الأخبار

صحة غزة: ارتفاع ضحايا مجزرة خان يونس إلى 70 شهيداً و200 مصاب.. ونزوح جماعي جنوبي القطاع 

ارتفعت حصيلة قصف الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الشرقية من خان يونس جنوبي قطاع غزة، الاثنين 22 يوليو/تموز 2024، إلى  سبعين شهيداً و مئتي مصاب، وفق ما نقلته وزارة الصحة في غزة، ووسط استمرار حالة النزوح الواسعة في صفوف المدنيين القاطنين في تلك المناطق، الذين فروا من منازلهم تحت حمم الغارات.

وقالت وزارة الصحة بغزة في بيان: “نتيجة استهدافات ومجازر الاحتلال الإسرائيلي لمحافظة خان يونس منذ صباح الاثنين، وحتى اللحظة، سقط 70 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة بينهم حالات خطيرة وصلت إلى مجمع ناصر الطبي”.

وسبق أن أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان “خروج عيادتي معن وبني سهيلا التابعتين لها عن الخدمة بسبب وقوعهما في مناطق شرق خان يونس التي أخطرها الجيش الإسرائيلي بالإخلاء”.

وصباح الاثنين، شن الجيش الإسرائيلي هجومًا جويًا ومدفعيًا مفاجئًا على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس التي سبق أن زعم الجيش الإسرائيلي أنها ضمن “المناطق الآمنة”.

وبعد فترة من وقوع الهجوم، أمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في الأحياء الشرقية لخان يونس بـ”الإخلاء الفوري”، والتوجه نحو منطقة المواصي غرب المدينة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد صنف المناطق الممتدة من غرب شارع صلاح الدين (شرق المدينة) وحتى البحر في خان يونس، ضمن “المناطق الآمنة” وطلب من الفلسطينيين التوجه إليها، فيما شملت أوامر الإخلاء، الاثنين، عددًا من الأحياء في المناطق الشرقية.

وادعى متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في بيان الاثنين، بأن المنطقة الشرقية لخان يونس “مصدر عمليات عديدة وإطلاق قذائف صاروخية”.

وضع صعب جدًا

ووفقا لمصادر محلية للأناضول، تشهد المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس عمليات نزوح جماعي تجاه المناطق الغربية، وخاصة المواصي، بعد أوامر الإخلاء من الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت أن سكان المناطق الشرقية يخرجون من منازلهم سيرًا على الأقدام أو بعربات نقل بدائية (كارو)، في ظل ندرة وسائل النقل بسبب شح الوقود، وذلك هربًا من الغارات الإسرائيلية المكثفة.

فيما قالت مصادر طبية للأناضول إن الوضع صعب جدًا في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، حيث يستقبل شهداء وإصابات كثيرة، ويتم نقل الجثامين بشاحنات كبيرة، وعمليات نقل الضحايا مستمرة منذ نحو ساعتين.

ونقلت قناة “الأقصى” عن مدير التمريض في المجمع قوله: “لا نملك أدنى المقومات والمستلزمات لإسعاف الجرحى”.

وناشد مجمع ناصر الطبي، في بيان، المواطنين ضرورة التبرع “عاجلاً” بالدم لصالح الجرحى والمرضى داخل المجمع؛ في ظل نقص حاد وكبير في وحدات الدم.

وقال المجمع إن هذا النقص في الدماء “يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المرضى والمصابين، في ظل المجازر المستمرة التي تنفذها قوات الاحتلال بحق الأبرياء والمدنيين”.

لا مناطق آمنة

ولا تعد أوامر الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء الفوري من مناطق، بذريعة تحولها لمنطقة قتال، والتوجه للمنطقة الإنسانية في المواصي، ضمانًا لسلامتهم.

فقبل أسبوعين، ارتكب الجيش مجزرة في منطقة المواصي بخان يونس التي يزعم أنها آمنة؛ فقتل 90 فلسطينيًا وأصاب 300، في سلسلة غارات استهدفت خيامًا وأماكن نزوح فلسطينيين.

وعقب قصف المواصي، ادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، أنه “استهدف القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما”، وفقًا لاعترافه.

فيما نفت حركة حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن القصف استهدف الضيف وسلامة أو أي من قياداتها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا على غزة أسفرت عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

وللعام الثامن عشر، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.