الأخبار

الآلاف في موريتانيا يتظاهرون ضد اغتيال هنية ويطالبون بطرد السفير الأمريكي.. وعشرات التونسيين ينددون بالحادث

شارك عشرات التونسيين، الأربعاء، 31 يوليو/ تموز 2024، في مسيرة وسط العاصمة، تنديدًا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وقد انطلقت المسيرة من ساحة الباساج مرورًا بشارع باريس، وصولًا للمسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة.

وخرجت المسيرة بدعوة من عدد من الأحزاب مثل التيار الشعبي، ومنظمات من بينها الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، واتحاد الشغل.

ورفع المحتجون خلال الوقفة الاحتجاجية الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس، بينما ردد المشاركون هتافات منددة بعملية اغتيال هنية.

وأدان الناشط السياسي صلاح الدين الداودي اغتيال هنية قائلاً: “أقول لكل محور المقاومة إن محاولات العدو الصهيوني (إسرائيل)، لاستفراد بكل منكم ومحاولة انتهاج العدو لسياسة الاغتيالات الإرهابية، جبانة”.


وأكد الداودي في كلمة خلال المسيرة أن “هذا العدو يتصرف كميليشيا إرهابية، وليس بالمستوى الأدنى المتعارف عليه من القانون الدولي وقوانين الحرب”.

وأشار إلى أن” ما يقوم به العدو لن يؤثر في خيارات كل سياسات المقاومة في فلسطين، ونؤمن بأن وحدة سلاح المقاومة والمصير ستبقى ثابتة وستبقى موجهة نحو العدو، ونؤمن بأن الرد قادم من أيادي المقاومة”.

وصباح الأربعاء، أعلنت حماس اغتيال هنية إثر “غارة صهيونية غادرة” على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء، في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل هنية في طهران، موضحًا أن “التحقيق جارٍ في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبًا”.

فيما امتنع الجيش الإسرائيلي عن التصريح بشأن اغتيال إسماعيل هنية، قائلاً لمراسل الأناضول: “لا نعلق على هذه التقارير”.

مظاهرات في موريتانيا

في سياق متصل، تظاهر آلاف الموريتانيين أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة نواكشوط، مساء الأربعاء، مطالبين بطرد سفير واشنطن من البلاد.

جاء ذلك في فعالية منددة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وحمل المتظاهرون الولايات المتحدة مسؤولية تشجيع إسرائيل على ارتكاب “الجريمة” عبر تقديم الدعم لها.

وحسب مراسل الأناضول، انطلقت مسيرة بمشاركة آلاف المواطنين من وسط نواكشوط جابت شوارع رئيسية، قبل أن تصل إلى مقر السفارة الأمريكية.

ورفع المشاركون في المسيرة صورًا لهنية والأعلام الفلسطينية والموريتانية، وهتفوا دعمًا للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وعبروا عن إدانتهم لعملية اغتيال هنية ووصفوها عبر لافتات رفعوها بـ”الجبانة”.


ومن خلال هتافاتهم، دعا المتظاهرون الشعوب العربية والإسلامية إلى التعبير بقوة عن إدانتهم لجريمة اغتيال هنية، والخروج في مسيرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة. كما طالبوا بطرد السفير الأمريكي من نواكشوط.

وفي وقت سابق اليوم، نفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن “أي علاقة” لبلاده باغتيال هنية، أو الاطلاع المسبق عليها.

من جهتها، أصدرت عدة أحزاب وهيئات موريتانية بيانات تدين عملية اغتيال هنية.

إذ اعتبر حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” (معارض) اغتيال هنية “رسالة لكل أحرار العالم وقواه الحية من قتلة الأطفال ومدمري المدارس والمستشفيات (يقصد الجيش الإسرائيلي) أن همجيتهم وعدوانهم لا حد له”.

وأضاف في بيان: “لكن هذا الاغتيال رسالة أخرى من قوى المقاومة التي تقدم قادتها تباعاً وفي المقدمة منها حماس بأنها ماضية في الجهاد والنضال حتى تحرير آخر شبر من فلسطين المحتلة”.

من جهته، وصف حزب “الاتحاد والتغيير الموريتاني” (موالاة) اغتيال هنية بأنه “عملية جبانة وخسيسة”.

وطالب الحزب في بيان “كل الشعوب والقوى الحية في أمتنا بتكثيف أنشطتها التضامنية مع فلسطين والوقوف بقوة ضد الإبادة المستمرة بحق أهلنا في غزة”.


كما نعى “الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا” إسماعيل هنية، مؤكداً في بيان أن هذه “العملية الجبانة لن تثني المقاومة عن مسار الجهاد، وأن الملايين من أبناء هذه الأمة سيحملون الراية بعد هنية”.

وتوعدت كل من “حماس” وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة؛ خشية من توسع الصراع في المنطقة.

وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربًا على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني في غزة.