فرضت حكومة بنغلاديش حظر تجوال في عموم البلاد وانتشرت دوريات للجيش يوم السبت 20 يوليو/تموز 2024، بعد اتساع نطاق احتجاجات بقيادة الطلاب على نظام الحصص في الوظائف الحكومية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء نعيم الإسلام خان إن “الحكومة قررت مساء الجمعة فرض حظر تجوال ونشر الجيش لمساعدة السلطات المدنية”، لكن تجمع آلاف المحتجين السبت في حي رامبورا السكني، متحدين حظر التجوال الذي أعلنته الحكومة، وأصيب شخص على الأقل.
وأصيب ما لا يقل عن 300 شرطي بجروح خلال المواجهات التي وقعت الجمعة مع متظاهرين في عدة مواقع من عاصمة بنغلادش، على ما أفاد به متحدث باسم شرطة دكا لوكالة “فرانس برس” السبت.
وقال المتحدث فاروق حسين إن “150 شرطيًا على الأقل نقلوا إلى المستشفى وتلقى 150 آخرون العناية الأولية”، مشيرا إلى أن قوات حفظ النظام تواجهت مع “مئات آلاف” المتظاهرين في صدامات أوقعت 105 قتلى على الأقل وفق تعداد لوكالة فرانس برس.
وتهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت مطلع تموز/ يوليو إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف لمجموعات محددة خاصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.
ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة، معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على كل المعارضة لتعزيز سلطتها.
فيما قالت الحكومة إنها مستعدة لإجراء محادثات مع المتظاهرين، لكنهم رفضوا ذلك قائلين إن “المناقشات وإطلاق النار لا يسيران جنبًا إلى جنب”.
“نزعة سياسية”
من جانبه، قال طارق الرحمن الرئيس المؤقت لحزب بنغلاديش الوطني المعارض في المنفى على منصة إكس “أدعو جميع القادة والنشطاء والمواطنين إلى الوقوف إلى جانب الطلاب (المحتجين) وتقديم كافة أشكال الدعم لهم، وكذلك مواصلة دفع هذه الحركة الاحتجاجية إلى الأمام”.
وأضاف الرحمن أنه جرى اعتقال العديد من زعماء أحزاب المعارضة والنشطاء والطلاب في محاولة لإضفاء “نزعة سياسية” على الحركة.
من جهتهم، يقول بعض المحللين إن أعمال العنف أصبحت مدفوعة بمشاكل اقتصادية أوسع نطاقا مثل ارتفاع التضخم وتزايد البطالة وتقلص احتياطيات النقد الأجنبي.
وقال علي رياض، أستاذ السياسة في جامعة إلينوي: “إنها فورة السخط الكامن بين الشباب الذي تراكم على مر السنين بسبب حرمانهم من حقوقهم، الاقتصادية والسياسية”. وأضاف: “أصبحت حصص التوظيف رمزاً لنظام مزيف.
هروب مئات السجناء
وفي وقت سابق، يوم الجمعة، اقتحم متظاهرون في بنغلادش سجنا وأطلقوا سراح مئات من نزلائه قبل أن يضرموا النار في المبنى، بينما سعت الشرطة لقمع التظاهرات التي عمت البلاد وخصوصا في العاصمة دكا رغم فرضها حظر على التجمعات.
كما اقتحم طلاب متظاهرون سجنا في منطقة نارسينغدي بوسط البلاد وحرروا مجموعة من نزلائه قبل أن يضرموا النار فيه، بحسب ما أفاد به ضابط شرطة لوكالة “فرانس برس” طلب عدم كشف هويته.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومة الشيخة حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل خارج نطاق القضاء لنشطاء المعارضة.
وأمرت إدارتها هذا الأسبوع بإغلاق المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى في الوقت الذي كثفت فيه الشرطة جهودها للسيطرة على الوضع المتدهور في مجال القانون والنظام.
وتعطلت الاتصالات الهاتفية مع الخارج والاتصالات عبر الإنترنت يوم الجمعة، وتعذّر تحديث المواقع الإلكترونية للعديد من الصحف، التي أصبحت أيضا غير نشطة على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك، قال صحفي من رويترز إنه لا يتم إلا عدد قليل من المكالمات، وحتى الرسائل النصية لم يعد من الممكن إرسالها، مضيفاً أن القنوات التلفزيونية الإخبارية وهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية (بي تي في) توقفت عن البث.