“لن نعترف.. لن نعترف.. لن نعترف بإسرائيل” ربما يعد هذا أهم تصريح سياسي لإسماعيل هنية، حينما أعلن موقفه الحاسم ضد الاعتراف بإسرائيل، والذي تمسك به حتى اغتياله في طهران، صباح الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024.
وعلى الصعيد الإنساني، كان له جملة أخرى علقت في الأذهان حينما تلقى نبأ استشهاد عدد من أبنائه وأحفاده، فلم تلتقطه الكاميرات إلا وهو يقول “الله يسهل عليهم”.
لتصبح هذه العبارة من أبرز تصريحات إسماعيل هنية الخالدة، رغم أنها جاءت في موقف ارتجالي وليس في سياق خطابي أو سياسي كتصريحاته الأخرى.
أبرز تصريحات إسماعيل هنية الخالدة
استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ربما يُخلد تصريحات أو كلمات أخرى قالها هنية، بالإضافة إلى التصريحات الأخرى التي حُفرت في أذهان محبيه، والمختلفين معه، بل وحتى في أذهان أشرس أعدائه.
“لن نعترف بإسرائيل”
في العام 2010، وأمام عشرات الآلاف من أنصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال هنية بقوة وبحسم: “لن نعترف.. لن نعترف.. لن نعترف بإسرائيل”.
هنية؛ الذي كان رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة ، أكد على موقف حماس الرافض للاعتراف بدولة إسرائيل، وأشار إلى أن انطلاقتها كان “تصحيحاً لانحراف تاريخي وقعت فيه السلطة الفلسطينية حين اعترفت بالكيان الصهيوني”.
الكلمة الخالدة التي رددها -وبنفس الصيغة أحياناً- جاءت في حشد جماهيري بقطاع غزة (في ساحة الكتيبة)، أقيم في 14 ديسمبر/كانون الأول 2010، احتفالاً بالذكرى السنوية الـ23 لتأسيس حركة حماس.
قال هنية تصريحاته الحازمة بينما كانت طائرات عسكرية إسرائيلية تحلق في سماء الحشد، وجاءت في ظل استمرار الحصار الذي كانت تفرضه تل أبيب على قطاع غزة -منذ العام 2006 وحتى لحظة نشر التقرير-.
الحركة في هذا الوقت أعلنت تمسكها بفلسطين من البحر إلى النهر، ورفضها الاعتراف بدولة إسرائيل، وأكد ذراعها المسلح كتائب عز الدين القسام تمسكه بخيار المقاومة من أجل تحرير فلسطين وعاصمتها القدس.
“الله يسهل عليهم”
تلقى هنية نبأ استشهاد 3 من أبنائه وحفيدتيه في الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك خلال زيارته جرحى غزة في أحد المستشفيات في الدوحة في 10 أبريل/نيسان 2024.
سُجل مقطع فيديو له بينما يسمع الخبر عبر الهاتف، وبرباطة جأش ردد “الله يسهل عليهم.. الله يسهل عليهم”، ثم مشى خطوات، ويبدو أن أحدهم تحدث عن إلغاء الجولة، فأصر على استكمالها.
في التصريحات الإعلامية اللاحقة تحدث هنية عن “تشرفه بكرم الله باستشهاد أبنائه وأحفاده”، وأن “الاحتلال لن يكسر عزيمة الشعب الفلسطيني ولكن ستزيد هذه الدماء من ثباته وتمسكه بالأرض”، وأكد أن دماءهم تصنع “الآمال والمستقبل والحرية للشعب الفلسطيني وقضيته وللأمة”.
“سنأكل الزعتر والملح والزيتون”
“سنأكل الزعتر والملح والزيتون ولن نطأطئ الهامات إلا لله رب العالمين (..) ولن نهون ولن نتراجع” – إسماعيل هنية
قال هنية جملته الشهيرة في خطبة جمعة ألقاها أمام أكثر من عشرين ألف مصل في المسجد الكبير بمخيم جباليا بقطاع غزة، في أكتوبر/تشرين الأول 2010.
حيث أثنى على المقاومة في مخيم جباليا وبيت لاهيا والنزلة وسكان المشروع بوصفهم “حماة المقاومة والمدافعون عن الحرية”، وانتقد الموقف الغربي من حكومة غزة التي شكلتها حماس حينها، وسحب السلطات الفلسطينية المزيد من الصلاحيات منها.
فيما انتقد في خطبة الجمعة “الموقف الغربي الذي تقوده الإدارة الأمريكية لمواجهة تجاه الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة التي خرجت من رحم المعاناة، ومن رحم الشهداء، ومن رحم الصمود والمقاومة، ومن رحم الحقوق والثوابت”.
ثم أضاف حينها تأكيده على الصمود حتى لو أكلوا الزعتر والملح والزيتون، وأكمل: “الحكومة الفلسطينية لم يمض عليها إلا أسبوعان من تسلم الحكم وإذا بالعالم يقوم قومة واحدة، حصار وتهديدات وقطع مساعدات ومحاولات إفشال ووضع عراقيل وسحب صلاحيات ومراسيم”، كما نقل وقتها موقع “عرب 48“.
“لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون”
“لن تسقط القلاع، ولن ينتزعوا منا المواقف، ولن تخترق الحصون، ولن نعترف بإسرائيل” – إسماعيل هنية
صحيح أن موقف هنية كان واضحاً منذ البداية بشأن عدم الاعتراف بإسرائيل والإشادة بالمقاومة المسلحة، لكن هذه العبارة أيضاً ظلت محفورة في وجدان محبيه.
إذ قالها في إفطار جماعي نظمته حماس بحضور قيادات الحركة وعدد من قادة الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة في أغسطس/آب 2009.
أشاد في كلمته بالمقاومة الفلسطينية، وتحديداً معركة “الفرقان”، التي استمرت واستمرت نحو 23 يوماً في العام 2008.
أضاف في الكلمة التي نقلها وقتها “المركز الفلسطيني للإعلام“: “نحن نعتز بأهلنا ومرابطينا في منطقة شرق غزة؛ لأنهم هم الذين يرابطون على الثغور الشرقية، وهم الذين يصدون المحتل عند أي هجوم على أرضنا المباركة”، مؤكداً على عدم التفريط في دماء الشهداء.
“ماضٍ وأعرف ما هو دربي”
ماضٍ ، وأعرف ما دربي وما هدفي.. والموت يرقص لي في كل منعطف
صحيح أن هذه الكلمات كانت مطلع قصيدة للشاعر السوري سليم عبدالقادر، وأغنية للمنشد السوري محمد مصطفى أبو راتب، لكن غناء هنية لها في مؤتمر إعلامي سابق لا يزال خالداً.
إذ أعاد عدد من رواد الشبكات الاجتماعية نشرها بعد اغتيال هنية، مشيرين إلى أن الكلمات توصف دربه الذي عرفه، وطريقه المحفوف بالشوك، والموت الذي انتظره في نهايته.
ماضٍ ، وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطف
وحياتنا أنشودةٌ، صيغت على لحنِ الكفاح
وطريقنا محفوفةٌ بالشوكِ بالدمِ بالرماح
يا دربنا.. يا معبر الأبطال، يا درب الفلاح
كنا إذا وُضع السلاح، في وجهنا، ضجّ السلاح
وإذا تلعثمت الشفاه، تكلمت منا الجراح
View this post on Instagram