رصد “عربي بوست” مواقع سفن حربية أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية، في مياه البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، وخليج عمان، والتي يأتي انتشارها متزامناً مع ترقب واسع في المنطقة لرد من إيران و”حزب الله” اللبناني ضد إسرائيل، على خلفية اغتيالها للرئيس السابق لـحركة حماس، إسماعيل هنية، والرجل الثاني في الحزب، فؤاد شكر.
رصدنا هذه السفن من خلال الاعتماد على المصادر المفتوحة، وبيانات من مواقع تتبع نشاط البحرية الأمريكية، وقارنا النتائج التي توصلنا إليها للتأكد من صحتها، من خلال البيانات التي تتيحها عدة مواقع تعمل على تتبع حركة السفن في العالم، بما في ذلك السفن العسكرية، إضافة إلى تصريحات لمسؤولين أمريكيين عن حشد واشنطن لقواتها في مياه المنطقة تحسباً لـ الرد الإيراني.
وأجرت سفن حربية أمريكية وأوروبية منتشرة في مياه الشرق الأوسط، تحركات من مواقعها خلال الأيام القليلة الماضية، ويتوقع أن تلعب السفن والمدمرات دوراً في التصدي لـالمسيرات والصواريخ التي قد تطلقها إيران أو جماعة “الحوثيين” – الموالين لطهران – نحو إسرائيل، على غرار ما حدث في الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل 2023.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في أبريل الماضي، أن القوات الأمريكية ساهمت في اعتراض وإسقاط عشرات الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل، رداً على قصف تل أبيب لـالقنصلية الإيرانية في دمشق.
حاملة الطائرات لينكولن في طريقها إلى المنطقة
وفي الوقت الذي تترقب فيه المنطقة تصعيداً جديداً محتملاً، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) يوم 2 أغسطس 2024، بأن مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية “إبراهيم لينكولن”، ستتحرك وتحل مكان مجموعة حاملة الطائرات “ثيودور روزفلت”، التي تُشير آخر البيانات المتعلقة بتحركات هذه الحاملة إلى أنها موجودة في خليج عمان.
وتضم مجموعة حاملة الطائرات “روزفلت”، بحسب القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ:
– سفينة USS Theodore Roosevelt.
– المدمرة USS Russell.
– حاملة الطائرات Carrier Air Wing (CVW) 11.
– طراد الصواريخ الموجهة USS Bunker Hill.
– سفينة USS John Finn.
وقبل أن تحل “لينكولن” محل “روزفلت”، نقل موقع The Hill الأمريكي عن مسؤول أمريكي، قوله إن 12 طائرة مقاتلة من طراز F/A-18، وطائرة مراقبة أقلعت من حاملة الطائرات روزفلت في خليج عُمان إلى قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، فيما لم يتم تحديد القاعدة التي انتقلت إليها الطائرات.
وتُعد حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن”، بمثابة قاعدة عسكرية عائمة، وعلى متنها تحمل عشرات المقاتلات الحربية، والمروحيات، إضافة إلى قوة ضاربة ترافقها تتكون من سفن حربية ومدمرات وغواصات، وطرادات، إضافة إلى سفن أخرى صغيرة.
وبحسب المعهد البحري الأمريكي فإن حاملة الطائرات “لينكولن” كانت موجودة في جزيرة غوام غرب الولايات المتحدة قبل انطلاقها نحو خليج عدن، وتحتاج إلى أيام للوصول إلى وجهتها الجديدة.
سفن حربية أمريكية في مياه المتوسط
على مقربة من قبرص، تتواجد مجموعة سفن أمريكية حربية ضمن ما يُعرف بـ”مجموعة واسب البرمائية”، وتتركز حالياً في شرق مياه البحر الأبيض المتوسط، وتتألف هذه المجموعة من 3 سفن وتضم ما لا يقل عن 4 آلاف من مشاة البحرية والبحارة.
تقوم سفن مجموعة “واسب” بمهام متنوعة، بما في ذلك إجلاء أعداد كبيرة من المواطنين الأميركيين من مناطق الصراع، وفقاً لما ذكرته شبكة ABC News الأمريكية.
و
يُشير موقع البحرية الأمريكية، إلى سفن “واسب”، هي:
–
USS Wasp – LHD-1
: تحمل هذه السفينة الحربية أغلب أفراد مشاة البحرية البالغ عددهم 2200، كما أنها تحمل طائرات من طراز AV-8 Harrier jets، إضافة إلى المروحيات، بحسب الشبكة الأمريكية.
–
USS New York – LPD 21
–
USS Oak Hill – LSD 51
تتبع “عربي بوست” المواقع السابقة لهذه السفن، وتشير البيانات إلى أنه في الثلث الأول من شهر يوليو/تموز الماضي كانت موجودة بالقرب من جزيرة خانيا اليونانية، قبل أن تتحرك مؤخراً أكثر نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، لتقترب أكثر من سواحل إسرائيل، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر بين إيران و”حزب الله” من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
سفن حربية أمريكية عند جزر اليونان
وإلى الشمال والغرب من البحر الأبيض المتوسط، توجد 4 سفن عسكرية أمريكية أيضاً، وقد تحركت بعضها لمسافات قصيرة من مواقعها خلال الساعات الـ48 الماضية، بحسب ما رصدناه لتحركات هذه السفن.
