كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الثلاثاء 20 أغسطس/ آب 2024، أن تقييماً أولياً لملابسات مصرع الأسرى الستة الذين أعلنت تل أبيب انتشال جثثهم من قطاع غزة يشير إلى أنهم لقوا حتفهم اختناقًا داخل أحد الأنفاق بغاز ناجم عن هجوم للجيش الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة إن “تقييماً أولياً لظروف مصرع المختطفين الستة الذين تم انتشال جثثهم من مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) يشير إلى أنهم لقوا حتفهم اختناقًا في النفق الذي كانوا محتجزين فيه كنتيجة عرضية لهجوم للجيش الإسرائيلي”، دون أن توضح الجهة التي أصدرت هذا التقييم.
وأضافت الصحيفة أن “حادث مصرع هؤلاء المختطفين وقع قبل نحو 6 أشهر أثناء مناورة للجيش الإسرائيلي كانت تقوم بها الفرقة 98 في خان يونس”.
وبحسب الصحيفة، فإن “الدلائل التي تم العثور عليها في مكان الحادث ليل الاثنين/ الثلاثاء عززت هذا التقييم، الذي لم يتم التوصل إليه بشكل نهائي بعد، وما زال قيد التحقيق في معهد الطب الشرعي في منطقة أبو كبير (بتل أبيب وسط إسرائيل)”.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي “لم يهاجم النفق نفسه الذي كان يتواجد فيه المختطفون، لكنه هاجم هدفا لحماس بالقرب منه؛ مما أدى إلى نشوب حريق تسبب في خروج انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون القاتل داخل النفق”.
ووفق المصدر ذاته، تم العثور على عدد من مقاتلي “حماس” موتى رفقة الأسرى الإسرائيليين بينما كانوا يحملون بنادق كلاشينكوف، ودون وجود أي علامات تشير إلى إصابتهم بأي جروح.
من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في رده على طلب تعليق من الصحيفة: “الأمر لا يزال قيد التحقيق”.
وصباح الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد، عبر عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، جثث 6 من أسراه من منطقة خان يونس، لافتا إلى أنهم كانوا محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الأمر الذي أثار غضبا واسعا في صفوف عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، التي حملت في بيان حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن وفاة ذويهم في القطاع، معتبرة أنه كان من الممكن إنقاذ حياتهم لولا التأخير في عقد صفقة مع حماس.
وفي وقت لاحق، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية الخاصة إن تل أبيب تفحص جثث الأسرى الستة، للتأكد من احتمال مقتلهم بنيران الجيش الإسرائيلي.
وقبيل الإعلان عن انتشال هذه الجثث، كانت إسرائيل تقول إنه ما زال لديها 115 أسيرًا في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهتار بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.