مع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية على نطاق واسع في مدينة غزة، حيث أكدت الأمم المتحدة أن العملية أدت إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى، وذلك عشية مفاوضات جديدة مرتقبة في الدوحة للتوصل إلى هدنة.
في الوقت ذاته، تهدد كارثة صحية جديدة أهالي قطاع غزة، فمع استمرار إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة وعدم السماح بإدخال مواد التنظيف أو المواد الخام الأساسية اللازمة لصناعتها منذ أكثر من شهرين، تفاقم انتشار الأمراض الجلدية المعدية في صفوف النازحين الفلسطينيين.
أوامر إخلاء “مروّعة”
على الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر، بعد أن اقتحمت الدبابات الإسرائيلية العديد من الأحياء في مدينة غزة تحت وابل من القصف من الطائرات الحربية والمسيّرات ما دفع الآلاف إلى الفرار مجدداً.
والتقطت عدسات الكاميرات، فلسطينيين يغادرون المكان سيرًا وعلى دراجات وعربات تجرها حمير، حاملين أمتعتهم عبر الشوارع المليئة بالركام وتحت أزيز المسيرات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى إخلائها، ففي 27 حزيران/يونيو دعا الجيش إلى إخلاء جزء من شرق القطاع، خصوصاً منطقة الشجاعية وحيي التركمان والتفاح.
وفي 7 تموز/يوليو، أمر بإخلاء بعض المناطق المجاورة للشجاعية. والاثنين أمر بإخلاء منطقة أوسع نطاقًا تشمل حي الرمال وهو من أكبر أحياء مدينة غزة.
من جانبه اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الثلاثاء 9 يوليو/ تموز 2024، أن أوامر الإخلاء الجديدة “مروعة”.
وطلب الجيش الاثنين من سكان مدينة غزة الانتقال إلى دير البلح التي يقول مكتب الأمم المتحدة إنها “مكتظة أصلا بالفلسطينيين النازحين من مناطق أخرى في قطاع غزة”.
وقال الثلاثاء إنه “يواصل عمليته لمكافحة الإرهاب في مدينة غزة استنادًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بوجود بنية تحتية إرهابية لحماس والجهاد الإسلامي في المنطقة”.
وأضاف “حتى الآن قضى الجنود على عشرات الإرهابيين وعثروا على العديد من الأسلحة”.
حراك في القاهرة والدوحة
وفي ظل هذا التصعيد الإسرائيلي، يتوجّه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع إلى الدوحة الأربعاء للبحث في اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنّ الرجلين سيلتقيان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
والإثنين اتّهمت حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعرقلة المفاوضات و”بوضع مزيد من العقبات”.
وقالت الحركة في بيان “في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير” فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية “أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها”.
وحذّر هنية وفق البيان من أنّ “من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر”، مؤكداً أنّ “نتانياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار”.
وأضاف أنّ “حماس اشترطت أيضاً تعهّد الوسطاء بانسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في الأسبوع الخامس لسريان الاتفاق حال البدء بتنفيذه”.
وأكّد أنّ “هناك نقاطاً (عالقة) أخرى يمكن أن يتم تجاوزها، تتعلق بآلية عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمال القطاع”.