الأخبار

تركيا تستعد لإطلاق قمر صناعي محلي الصنع.. هكذا تلعب أقمارها دوراً في مواجهة الأزمات من غزة إلى زلزال مرعش

تستعد تركيا لإطلاق القمر الصناعي “تركسات 6A” في الأسبوع الثاني من يوليو/ تموز 2024، لينضم إلى سلسلة من الأقمار الصناعية التركية العاملة في مجالتت الاتصالات والدفاع ومواجهة الكوارث الإنسانية.

وأعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو قبل أسبوعين أنه سيتم إطلاق أحدث قمر صناعي محلي للاتصالات في تركيا إلى الفضاء منتصف يوليو/ تموز بعد اختباراته النهائية في منشأة SpaceX في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية.

ومن المتوقع أن يؤدي قمر الاتصالات التركي المنتج محلياً، تركسات 6A، إلى زيادة تغطية الأقمار الصناعية التركية من 3.5 مليار شخص إلى أكثر من 5 مليارات.

وقال عبد القادر أورال أوغلو في بيان يوم الجمعة، إن القمر الصناعي تركسات 6A، الذي تم نقله إلى المنشأة في وقت سابق من هذا الشهر، سيتم نقله إلى المدار على صاروخ فالكون 9 في منتصف يوليو/ تموز 2024.

وقال أورال أوغلو إنه بمجرد وصول المسبار الفضائي إلى موضعه، سيكون مشغل الأقمار الصناعية التركي “تركسات” قادراً على توفير تغطية لمنطقة أوسع بكثير بما في ذلك الهند وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا.

وقال “مع تركسات 6A، ستكون تركيا قادرة على الوصول إلى أكثر من 65٪ من سكان العالم بأقمار الاتصالات الخاصة بها، وسيكون “تركسات 6A

جاهزاً

للعمل لمدة 15 عاماً.”

وتعتزم Plan-S زيادة عدد الأقمار الصناعية في مجموعتها الاصطناعية إلى أكثر من 100 في المستقبل القريب، مما يسمح للشركة بتوفير خدمات اتصالات منخفضة الكمون على مستوى العالم من خلال نظام بيئي فعال لإنترنت الأشياء.

وطورت شركة تكنولوجيا الفضاء التركية Plan-S كوكبة من الأقمار الصناعية مكونة من أربعة أقمار صناعية حيث تهدف الشركة إلى تقليل اعتماد تركيا على تقنيات الأقمار الصناعية الأجنبية.

وقال توغاي غوزيل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Plan-S، لـ”وكالة الأناضول” التركية، إن مشروع كوكبة الأقمار الصناعية سيعزز وجود تركيا في الفضاء من خلال تعزيز التقنيات المحلية.

وأضاف غوزيل: “ستعمل كوكبة الأقمار الصناعية على ربط ملايين الأجهزة في وقت واحد، مما سيفيد بشكل كبير العديد من القطاعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة الزراعة والخدمات اللوجستية والطاقة، ولا يوجد سوى عدد قليل من الشركات القادرة على تقديم مثل هذه الخدمة.”

وقال إن الأقمار الصناعية الأربعة من مشروع الكوكبة سيتم إطلاقها بعد وقت قصير من إطلاق قمر تركسات 6A، أول قمر صناعي محلي للاتصالات في تركيا.

أقمار صناعية عسكرية

وكانت تركيا قد أطلقت أول قمر صناعي للمراقبة تم تطويره محلياً، IMECE، من قاعدة فاندنبرج لقوة الفضاء في كاليفورنيا، في إبريل/نيسان

2023

، وكان هذا هو القمر الصناعي الثالث لتركيا بعد القمرين الصناعيين العسكريين جوكتورك-1 وغوكتورك-2، اللذين تم بناؤهما جزئيًا باستخدام تقنيات مستوردة.

وتم إجراء الإطلاق بواسطة شركة SpaceX في 15 أبريل/نيسان بحضور مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى يراقبون الإطلاق الناجح عبر الإنترنت من أنقرة.


ويتميز هذا القمر الذي يُعد أول قمر صناعي محلي للمراقبة عالي الدقة في تركيا بوجود كهروضوئية، وتم إنتاجه في منشأة الصناعات الجوية التركية في أنقرة.

