اتُهم نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينج، بمحاولة إثارة أعمال شغب وتوترات اليمين المتطرف في المملكة المتحدة بعد نشره مراراً وتكراراً عن العنف في الأيام الأخيرة، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الخميس 8 أغسطس/آب 2024.
وكان كينج قد نشر الأحد، وبينما كانت هجمات الغوغاء العنصريين والمعاديين للمسلمين تضرب المدن والبلدات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، صورة كاريكاتورية تُظهر رجلاً أسمر اللون يبدو مسلماً وله لحية ويرتدي غطاء للرأس وهو يحتضن ضابط شرطة بريطاني أبيض اللون، يضع ذراعيه حول الرجل المسلم.
وفي الصورة الكاريكاتورية يقول رجل الشرطة موجهاً حديثه للرجل المسلم: “معاً سنجعل هذا البلد ملككم”، ليرد عليه الرجل بقوله:”شكراً لك على كونك ضعيفاً جداً”.
وقد قوبلت منشورات كينج بإدانة من النشطاء حيث ندد لي هاربين، الصحفي في صحيفة جيويش نيوز، بهذا المنشور ووصفه بأنه “مخز”.
وكتب هاربين:”يبدو أن لديه القدرة على التلميح إلى أن أعمال الشغب المناهضة للمسلمين في المملكة المتحدة هي نوع من المؤامرة الإسلامية. إنها رواية اليمين المتطرف.”
وقال الحاخام ديفيد ماسون، المدير التنفيذي لمنظمة دعم اللاجئين HIAS+JCORE ومقرها لندن : “هذا ليس حقيقياً، وهو في الأساس كراهية للإسلام مستمدة من نظرية المؤامرة. ومن المخزي أن يصدر مثل هذا المنشور من نائب رئيس بلدية القدس”.
وقال الصحافي البريطاني آرون باستاني : “لو كان هذا حساباً رسمياً روسياً أو إيرانياً، لكان من الممكن أن تتناوله وسائل الإعلام باعتباره تضليلاً خارجياً وتدخلاً أجنبياً وما إلى ذلك”.
واتهم كارل زا، وهو مقدم بودكاست بارز لديه أكثر من 150,000 متابع على موقع إكس، كينج “بمحاولة التحريض على أعمال الشغب في إنجلترا”.
وأفاد ميدل إيست آي بأن والدا كينج كان قد هاجرا إلى إسرائيل من إنجلترا. وانتُخب لعضوية مجلس مدينة القدس ضمن قائمة حزب القدس الموحدة في عام 2020، ثم أصبح نائباً لرئيس البلدية في نفس العام.
يُعرف كينج، مؤسس منظمة استيطانية تسمى صندوق أرض إسرائيل، بالعمل على توطين الإسرائيليين بشكل غير قانوني في القدس الشرقية المحتلة وطرد العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح. وقد اتُهم على نطاق واسع بالعنصرية من قبل المنتقدين في إسرائيل.
ويوم الثلاثاء، رد كينج على اتهامه بأنه يحاول إثارة “حرب عرقية”، مؤكداً أنه كان يحاول إنقاذ إنجلترا “من الحركة الإسلامية المتطرفة”.
وكان نائب رئيس البلدية قد نشر مراراً وتكراراً عن الوضع في المملكة المتحدة في الأيام الأخيرة، مدعياً يوم الثلاثاء أن مقاتلي حماس الذين قادوا هجوماً في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 “مدعومون من قبل المسلمين” في بريطانيا.
وانتقد كينج أيضاً الحاخام الأكبر البريطاني السير إفرايم ميرفيس في اليوم نفسه لتوقيعه على رسالة من الزعماء الدينيين تدين أعمال الشغب اليمينية المتطرفة.
واتهم ميرفيس بـ “النفاق” لأنه صمت على ما يبدو عندما هاجم “المسلمون المتطرفون” في إنجلترا إسرائيل واليهود.
ومن المتوقع أن تستمر التحركات اليمينية المتطرفة في المملكة المتحدة.
يأتي ذلك بينما حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر محتجي أقصى اليمين من أنهم “سيندمون” على ضلوعهم في أعمال شغب، وسط اتهامات لمنظمة داعمة لإسرائيل في تأجيج الاضطرابات التي تعد الأعنف منذ 13 عاماً.
وقبل عدة أيام، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أنه سيتم توفير تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تبلغ عن تهديدات يمينية متطرفة من خلال لائحة إضافية وضعت لـ”خطة الأمن الوقائي للمساجد”، التي تم تفعيلها العام الماضي من أجل المساجد والمدارس الإسلامية.