قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، 31 يوليو/ تموز 2024، إن المعركة ضد قوات الدعم السريع “مستمرة”، معربًا عن رفضه مبدأ التفاوض دون التشاور بهذا الشأن مع حكومة البلاد.
جاء ذلك لدى مخاطبة البرهان الذي يتولى قيادة الجيش السوداني، ضباطًا متخرجين من الكلية الحربية بمدينة جبيت شرقي السودان، وفق بيان مجلس السيادة، بعد ساعات من محاولة اغتياله.
وأضاف البرهان: “لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من أي متمرد ومرتزق، وماضون في سحق المليشيا (الدعم السريع)”. وتابع: “معركتنا مستمرة مع العدو، ولن نتراجع أو نستسلم، ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت”.
البرهان يتحدث عن المفاوضات في السودان
أشار رئيس مجلس السيادة إلى أنه لا يمانع في الوصول إلى السلام، مستدركًا أنه “يجب أن يكون سلام يحفظ عزة وكرامة الشعب السوداني، ولا يمكن أن تتوقف الحرب والعدو متواجد في منازل المواطنين”.
وأكد أن “أي جهة تدعو للتفاوض يجب أن تعترف بحكومة السودان وسيادتها على أراضيه”.
البرهان دعا “المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، بأن لا يتبنى أي رؤية للمتمردين (الدعم السريع)، وعليه أن يتشاور مع حكومة السودان بشأن أي مبادرة”.
كما طالب “السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بالحديث مع حكومة السودان والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب وتحقيق السلام”.
والأربعاء، نجا البرهان، من محاولة اغتيال خلال مشاركته في حفل تخريج عسكري بمدينة جبيت شرقي البلاد، وفق إعلام محلي، فيما أعلن الجيش السوداني مقتل 5 أشخاص جراء هجوم طائرتين مسيرتين على احتفال تخريج طلبة حربيين بمدينة جبيت شرقي البلاد.
ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية مساء الثلاثاء، طلبت الحكومة عقد اجتماع مع الولايات المتحدة من أجل “التمهيد الجيد” لاستئناف مفاوضات السلام مع “الدعم السريع”.
واشترطت الحكومة تنفيذ “إعلان جدة”، بعد أن دعت الخارجية الأمريكية في 23 يوليو/ تموز الجاري، في بيان، طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا في 14 أغسطس/ آب 2024.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قبل أيام، موافقته على المشاركة في هذه المفاوضات.
أميركا تدعو لوقف إطلاق النار في السودان
في حين فقد سبق أن دعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى محادثات وقف إطلاق نار تنعقد بسويسرا في 14 أغسطس/ آب 2024.
وقال بيان للخارجية الأمريكية: “بناء على عمليات جدة السابقة التي تم تيسيرها بالاشتراك مع السعودية، دعت الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تبدأ في 14 أغسطس المقبل في سويسرا”.
وترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو/ أيار 2023 محادثات بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، ما دفع الوسيطين لتعليق المفاوضات.
وظل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يردد مرارًا، أنه لا عودة للتفاوض مع “الدعم السريع” من جديد قبل التزام الأخيرة بمقررات “اتفاق جدة” القاضي بانسحاب قواتها من المدن ومنازل المواطنين.
وأشار البيان الأمريكي إلى أنه “من المقرر أن يشارك في المحادثات الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب”.
وأوضح أن المحادثات في سويسرا “تهدف للتوصل إلى وقف العنف على مستوى البلاد، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق”.
ودعت الولايات المتحدة “القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى حضور المحادثات والتعامل معها بشكل بناء، مع ضرورة إنقاذ الأرواح ووقف القتال وإيجاد طريق لحل سياسي تفاوضي للصراع”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربًا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.