نقلت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 5 أغسطس/آب 2024، عن مجموعة مراقبة وطنية قولها إن تصاعد نشاط اليمين المتطرف الأسبوع الماضي أدى إلى زيادة بمقدار 5 أضعاف في التهديدات التي تستهدف المسلمين، مثل الاغتصاب والقتل، وزيادة بمقدار 3 أضعاف في حوادث جرائم الكراهية.
وبحسب التحليل الأولي الذي أجرته منظمة “Tell Mama”، أصبح المسلمون في بريطانيا “مرعوبين” بسبب زيادة نشاط اليمين المتطرف منذ يوم الإثنين الماضي، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بزيادة كبيرة في جرائم الكراهية المعادية للإسلام.
يذكر أن منظمة “Tell Mama” هي مجموعة مراقبة تتابع الشكاوى المتعلقة بجرائم الكراهية ضد المسلمين. وقد أفادت بأن زيادة الخوف الذي يعيشه المسلمون يرتبط بشكل مباشر باليمين المتطرف.
ورصدت المنظمة البريطانية وجود هجمات أو تهديدات استهدفت ما مجموعه 10 مساجد، بما في ذلك في ساوثبورت وليفربول وهارتلبول.
وقالت المنظمة إن الناس أصبحوا خائفين للغاية من مغادرة منازلهم، حيث تواجه النساء اللاتي يرتدين الحجاب تهديدات في الشارع.
وتستند هذه الزيادات إلى أرقام أولية تم جمعها في الفترة من 26 يوليو/تموز إلى 2 أغسطس/آب، وتمت مقارنتها بنفس الفترة من العام الماضي. وتشمل البيانات الحوادث التي وقعت عبر الإنترنت وعلى الأرض، بحسب الغارديان.
وأضافت منظمة “Tell Mama” أن الرقم قبل عام كان أعلى من المعدل الطبيعي بالفعل بسبب ارتفاع حوادث جرائم الكراهية الناجمة عن الصراع بين إسرائيل وغزة. وسيتم إصدار البيانات الكاملة قريباً.
ونقلت الغارديان عن مديرة منظمة “Tell Mama”، إيمان عطا، قولها: “يرجع هذا إلى المعلومات المضلِلة والمغلوطة التي نشرها اليمين المتطرف بعد هجمات ساوثبورت، والتي ربطت بشكل خاطئ بين المسلمين والحادث”.
وأضافت عطا: “وقد أدى هذا إلى مسيرات كراهية اليمين المتطرف ضد المسلمين في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، وإلى حشد اليمين المتطرف ونشر المزيد من الكراهية على الإنترنت. وهذا نتيجة مباشرة للزيادة في نشاط اليمين المتطرف”.
وتابعت: “إن المسيرات والعنف يرهبان المجتمعات. فالناس لا يريدون أن يظهروا في العلن، ولا يريدون الذهاب إلى المساجد. قد يكون لدى الناس مخاوف مشروعة بشأن الهجرة، لكن هذا لا يعني أنهم يخربون المساجد أو يهاجمون أو يهددون المجتمعات المسلمة.”
يأتي ذلك بينما حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر محتجي أقصى اليمين من أنهم “سيندمون” على ضلوعهم في أعمال شغب، وسط اتهامات لمنظمة داعمة لإسرائيل في تأجيج الاضطرابات التي تعد الأعنف منذ 13 عاماً.
والأحد، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أنه سيتم توفير تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تبلغ عن تهديدات يمينية متطرفة من خلال لائحة إضافية وضعت لـ”خطة الأمن الوقائي للمساجد”، التي تم تفعيلها العام الماضي من أجل المساجد والمدارس الإسلامية.
وكانت مجموعة من المتطرفين، حاولوا في مدينة روثرهام البريطانية، إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء، أثناء مظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبية لدعوة رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة (EDL) الداعية لاتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين.