الأخبار

خطيب المسجد الأقصى وواحد من علماء فلسطين.. من هو عكرمة صبري الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي؟ 

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، مساء الجمعة، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من داخل منزله في القدس الشرقية.

يأتي ذلك بعد ساعات من نعي الشيخ صبري (85 عامًا، خلال خطبة الجمعة في الأقصى، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وهو ما أثار ضده حملة تحريض إسرائيلية.

وقال أحد أقارب الشيخ صبري، لمراسل الأناضول، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه، إن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت منزل خطيب المسجد الأقصى بحي الصوانة في القدس الشرقية. وأضاف أن القوات اعتقلت الشيخ صبري ونقلته إلى مركز شرطة المسكوبية في القدس الغربية.

وأظهر مقطع فيديو بثه ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة اعتقال الشيخ حيث ظهر وهو يتحرك ببطء مستندًا على عكاز؛ نظرًا لكبر سنه.

الأقصى مستوطنون إسرائيل

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشيخ صبري، عدة مرّات، خلال السنوات القليلة الماضية، ولم يوضح قريب الشيخ سبب اعتقاله اليوم.

من هو عكرمة صبري؟

عالم فلسطيني، يتولى منصب خطيب المسجد الأقصى المبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، تصدى دوما للانتهاكات الإسرائيلية ولعمليات التهويد التي تقوم بها، ووقف في يوليو/تموز 2017 على رأس الفلسطينيين الرافضين لقرار إغلاق باحات الأقصى.

وُلد الشيخ عكرمة صبري في مدينة قلقيلية عام 1938م لعائلة عرفت بالدين وحب العلم فقد كان والده المرحوم الشيخ سعيد صبري قاضيًا شرعيًا لعدة مراكز وكان آخرها قاضي بيت المقدس وعضو محكمة الاستئناف الشرعية وكان عضوًا مؤسسًا للهيئة الإسلامية العليا في القدس، كما تولى الخطابة في المسجد الأقصى المبارك.

الشيخ عكرمة متزوج وله خمسة من الأبناء: ثلاثة ذكور وبنتان.


أتم الشيخ عكرمة دراسته الثانوية في المدرسة الصلاحية بمدينة نابلس حيث كان والده يعمل قاضيًا في المدينة وقتئذ، ثم التحق الشيخ عكرمة بجامعة بغداد ليتخرج منها عام 1963م حاصلًا على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية، واللغة العربية.

في عام 1989م حصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الأزهر في مصر في تخصص الفقه عام 2001م.

بدأ الشيخ عكرمة حياته العملية مدرسًا في ثانوية الأقصى الشرعية (المعهد العلمي الإسلامي سابقًا) وبعد حرب حزيران عام 1967م تولى الشيخ عكرمة إدارة مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية التي اضطرت للانتقال من بناية المدرسة التنكزية بعد أن استولت عليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى بناية دار الأيتام الإسلامية في البلدة القديمة قبل أن يستقر بها المقام في أروقة المسجد الأقصى المبارك عند باب الأسباط.

أظهر الشيخ عكرمة وجودًا مميزًا خلال عمله في ثانوية الأقصى الشرعية حيث برزت أنشطة المدرسة وأصبحت رافدًا لدور القرآن الكريم في القدس وضواحيها، وكانت أول دار للقرآن الكريم، قام بتأسيسها عام 1972م.

تولى الشيخ عكرمة صبري عددًا من المناصب منها مديرًا للوعظ والإرشاد في الضفة الغربية ومديرًا لكلية العلوم الإسلامية في أبو ديس، ومفتيًا عامًا للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية.

خطيب الأقصى قوات الاحتلال الغسرائيلي

للشيخ عكرمة نشاط ملحوظ في الفعاليات العلمية والاجتماعية فهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992م ورئيسها، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي في مكة المكرمة وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهو عضو مؤسس لمجمع فقهاء الشريعة في أمريكا. انتُخب رئيسًا للهيئة الإسلامية العليا في القدس عام 1998م.

للشيخ عكرمة كتابات منها مذكرات في الحديث مكوّنة من ثلاثة أجزاء وكانت مقررة لسنوات طويلة على طلبة المدارس الشرعية في الضفة الغربية، “أضواء على إعجاز القرآن الكريم، “الإسلام والتحديث، “التربية في الإسلام، “الإسلام ورعايته للبينة، “ارحموا أهل الأرض، المنتقى من أحاديث المصطفى، اليمين في القضاء الإسلامي وهو عبارة عن رسالة نال بها درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية، وكتاب الوقف الإسلامي “بين النظرية والتطبيق”، والذي كان عبارة عن أطروحة الدكتوراه، وكتاب فتاوى مقدسية، وغيرها من المؤلفات، وله أربعون بحثًا في موضوعات متنوعة سبق أن قدَّمها من خلال المؤتمرات والندوات.

شارك الشيخ عكرمة في مئات الندوات والمؤتمرات في فلسطين وخارجها.

سجلَّ الشيخ عكرمة حضوره في عدة مجالات، فهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992 ورئيسها، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك، وهو عضو مؤسس لرابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي في مكة المكرمة وعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي في جدة، وقد انتُخب رئيسًا للهيئة الإسلامية العليا في القدس الشريف عام 1997.

وقف الشيخ عكرمة دوما ضد الانتهاكات الإسرائيلية التي تطال المسجد الأقصى، وظلَّ الصوت الداعي إلى إنقاذه من عمليات التهويد، وقد تصدى لمحاولات إسكات صوت الأذان في مساجد القدس المحتلة.