسهم في دعم الوظائف العقلية وحمايتها.


تشيرُ دراسة نُشرت في عام 2023 إلى أن مستويات الهوموسيستين المرتفعة، وهو حمض أميني مرتبط بزيادة خطر ضعف الإدراك، يمكن أن تكون خاضعة للتأثير من النظام الغذائي. إذ تُعد الخضروات الورقية، مثل السبانخ والكرنب والخس، مصدراً غنياً بحمض الفوليك، وهو فيتامين ب الذي يلعب دوراً في تقليل مستويات الهوموسيستين في الدم.


التوت

يُعتبر التوت من المصادر الغنية بمضادات الأكسدة، بما في ذلك الفلافونويد، التي تلعب دوراً هاماً في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي والالتهابات. تحتوي أنواع مختلفة من التوت، مثل التوت الأزرق والفراولة، على مركبات قد تسهم في دعم صحة الدماغ.

تشير دراسة  نُشرت في عام 2020 إلى أن الاستهلاك المنتظم للتوت الأزرق قد يكون له تأثير إيجابي على الوظيفة الإدراكية، حيث يمكن أن يساعد في تأخير التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والتي تعتبر بدورها مؤشراً على الخرف.


المكسرات

تُعد المكسرات مصدراً ممتازاً للدهون الصحية، بما في ذلك الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة. إلى جانب كونها غنية بمضادات الأكسدة وفيتامين هـ، تلعب هذه المكونات دوراً حيوياً في حماية خلايا الدماغ من التلف التأكسدي، ما يعزّز صحة الدماغ بشكل عام.

أظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أن الاستهلاك المنتظم للمكسرات يرتبط بانخفاض خطر ضعف الإدراك لدى كبار السن في الصين. تشير النتائج إلى أن تناول المكسرات قد يكون له تأثير إيجابي على الحفاظ على القدرات العقلية، خاصة مع تقدم العمر.


الكركم

يُعرف الكركم بكونه مصدراً غنياً بمركب الكركمين، الذي يتمتع بخصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، هذه الخصائص تجعل الكركم غذاءً مفيداً لدعم صحة الدماغ.

أظهرت دراسة نُشرت في عام 2018 أن الكركم قد يلعب دوراً وقائياً في تعزيز صحة الأعصاب وتحسين وظائف الدماغ. يعتقد الباحثون أن الكركم يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية في الوقاية من الأمراض العصبية مثل مرض الخرف، ويعتبرونه واعداً كجزء من استراتيجيات العلاج المستقبلية.


الحبوب الكاملة

تُعد الحبوب الكاملة مصدراً ممتازاً للكربوهيدرات المعقدة التي تطلق الجلوكوز بشكل تدريجي، ما يوفر إمداداً مستمراً ومستداماً من الطاقة للدماغ. هذا الإمداد الثابت من الطاقة يمكن أن يحسن الذاكرة قصيرة وطويلة المدى ويعزز الصحة العامة للدماغ مع تقدم العمر.


أظهرت دراسة أجريت عام 2023 على 2958 شخصاً أن استهلاك الأطعمة الغنية بالحبوب الكاملة مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. هذه النتائج تبرز أهمية إدراج الحبوب الكاملة في النظام الغذائي كوسيلة لدعم الذاكرة والوقاية من التدهور المعرفي.


الأفوكادو

يُعتبر الأفوكادو مصدراً غنياً بالدهون الأحادية غير المشبعة، التي تلعب دوراً هاماً في تحسين تدفق الدم وتعزيز صحة الدماغ. هذه الدهون الصحيّة تساهمُ في الحفاظ على الأوعية الدموية في حالة جيدة، ما يؤثر إيجابيًا على وظيفة الدماغ.

في دراسة أجريت عام 2021، تم فحص تأثير الأفوكادو على الأداء الإدراكي لدى كبار السن. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا الأفوكادو سجلوا درجات أفضل بشكل ملحوظ في اختبارات الإدراك مقارنةً بمن لم يتناولوا الأفوكادو، وتشيرُ هذه النتائج إلى أن إدراج الأفوكادو في النظام الغذائي قد يكون له تأثير إيجابي على الوظائف العقلية والقدرات الإدراكية وحمايتنا من الخرف.