أعلنت أوكرانيا الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024، قصفها مناطق روسية بصواريخ وطائرات مسيرة مضيفة أنها تواصل التقدم هناك في أكبر توغل أجنبي في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية٫ فيما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمر بأنه يشكل “معضلة حقيقية” بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتقول أوكرانيا إن الآلاف من جنودها دخلوا عبر الحدود في الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس/آب إلى منطقة كورسك غرب روسيا وهي خطوة قال عنها بوتين إنها استفزاز بالغ يهدف إلى تقوية موقف كييف في أي مفاوضات محتملة مستقبلاً لوقف إطلاق النار.
تحرك أوكراني في روسيا
فيما أعلنت أوكرانيا تمكنها من السيطرة على شطر صغير من المنطقة الحدودية في كورسك. فيما قال بوتين إن الجيش الروسي سيطرد القوات الأوكرانية
إلا أن
معارك ضارية لا تزال دائرة هناك منذ أكثر من أسبوع.
يوري بودولياكا وهو مدون عسكري بارز أوكراني المولد لكنه من الموالين لجيش روسيا قال
إن
“الموقف لا يزال صعبًا… العدو لا يزال يملك زمام المبادرة وبالتالي يزيد من وجوده في منطقة كورسك ولو ببطء”.
فيما قالت روسيا إنها دمرت
117
طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل، معظمها في مناطق كورسك وفارونيج وبيلجورود ونيجني نوفجورود. وأضافت أنها أسقطت صواريخ وعرضت لقطات لقاذفات قنابل من طراز سوخوي-34 تضرب مواقع أوكرانية في كورسك.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن بعض الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا ضربت قواعد جوية روسية. فيما قال الحرس الوطني الروسي إنه عزز إجراءات الأمن عند محطة كورسك للطاقة النووية التي تبعد نحو
35
كيلومترا فقط عن جبهة القتال.
وقال قادة روس إن الجبهة في كورسك استقرت، على الرغم من أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن قوات بلاده تواصل التقدم هناك وأمر كبار قادة الجيش بالإقدام على “الخطوات الرئيسية” التالية في العملية.
بايدن يعلق على تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
بدوره قال بايدن إن المسؤولين الأمريكيين على اتصال دائم بأوكرانيا بشأن “غزو روسيا”، والذي قال إنه يشكل “معضلة حقيقية” لبوتين.
وأوضح البيت الأبيض أن أوكرانيا لم تبلغ واشنطن سلفا بتوغلها وأن الولايات المتحدة ليس لها أي دور في العملية، رغم أن المسؤولين الروس أشاروا إلى أن داعمين غربيين لأوكرانيا علموا بالضرورة سلفا بأمر الهجوم.
وغير الهجوم الأوكراني على روسيا مجرى الحرب بشكل كبير. وتتقدم روسيا منذ أن أخفق هجوم أوكراني مضاد في
2023
في تحقيق أي مكاسب كبيرة في مواجهة القوات الروسية.
“أوكرانيا تضغط للتفاوض”
فيما قال التلفزيون الرسمي الروسي
إن
قوات البلاد تمكنت من إمالة الكفة لصالحها أمام القوات الأوكرانية وبث لقطات لتنفيذ هجمات بنجاح على مواقع أوكرانية وخصص تغطية واسعة لإجلاء مدنيين روس من المنطقة الحدودية.
أما التلفزيون الأوكراني الرسمي فعرض لقطات لجنود من جيش البلاد وهم ينزلون العلم الروسي من على بناية رسمية في بلدة سودجا الروسية الحدودية وهي مركز لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
وقال بوتين في وقت سابق إن أوكرانيا “بمساعدة أسيادها في الغرب” تحاول جاهدة تحسين موقفها التفاوضي قبل محادثات سلام محتملة.
لكنه شكك أيضا في عقد مفاوضات مع أوكرانيا التي وصفها بأنها عدو يطلق النار بعشوائية على مدنيين روس ومنشآت نووية.
وقال مدونون عسكريون روس إنهم يتوقعون أن تقدم أوكرانيا على خطوة كبرى واحدة أخرى على الأقل في الأيام القليلة المقبلة.
وفي بيلجورود الروسية المتاخمة للحدود، أعلن الحاكم فياتشسلاف جلادكوف حالة طوارئ في المنطقة. وقال “الموقف في منطقة بيلجورود لا يزال عصياً للغاية ومتوترا” وأضاف أن الضربات الأوكرانية قتلت مدنيين هناك.
وشهدت روسيا توغلات سابقة بأراضيها خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين ونصف العام، لكن التوغل الأخير كان بمثابة أكبر هجوم على أراضي روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، مما أحرج الرئيس بوتين.
وتشكل هذه الأحداث علامة فارقة في المعارك. كما أنها المرة الأولى التي يقود فيها الجيش الأوكراني عملية غزو وليس المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا.
ويأتي الهجوم الأوكراني في ظل عملية عسكرية تشنها روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في شؤونها”.