الأخبار

شركة مسيّرات إسرائيلية تطلق حملة لجمع التبرعات بأمريكا.. ذا انترسبت: طائراتها متورطة في وفيات مدنيين في غزة

سعت شركة طائرات بدون طيار تزود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالطائرات المسيّرة منذ بدء حرب غزة إلى جمع تبرعات خيرية معفاة من الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما نشره موقع ذا انترسبت الأمريكي، الجمعة 2 أغسطس/آب 2024.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن شركة XTEND الناشئة لتطوير الطائرات بدون طيار كانت قد تمكنت من جمع رأس مال استثماري بقيمة 60 مليون دولار منذ أن بدأت في إمداد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالطائرات المسيرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف الموقع أن الشركة أطلقت حملة تبرعات على الإنترنت بهدف جمع المزيد من الأموال التي سيتم استخدامها لدعم الدفاعات الإسرائيلية “ونشر أنظمة إنقاذ حياة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي على الخطوط الأمامية”، كما هو موضَّح على موقع التبرعات.

وتضمن الموقع منتجاً تسويقياً مبهراً لروبوتات XTEND وهي تتجول عبر المباني، وتحطم النوافذ، وتسقط ما يبدو أنه جهاز متفجر من الجو، “مما يتيح للجنود أداء مناورات دقيقة في سيناريوهات قتالية معقدة”.

وأفاد موقع ذا انترسبت أن صفحة جمع التبرعات الخاصة بشركة XTEND – والتي تم إغلاقها بعد وقت قصير من إثارة الموقع الأمريكي لتساؤلات بشأنها – هي واحدة من عدة جهود مماثلة لجمع التبرعات الخيرية المعفاة من الضرائب لدعم الأمن القومي الإسرائيلي.


يذكر أن القانون الأمريكي الذي ينظم التبرعات الخيرية يمنح مجالاً واسعاً للمنظمات غير الربحية العاملة في الخارج، على الرغم من أن التساؤلات لا تزال قائمة حول توجيه مثل هذه التبرعات لتمويل الأنشطة العسكرية.

وقد كشفت شهادات جنود إسرائيليين عن استخدام الطائرات بدون طيار التي تنتجها شركة XTEND بما لا يدع مجالاً للشك، حسبما ذكر موقع ذا انترسبت.

واستشهد الموقع بقطع فيديو يظهر جندياً إسرائيلياً يرتدي زياً عسكرياً أمام أحد المنازل المدمرة في غزة. وقال الجندي: “أفضل شيء هو الطائرات بدون طيار. تستطيع الطائرات بدون طيار الدخول إلى الداخل، وإجراء عمليات التفتيش، وتطهير المنزل، ووضع حتى متفجرات، بدلاً من دخولنا”.

وقال جنود في مقطع فيديو آخر: “لقد قتلنا العشرات من الإرهابيين الأشرار، لكننا نستمر في اكتشاف المزيد من الإرهابيين الذين يختبئون في المباني”، وأشاروا إلى أن منتجات شركة XTEND هي الأفضل لقدرتها على التخفي.

وفي المقابلات والمواد التسويقية، تميل شركة XTEND إلى القول بأن طائراتها بدون طيار هي تقنية استطلاعية منقِذة للحياة تسمح للجنود بمواجهة الخطر بينما تقود الروبوتات الهجوم.

لكن الشركة تعمل أيضاً في مجال الهجوم. في ديسمبر/كانون الأول، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن الشركة الإسرائيلية قولها إن جيش الدفاع الإسرائيلي يستخدم روبوتاتها “لإسقاط القنابل” في غزة.

وذكر موقع ذا انترسبت أيضًا أن شركة XTEND  عمقت علاقاتها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء حرب غزة. ووصلت قيمة الصفقات بين الجانبين حوالي 40 مليون دولار منذ بداية الحرب. وقد ساعد ذلك الشركة على تحويل تركيزها بالكامل إلى تطوير أنظمة للجيش الإسرائيلي وتحديث نشاطها في القطاع العسكري.

وقد تورطت طائرات بدون طيار رباعية المراوح، تشبه تلك التي تصنعها شركة XTEND، في سلسلة من الوفيات والإصابات المروعة بين المدنيين في غزة، بحسب موقع ذا إنترسبت.

الجيش بحاجة إلى 10 آلاف جندي

وفي تقرير صادر في الرابع من يونيو/حزيران عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأوروبية المتوسطية، وصفت منظمة مراقبة حقوق الإنسان كيف “كثف” جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدامه لطائرات رباعية المراوح صغيرة الحجم لإسقاط المتفجرات وإطلاق النار على الفلسطينيين في غزة.

وروى أحد الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى المنظمة عن مقتل ابن عمه قائلاً: “اقتربت منا طائرة رباعية المراوح أثناء مرورنا بشارع جانبي. وحذرته من الركض والاختباء بمجرد أن رأيتها، ولكن من المرجح أن ضعف سمعه منعه من سماع ندائي. وقلت له أن يختبئ مثلي، وعندها سمعت فجأة انفجاراً. وعندما سمعت إبراهيم ينادي، أخبرته أن يبقى في مكانه إلى اليمين حتى وصول المساعدة. ورأيته مستهدفًا بقنبلة طائرة رباعية المراوح”.

وقد حذر خبراء قانونيون منذ فترة طويلة من أن التبرعات الخيرية لا يمكن استخدامها لدعم الأنشطة العسكرية، وهي القضية التي ظهرت في ذروة الحرب في أوكرانيا.

كما انتقد المشرعون وخبراء المنظمات غير الربحية شبكة المنظمات غير الربحية الأمريكية التي تضخ ملايين الدولارات المعفاة من الضرائب إلى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي يعترف المجتمع الدولي بأنها غير قانونية. وقد عادت هذه المخاوف بإلحاح جديد وسط زيادة جمع التبرعات الأمريكية لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب غزة.