ومن المقرر أن تستمر المنصة في مهمة مدتها خمس سنوات، وستتبع مدارًا متزامنًا مع الأرض وستكون قادرة على التقاط صور من جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنفذ الأخبار التركي، بدقة تبلغ حوالي 4 أمتار.

وصرح المسؤولون الحكوميون بأن القمر الصناعي سيتم استخدامه لإدارة الكوارث والزراعة والغابات والبيئة والتحضر والدفاع.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان آنذاك، إن IMECE تم تطويره بالكامل باستخدام تقنيات محلية، بما في ذلك كمبيوتر الطيران وتقنيات الاتصالات.

وقال أردوغان إن البلاد “تجني ثمار تحركها التكنولوجي الوطني، بهدف الارتقاء إلى القمة في رابطة التكنولوجيا العالمية”.

تاريخ برنامج الأقمار الصناعية التركية

تجدر الإشارة إلى أن رحلة تركيا مع صناعة الأقمار الصناعية بدأت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما دخلت في شراكات دولية لإنتاج أقمار صناعية لخدمة تركيا.

وأطلقت إلى الفضاء أول قمر تجريبي للاتصالات “تركسات 1A” في 24 يناير/ كانون الثاني 1994، ولكنه تحطم بعد 12 دقيقة و12 ثانية بسبب عطل بالصاروخ.

ومع استمرار استثماراتها في تكنولوجيا الأقمار، أطلقت تركيا “تركسات 1B” بنجاح في 10 أغسطس/ آب 1994، لتنضم إلى قائمة الدول المالكة لأقمار في الفضاء، ولتستمر بعدها في تحقيق خطوات تاريخية.


وبدأ تطوير برنامج القمر الصناعي التركي IMECE بتمويل أولي في عام 2017.

وبصفة عامة تقدم الأقمار الصناعية التركية خدمات مهمة في مجالات الاتصالات والبث التلفزيوني، كما توفر أيضاً إمكانيات حيوية للمؤسسات في حالات الطوارئ المختلفة لا سيما في الحروب والكوارث الطبيعية، حسب تقرير لوكالة الأناضول.

وتعمل تركيا على حماية حقوقها فيما تسميه “الوطن الفضائي” باستخدام أقمارها الصناعية للاتصالات والاستخبارات والمراقبة، وزيادة أنشطتها عبر إطلاق أقمار جديدة، وفقاً للأناضول.

مع استمرار تركيا تدريجياً في إرسال أقمارها إلى الفضاء، بدأت تبرز كدولة قادرة على إنتاج تقنيات متعددة الاستخدامات في مجالات كثيرة، أبرزها الدفاع والاتصالات.

وسيشكل الإطلاق المنتظر للقمر “تركسات 6A” في الأسبوع الثاني من يوليو/ تموز؛ ما سيحدث نقلة نوعية في قدرات تركيا الفضائية.

وستنضم تركيا بذلك إلى الدول التي تستطيع إنتاج وتطوير أقمارها الصناعية للاتصالات بشكل مستقل، معلنة بداية جديدة في تاريخها الفضائي، حسب وكالة الأناضول.

تركيا تبني محطات مراقبة في ألمانيا وأفغانستان

ودفع أسطول الأقمار الصناعية المتنامي تركيا إلى بناء محطات جديدة في الخارج لتحسين قدرات المراقبة في البلاد، التي سيتم بناؤها في ألمانيا وأفغانستان.

وتجري الجهود حالياً لتوسيع البنية التحتية للأقمار الصناعية في تركيا وتنفيذ أنشطة مراقبة الترددات لأقمارها الصناعية تركسات 5A و5B، بالإضافة إلى تركسات 6A، أول قمر صناعي محلي الصنع للاتصالات في البلاد، الذي من المقرر إطلاقه إلى مداره يوم الاثنين المقبل من ولاية فلوريدا الأمريكية.

لدى شركة توركسات، مشغل الأقمار الصناعية الوحيد في تركيا، حالياً ست محطات مراقبة في تركيا ومحطات أخرى في ألمانيا وأفغانستان، حيث تخطط الشركة لإدخال إضافات إليها، بالإضافة إلى التفرع إلى بلدان أخرى لوضع محطات طرفية.

تتيح هذه المحطات قياس قدرة هبوط الأقمار الصناعية في المناطق التي تنتشر فيها، بالإضافة إلى تأثيرات الأقمار الصناعية المجاورة.

