الأخبار

أوكرانيا “تفاجئ” موسكو و”تجتاح”  كورسك.. ما سر الهجوم على آخر نقطة لنقل الغاز الروسي لأوروبا؟  

تواصل القوات الروسية لليوم الرابع على التوالي معاركها لصد قوات أوكرانية اجتاحت الحدود “بشكل مفاجئ” في منطقة كورسك، في هجوم “جرئ” على أكبر قوة نووية في العالم.

ففي واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على روسيا منذ بدء الحرب المستمرة منذ عامين، اخترق حوالي ألف جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس/آب 2024، بالدبابات والمركبات المدرعة وأسراب من الطائرات المُسيرة والمدفعية، وفقًا لمسؤولين روس.

حيث توغلت القوات الأوكرانية في الحقول والغابات الحدودية باتجاه الشمال من بلدة‭‭ ‬‬سودجا، وهي آخر نقطة شحن تعمل حاليًا لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

وفيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنه “استفزاز كبير”، ادعى البيت الأبيض أن الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، لم تكن على علم مسبق بالهجوم، وتسعى للحصول على مزيد من التفاصيل من كييف.

والتزم الجيش الأوكراني الصمت حيال هجوم كورسك، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشاد بقدرة الجيش على إحداث “مفاجأة” وتحقيق النتائج، دون الإشارة صراحة إلى كورسك.

من جانبه، قال دميتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق إن الهجوم الأوكراني هو محاولة من كييف لإجبار روسيا على نقل قواتها من خطوط المواجهة الرئيسية في شرق أوكرانيا، حيث تحقق موسكو هناك تقدمًا استراتيجيًا.

وأضاف ميدفيديف أنه نتيجة لهذا الهجوم، يتعين على روسيا توسيع أهداف حربها لتشمل أوكرانيا بالكامل.

تفاصيل ميدانية

في الميدان، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان الجمعة إن قواتها “تواصل صد محاولة غزو القوات المسلحة الأوكرانية لأراضي روسيا الاتحادية”.

وأضافت الوزارة “تواصل وحدات من مجموعة القوات الشمالية، بالتعاون مع جهاز الأمن الاتحادي الروسي، تدمير تشكيلات مسلحة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بمنطقتي سودجينسكي وكورينيفسكي في كورسك المتاخمة مباشرة للحدود الروسية الأوكرانية”.

فيما قال بعض المدونين الروس إن القوات الأوكرانية تتقدم صوب محطة الطاقة النووية في كورسك والتي تقع على بعد 60 كيلومترًا شمال شرقي سودجا.

وقال يوري بودولياكا، وهو مدون عسكري شهير من أصل أوكراني ويناصر روسيا، إن معارك ضارية اندلعت على بعد نحو 30 كيلومترًا من محطة الطاقة النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وتزود مساحة كبيرة من جنوب روسيا بالطاقة.

فيما قال إيجور كوربونكوف المسؤول في منطقة كورسك الروسية في منشور على تيليجرام الجمعة إن القتال مستمر على بعد “عشرات الكيلومترات” من بلدة كورتشاتوف في جنوب روسيا حيث توجد محطة كورسك النووية.

وأظهر مقطع مصور منشور على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وتحققت منه رويترز قافلة من الشاحنات العسكرية الروسية المحترقة على طريق بمنطقة كورسك جنوب روسيا حيث نفذت القوات الأوكرانية توغلاً كبيرًا هذا الأسبوع. وبدا أن بعض الشاحنات تحتوي على جثث.

والجمعة، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الوزارة قولها إن روسيا ترسل قوافل تعزيزات مزودة بأنظمة صواريخ من طراز جراد ومدفعية ودبابات، فيما أعلنت وزارة الطوارئ حالة الطوارئ الاتحادية في كورسك.

الهدف من العملية

من جانبه، أفاد “معهد دراسة الحرب” المستقل ومقره الولايات المتحدة بأن أوكرانيا حققت مكاسب ميدانية كبيرة في أول يومين من التوغل.

وتركّز التقدم الأوكراني على سودجا، وهي بلدة تعد حوالي 5000 نسمة وتعد مركزًا لوجستيًا تقع على بعد ثمانية كيلومترات عن الحدود الأوكرانية.

وفيما زالت أهداف كييف غير واضحة، إلا أن بعض المحللين يشيرون إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية حيث يحقق تقدمًا استراتيجيًا.

الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف قال أن لدى كييف ” مشروع لضم هذه المنطقة التي تعتبر في الأصل أراضي أوكرانية”، كما قال.

وأضاف الدبلوماسي السابق في حديث لـ”فرانس 24″ إن ” العملية العسكرية التي يتم تنفيذها هي أيضًا بمثابة الإجابة والرد الأوكراني على روسيا التي قامت بضم أراض أوكرانية في إطار استفتاءات مزيفة”.

كما أشار الدبلوماسي السابق أيضًا إلى أن هناك شائعات تقول إن القوات المسلحة الأوكرانية تريد السيطرة على المحطة النووية في كورسك، ربما لمبادلتها بالمحطة التي سيطرت عليها روسيا في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلًا في شؤونها”.