وتتواجد بالقرب من جزر كريت، وخانيا، في اليونان هذه السفن العسكرية الأمريكية:
– USAV MONTERREY: وهذه السفينة هي من سفن الإنزال الصغيرة، وقد كانت جزءاً من مهمة بناء الرصيف الأمريكي في غزة.
– USAV JAMES LOUX: أجرت هذه السفينة تحركات محدودة يوم 5 أغسطس/ آب 2024 بالقرب من موقع تمركزها الحالي، وهي سفينة لوجستية وتحمل معدات عسكرية مثل الدبابات.
– USAV Wilson Wharf: في يوم 4 أغسطس 2024، كانت السفينة على بعد نحو 350 كيلومتر من قبرص، وتحركت في ذلك اليوم باتجاه جزيرة خانيا، وهذه السفينة هي أيضاً واحدة من السفن التي شاركت في مهمة إنشاء رصيف قطاع غزة.
– USAV MATAMOROS: يبلغ حجم هذه السفينة نصف ملعب كرة قدم تقريباً، وهي من السفن التي شاركت في مهمة بناء رصيف غزة.
ورصد “عربي بوست” نشاطاً لسفينة عسكرية أمريكية أخرى، كانت تتمركز قرب جزيرة “خانيا” في اليونان، وهي سفينة ROY P. BENAVIDEZ، لكن بيانات تتبع تحركات هذه السفينة بتاريخ اليوم الأربعاء 7 أغسطس/ آب 2024، تُشير إلى أن السفينة توجهت إلى شمال جزيرة كريت اليونانية باتجاه “بحر كريت”.
سفن بريطانية وفرنسية في مياه الشرق الأوسط
تظهر بيانات تتبع حركات السفن، وجود سفينة RFA MOUNTS BAY البريطانية في مياه البحر الأبيض المتوسط جنوب قبرص، اليوم الأربعاء 7 أغسطس، وهذه السفينة كانت يوم 6 أغسطس/ آب 2024 موجودة قبالة سواحل حيفا، وتحركت من موقعها باتجاه قاعدة Akrotiri العسكرية البريطانية في قبرص.
ويُشير موقع البحرية البريطانية، إلى أن هذه السفينة مهمتها تقديم الدعم اللوجستي للبحرية الملكية، وهي من السفن القادرة على حمل مركبات برمائية ومراكب إنزال، كما بإمكانها حمل نحو 24 دبابة، بحسب موقع The Courier البريطاني.
وتوجد قبالة سواحل الإمارات، سفينة NAVAL AUXILIARY أو (RFA LYME BAY) البريطانية، وكانت السفينة قد تحركت يوم 6 أغسطس/آب 2024 من موقعها قرب سواحل عاصمة البحرين المنامة، وتتمركز اليوم الأربعاء 7 أغسطس في مياه الخليج العربي، منا رصدنا سفينة حربية فرنسية بالقرب من قبرص، وتحمل الرقم 228750000.
التصدي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية
وفي حال جاء الرد من قبل إيران على إسرائيل باستخدام الصواريخ والمسيّرات كما حدث في هجوم أبريل/ نيسان 2024، فإنه من المرجح أن تشارك السفن الحربية الغربية – وعلى رأسها الأمريكية – في التصدي لهذه الأسلحة.
في هجوم أبريل الماضي، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، أن أمريكا وبمساندة من مدمرات أوروبية، “دمّرت أكثر من 80 مسيّرة و6 صواريخ بالستية على الأقل”، تم إطلاقها من إيران واليمن على إسرائيل.
كانت إيران قد أطلقت في هجوم أبريل 2024، نحو 300 طائرة وصاروخ على إسرائيل، وكان ذلك أول هجوم تشنه طهران مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل.
ولدى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عدة خيارات تمكنها من التصدي للصواريخ، مثل نظام باتريوت أو نظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة (نظام ثاد).
وتُشير تصريحات حالية من إيران و”حزب الله” إلى أن الرد المقبل ضد إسرائيل سيكون عنيفاً، وذلك بعدما نفذت تل أبيب سلسلة اغتيالات لشخصيات قيادية، أبرزها الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” الذي تم اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران يوم 31 يوليو/ تموز 2024.
كما اغتالت إسرائيل يوم 30 يوليو 2024 القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، وهو مسؤول الشؤون الاستراتيجية للحزب واليد اليمنى لزعيم الحزب “حسن نصر الله”.
وعلى وقع هذه التوتر، كانت العديد من شركات الطيران حول العالم قد ألغت عشرات الرحلات إلى كل من بيروت وتل أبيب، كما اضطرت شركات طيران إلى تجنب المرور فوق أجواء الأراضي المحتلة وإيران، تحسباً من بداية الرد من قبل إيران وحلفائها ضد إسرائيل.