توفي الطبيب والداعية السوداني الفاتح علي حسنين فجر الاثنين 19 أغسطس/آب 2024، في مدينة إسطنبول، عن عمر ناهز 78 عامًا، إثر تعرضه لوعكة صحية ألمت به منذ ما يقرب من عشرين يومًا.
وقال نجله محمد الفاتح عبر حسابه بموقع فيسبوك،”إنا لله و إنا إليه راجعون. انتقل إلى رحمة الله والدي الفاتح علي حسنين.. رحمة الله عليه ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”.
ولعب الطبيب والداعية السوداني دورًا إسلاميًا مهمًا في شرق أوروبا، حيث إنه عمل مستشارًا للرئيس البوسني بالتسعينيات، علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻨﺎﺀ في ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ بالنمسا ولفت إليه الانتباه عندما قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارته في بيته بالخرطوم في كانون الأول/ ديسمبر 2017.
من هو فاتح علي حسنين؟
ولد الفاتح علي حسنين عام 1946 في مدينة كركوج بولاية سنار بالجنوب الشرقي السوداني، إذ تخرج في كلية الطب بجامعة بلغراد، وحصل على دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة فيينا بالنمسا، وبعدها أقام حسنين فترة في تركيا، وهناك تعرف على الراحل علي عزت بيغوفيتش الذي تقلد لاحقًا منصب رئيس البوسنة والهرسك.
ونسج الطبيب السوداني علاقات مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس مدرسة الغازي “علي عزت بيغوفيتش” في إسطنبول.
عمل مستشارًا للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، وقائمًا بأعماله مدة أشهر في تسعينيات القرن الماضي. وتولى رئاسة مجلس الأمناء بجمعية المغاربة بالنمسا، وأسس المجلس الإسلامي لشرق أوروبا والمدرسة العليا بإقليم بيهاج في البوسنة، وترأس وكالة إغاثة العالم الثالث.
علاقة الفاتح بأردوغان
وتوجد علاقات وثيقة بين الفاتح والرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي تعود إلى سبعينيات القرن العشرين، ويصف أردوغان الفاتح بأنه شيخه ومعلمه.
في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2017 وخلال زيارته الرسمية للسودان قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة شيخه وصديقه للاطمئنان على صحته وطلب الدعاء منه.
وتناول الرئيس أردوغان العشاء في بيت الداعية السوداني برفقة آخرين دعاهم الفاتح حسنين على عجل. ولاحقًا جلس الصديقان على انفراد وتحدثا حول آفاق تطوير العلاقات السودانية التركية.
نشاطه الدعوي ومؤلفاته
على مدار عمره، طبع الفاتح علي حسنين معاني القرآن الكريم باللغات البوسنية والألبانية والبلغارية والتشيكية والرومانية، كما أنه عمل على ترجمة الكثير من الكتب الإسلامية إلى عدد من لغات أوروبا الشرقية، وأصدر مجلة “الشاهدة” التي عنيت بأخبار الأقليات الإسلامية هناك.
كما أنه ألف العديد من المؤلفات، منها: “جسر على نهر الدرينا” و”الطريق إلى فوجا” و”لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق” و”مأساة المسلمين في بلغاريا” و”موسوعة الأسر المغاربية وأنسابها في السودان”.