بعد أيام من نيلها ذهبية الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، قررت الجزائرية إيمان خليف مقاضاة كل من أساء إليها خلال الأولمبياد، وشكك في أهليتها الجنسية.
وفتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقاً رسمياً بعد شكوى تقدمت بها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بتهمة “التحرش الإلكتروني الجسيم”.
إيمان خليف تقاضي ترامب وماسك
وتعرّضت خليف لموجة تنمّر وهجوم قاسٍ وانتقادات قاسية وتشكيك في جنسها من قبل شخصيات سياسية رسمية أبرزهم الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات القادمة دونالد ترامب ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وأخرى من وسائل إعلام غربية امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها “إكس”، ومالك المنصة إيلون ماسك، وذلك بعد النزال الشهير ضد نظيرتها الإيطالية أنجيلا كاريني التي كانت أول من أشعل شرارة هذا الجدل.
وتركت كاريني النزال أمام خليف بعد 46 ثانية فقط من بدايته إثر تلقيها لكمتين “قويتين” لم تتحملهما، فآثرت الانسحاب وهي تبكي، بعدها وجّه الإعلام الإيطالي اتهاماته للجزائرية على أنها “رجل” لتبدأ حملة عالمية شعواء ضدها.
ووجهت خليف في شكواها الجنائية التي تم إرسالها إلى مركز مكافحة الكراهية، اتهاماً لترامب وللملياردير إيلون ماسك مالك منصة “إكس” وللكاتبة جيه كيه رولينغ مؤلفة السلسلة الشهيرة “هاري بوتر” بالتنمر الإلكتروني، وفق ما أكد محاميها نبيل بودي.
وقال بودي في تصريحات لمجلة variety الفرنسية: “بعد فوزها بذهبية أولمبياد باريس 2024 قررت إيمان خليف خوض معركة جديدة هي معركة متعلقة بالعدالة والكرامة والشرف”.
وأضاف: “من خلال التحقيق سيتضح من الذي بدأ هذه الحملة الكارهة للنساء والقائمة على العنصرية الجنسية، وعليه سيتم التركيز على كل من غذّى هذه الحملة وبقي دون محاكمة”.
وقد تستهدف الشكوى شخصيات أخرى خارج فرنسا على الرغم من أنه قدّم الدعوى في باريس، حيث أكد بودي أن مكتب النيابة العامة يتمتع بإمكانية تقديم طلبات للمساعدة القانونية المتبادلة مع دول أخرى.
إيمان خليف تستنكر حملة التنمر
من جهتها أكدت خليف في مقابلة تلفزيونية جرت يوم الثلاثاء 13 أغسطس/ آب 2024 أن ما جرى معها أثّر على نفسيتها وتسبب بضرر كبير لها.
وأوضحت: “كنت خائفة من هذه الحملة العالمية ضدي لكنني تجاوزتها بفضل الله وبمساعدة أطباء نفسيين، لا أريد أن أُقحم السياسة في الرياضة لكن ترامب وماسك هما من فعلا ذلك، أقول لهم أنكم ظلمتموني لأنه لا يحق لهم القول بأنني متحولة جنسياً”.
وأتمت: “هذا عيب كبير بالنسبة لي ولعائلتي ولشرفي ولشرف الجزائر ولنسائها ولنساء العالم العربي، العالم كله يعرف أنني مسلمة، وأنا أنثى وشرفي قبل كل شيء”.
وكان ترامب قد نشر صورة عبر حسابه على “إكس” للنزال بين كاريني وخليف وعلّق عليها: “سأُبقي الرجال خارج رياضات النساء”، في وقت أعاد فيه ماسك مشاركة منشور السباحة رايلي غاينز الذي كتبت فيه: “الرجال لا ينتمون إلى رياضات النساء”، حيث وافقها مالك منصة “إكس” بالقول: “تماماً”.
أما رولينغ فشاركت صورة من النزال وعلّقت عليها: “رجل يستمتع بمعاناة امرأة قد ضربها للتو على رأسها”.
باخ يدافع عن إيمان خليف
وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ قد استنكر ما وصفه “بخطاب الكراهية” الموجه ضد خليف وكذلك التايوانية لين يو تينغ خلال أولمبياد باريس.
وقال باخ: “إيمان خليف أنثى، ولدت أنثى، وتنافس منذ سنوات مع الإناث، وليس هناك أي شك في هذا الأمر، سبق وأجرينا الفحوصات المطلوبة لتأكيد هذا الأمر ولا داعي للتشكيك فيه”.
وأضاف: “ما حدث من ضجة حول خليف هو أجندة غير مقبولة على الإطلاق، ونحن بدورنا لن نشارك في هذه الحرب السياسية والعرقية التي صنعتموها بهذه الإشاعات”.
بدوره ندّد ممثل اللجنة الأولمبية الدولية مارك آدمز بهذه الحملة مؤكداً أن إيمان “وُلدت أنثى وهي مسجلة أنثى، وعاشت حياتها كأنثى، وتُلاكم كأنثى، ولديها جواز سفر أنثى”.
يُذكر أن خليف كانت قد شاركت في النسخة الماضية من دورة الألعاب الأولمبية والتي أُقيمت في طوكيو عام 2021 (تأجلت من عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا)، لكن لم يتسبب ظهورها بأي جدل على الإطلاق.