اتهمت مصادر إسرائيلية مطلعة مساء الأربعاء 21 أغسطس/آب 2024، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإفساد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنه أطلق عليها “حكم الإعدام”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر وصفتها بالمطلعة دون تسميتها قولها، إن “بلينكن ارتكب خطأ خطيرًا للغاية بقوله إن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو قبِل المقترح الأمريكي، والكرة الآن في ملعب حماس”.
واعتبرت أن وزير الخارجية الأمريكي “خَرَّب بشكل خطير المفاوضات، وارتكب خطأ خطيرًا للغاية، وهذا يدل على السذاجة وعدم الفهم”.
وأوضحت المصادر، أن بلينكن “بث تفاؤلاً لاعتبارات سياسية أمريكية داخلية، حتى يسير مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو (انطلق الاثنين ويستمر حتى الخميس) بسلاسة”.
واستدركت: “لكن كبار المسؤولين في فريق التفاوض الإسرائيلي الذين استمعوا إلى مؤتمره الصحفي أرادوا تبديد هذه التكهنات، بعد أن أصدر بلينكن حكم الإعدام على الصفقة وانحاز إلى نتنياهو وقدم له هدية”.
وشددت على أنه “لا اتفاق ولا قمة إذا استمر الإصرار الإسرائيلي على نشر قوات على طول محور فيلادلفيا”، على الحدود بين غزة ومصر.
المصادر ذاتها أوضحت أن “ما يعنيه كلام بلينكن، أن الولايات المتحدة تقدم الدعم لنتنياهو لبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، بينما يرفض المصريون وحماس ذلك”.
وأكدت أن التوقعات كانت أن بلينكن “سيدعو إسرائيل وحماس إلى التحلي بالمرونة”، لكنه بدلاً من ذلك “احتضن نتنياهو ونأى بحماس”.
وسبق أن قال بلينكن عقب لقائه نتنياهو في تل أبيب، ضمن الجولة التي قادته أيضًا إلى مصر وقطر، إن نتنياهو وافق على مقترح الصفقة، محملاً المسؤولية لحماس في إفشال المفاوضات، ما دفع بالحركة إلى اعتبار تصريحاته “انحيازًا واضحًا لنتنياهو”.
والثلاثاء، نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن نتنياهو قوله لممثلي عائلات أسرى إسرائيليين في غزة: “إسرائيل لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف محور فيلادلفيا وممر نتساريم (الفاصل بين وسط القطاع وجنوبه) رغم الضغوط الهائلة التي تتعرض لها للقيام بذلك”.
والأحد، أكد نتنياهو إصراره على إبقاء سيطرة قواته على محور فيلادلفيا، واتهمه زعيم المعارضة يائير لابيد، بالمماطلة وتخريب المفاوضات.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.