نقلت طبيبة أطفال أمريكية عالجت مرضى في غزة أثناء الحرب شهادتها عن الأهوال التي شهدتها في القطاع إلى أنصار الحزب الديمقراطي خلال ندوة عقدت ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الديمقراطي في مدينة شيكاغو، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 20 أغسطس/آب 2024.
وتناولت شهادة الطبيبة تانيا حاج حسن الأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل، وعانوا من إصابات بالغة، وغيرهم ممن تُرك الكثيرون منهم بلا أسر، حتى بات مصطلح “الطفل الجريح بلا أسرة على قيد الحياة” شائعاً.
وجاءت شهادة الطبيبة تانيا ضمن مشاركتها في ندوة ركزت على حقوق الإنسان الفلسطينية ضمن فعاليات المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهي المرة الأولى التي يستضيف فيها الحزب الديمقراطي ندوة رسمية حول هذا الموضوع. وهي واحدة من عشرات الأطباء الذين أرسلوا رسالة إلى إدارة جو بايدن في يوليو/تموز لمشاركة ما شهدوه أثناء رعاية المرضى في غزة.
ومسح الحضور، الذين بلغ عددهم المئات، دموعهم عندما وصفت تانيا ما رأته، بينما كان المشاركون الآخرون ينقلون شهاداتهم عن الخسائر التي عانوا منها بين أفراد عائلاتهم في غزة.
وتحدثت تانيا عن صبي صغير جاء إلى غرفة الطوارئ بإصابات بالغة في نصف وجهه ورقبته بينما كان يقول لها إنه يتمنى لو مات هو أيضاً لأن كل من يحبهم قد رحلوا.
وحكت تانيا كيف أمسكت بأيدي الأطفال وهم يُـلـفظون أنفاسهم الأخيرة، لأنه لم يعد هناك أفراد من أسرهم بجانبهم.
وقالت هالة حجازي، إحدى المشاركات في الندوة والتي قالت إن أكثر من 100 فرد من أفراد أسرتها قُتلوا في غزة، إنها تشعر بأنها مدينة لأسرتها بالتحدث عن غزة. وأضافت: “لقد ماتت أسرتي، يا رفاق. لقد ماتوا. وأشعر بالذنب لأنني كنت أعيش حلمي الأمريكي لمدة 25 عاماً بينما كانوا هم يكافحون”.
وتأتي الندوة في الوقت الذي يعقد فيه الديمقراطيون مؤتمرهم الوطني في مدينة شيكاغو من أجل منح كامالا هاريس بطاقة ترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقد أعطى ترشيح هاريس لمنظمي حملة “غير ملتزم”، الذين أطلقوا حملة تصويت واسعة النطاق للاحتجاج ضد الحرب خلال الانتخابات التمهيدية، الأمل في أن وقف إطلاق النار وتغيير السياسة تجاه إسرائيل قد يكون في الأفق. لكنهم يقولون إنهم ما زالوا ينتظرون موقف هاريس بشأن هذه القضية.
وقد سعت حملة “غير ملتزم” للحصول على مكان مميز على المسرح الرئيسي حتى يتسنى للطبيبة تانيا أن تتحدث عن حرب غزة. وحتى الآن، تم منحهم مكاناً خاصاً للاجتماعات والمؤتمرات الصحفية، وإن كان بعيداً عن المسرح الرئيسي، وفق ما ذكرت الغارديان.
فيما يسعى عشرات المندوبين المؤيدين للفلسطينيين، إلى إجراء تغييرات في برنامج الحزب الديمقراطي، ويخططون للضغط من أجل فرض حظر على الأسلحة لإسرائيل هذا الأسبوع.
حيث يضع ذلك الحزب الديمقراطي في حالة تأهب لاحتمال حدوث محاولات لمقاطعة خطب مؤتمره الوطني في شيكاغو، بحسب وكالة رويترز.
المجموعة المؤيدة للفلسطينيين، التي تطلق على نفسها اسم “مندوبون ضد الإبادة الجماعية”، تقول إنها ستمارس حقوقها في حرية التعبير خلال الأحداث الرئيسية في المؤتمر الوطني الديمقراطي الذي يستمر أربعة أيام.
وقالت الغارديان إن برنامج الحزب الديمقراطي لا يتضمن دعوة لفرض حظر على الأسلحة أو أي اختلافات عن سياسات إدارة بايدن الحالية. وينص البرنامج على أن بايدن “عازم على التوسط في اتفاق وقف إطلاق نار فوري ودائم”، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.