والمساهمات التي توفرها الأقمار الصناعية التركية تتجاوز مجرد نقل الصور والاتصالات، بحسب معلومات شركة “تركسات” (Türksat) التابعة لوزارة النقل والبنية التحتية التركية.

وبحسب هذه المعلومات فإن الأقمار الصناعية التركية تلعب دوراً مهماً في تأمين الحدود، وإيصال المساعدات للدول الأخرى، وجهود البحث والإنقاذ في حالات الكوارث مثل الزلازل والفيضانات والحرائق.

كيف لعبت الأقمار الصناعية التركية دوراً في دعم غزة؟

وخلال الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول

2023

، تصدرت تركيا قائمة الدول الأكثر تقديماً للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

ولعبت الأقمار الصناعية التابعة لشركة “تركسات” دوراً مهماً في ضمان وصول المساعدات دون انقطاع بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة.

وهرعت تركيا لإرسال المساعدات الإنسانية التي أعدها الهلال الأحمر التركي، بحراً، إلى المنطقة المنكوبة في غزة. فيما وفرت الأقمار الصناعية التركية للسفن خدمات الاتصال والإنترنت.

وزُودت السفن بهوائي الأقمار الصناعية “هيدرون سوتم” (HidrON SOTM)، الخاص بتركسات، وعليه تم توفير خدمات الإنترنت بسرعة

100

ميغابت في الثانية عبر القمر الصناعي التركي “تركسات 5 بي” (Türksat 5B)، مما ساهم في تأمين الاتصال السلس للسفن ووصولها إلى المنطقة.

دور مهم خلال زلزال كهرمان مرعش

ومن الأمثلة الحديثة على الأدوار المهمة التي اضطلعت بها الأقمار الصناعية التركية في زمن الكوارث، هو ما وفرته هذه الأقمار من خدمات عقب الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش التركية في 6 فبراير/ شباط 2023، حيث انهارت البنية التحتية للاتصالات وأصيبت البنية التحتية للكهرباء بأضرار كبيرة.

وعقب الزلزال، نجحت الأقمار الصناعية التابعة لتركسات في توفير خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل فوري، كما جرى إرسال المعدات الضرورية إلى المنطقة لضمان عدم تعرض عمليات البحث والإنقاذ لمشاكل في الاتصال.

ولضمان توفير أفضل الخدمات في مجال الاتصال لدعم جهود البحث والإنقاذ، تم إرسال عربة بث مباشر متصلة بالأقمار الصناعية إلى ولاية أدي يامان (جنوب)، وأربع هوائيات صغيرة من طراز (VSAT) إلى ولايات غازي عنتاب، وكهرمان مرعش، وأدي يامان.

كما جرى تثبيت هوائيات (VSAT) في 167 موقعاً بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، وتثبيت 203 هوائيات (VSAT) لتلبية احتياجات الإنترنت في ولايات هطاي، وأدي يامان، وغازي عنتاب، وديار بكر، وشانلي أورفة، وملاطيا، وكليس.

وأرسلت السلطات المعنية محطات لاسلكية ثابتة (GSM) إلى 36 نقطة، لضمان تقديم الاتصالات للعديد من المخيمات التي تم إنشاؤها للمتضررين بعد الزلزال.

3 آلاف هوائي بعد كارثة الزلزال

إضافة إلى ما سبق، تم توفير خدمات الاتصالات لتنسيق جهود فرق الاستجابة الطارئة وعمليات البحث والإنقاذ في حالات الطوارئ داخل البلاد، من خلال الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية.

وخلال الأزمة، نجحت شركة تركسات بتوفير الاتصالات المباشرة للمؤسسات الحيوية، وفي مقدمتها آفاد والهلال الأحمر التركي والمديرية العامة للغابات وقوات الأمن.

ولمنع انقطاع الاتصال في حالات الطوارئ وأثناء عمليات البحث والإنقاذ، تم تركيب هوائيات (VSAT) لصالح مؤسسات مثل قيادة خفر السواحل والمديرية العامة للأرصاد الجوية والهيئة التركية للإذاعة والتلفزيون (TRT)، فيما وصل عدد الهوائيات طراز (VSAT) والتي جرى إنشاؤها من قبل تركسات في جميع أنحاء تركيا إلى

3

آلاف و272.