بدأت في فرنسا، الأحد 7 يوليو/تموز 2024، الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، والتي ستعيد تشكيل المشهد السياسي، بعد إحراز اليمين المتطرف تقدماً في الجولة الأولى.
بدأت عمليات التصويت في البر الفرنسي في الساعة الثامنة صباحاً (06:00) ت.غ، وتستمر حتى الساعة 18:00 (16:00 ت.غ) وصولاً إلى الساعة 20:00 في المدن الكبرى، على أن تظهر عندها النتائج الأولية، مع توقع نسبة مشاركة مرتفعة توازي نسبة 66.7% المسجلة في الدورة الأولى.
وكان ماكرون قد دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد هزيمة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق من يونيو/حزيران على يد التجمع الوطني، الذي تربطه علاقات تاريخية بالعنصرية ومعاداة السامية، وهو معادٍ للمجتمع المسلم في فرنسا.
وعكست عدة استطلاعات للرأي صدرت نتائجها الجمعة الماضية، اشتداد المنافسة بين الكتل الثلاث: حزب التجمع الوطني وحلفاؤه في أقصى اليمين، وتحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” في اليسار، ومعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون من يمين الوسط، بحسب وكالة “فرانس برس“.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى حصول اليمين المتطرف على 170 إلى 210 مقاعد في الجمعية الوطنية الجديدة، بعيداً عن الغالبية المطلقة المحددة ب289 نائباً، تتبعه “الجبهة الشعبية الجديدة” مع 155 إلى 185 مقعدًا، ثمّ معسكر ماكرون الذي يُرجّح حصوله على ما بين 95 و125 مقعدًا.
غير أن واضعي الاستطلاعات يلزمون الحذر إذ من المتوقع أن تكون المشاركة مرتفعة جدا، لا بل ربما الأعلى منذ 25 عاماً، من غير أن يُعرف لصالح أي طرف ستصبّ.
محاولات لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف
وسعياً لقطع الطريق أمام التجمع الوطني، انسحب أكثر من 200 مرشح من اليسار والوسط من دوائر كانت ستشهد سباقاً بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، لتعزيز حظوظ خصوم التجمع الوطني.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء غابريال أتال الذي يقود حملة المعسكر الرئاسي بأن “الخطر اليوم هو غالبية يسيطر عليها اليمين المتطرف، سيكون هذا مشروعا كارثياً”.
ويحتاج معسكر الرئيس إلى تحالف واسع يضمّ قسماً من اليسار وكذلك اليمين المعادي للتجمع الوطني، ليمارس الحكم. لكن على أي برنامج يمكن أن يتفق مثل هذا التحالف الذي وصفه خبراء سياسيون بأنه “مزيج مستحيل من التناقضات”؟
لكن أتال أعلن أن حكومته مستعدة لضمان استمرارية الدولة “طالما أن ذلك ضروري” وتولي تصريف الأعمال بانتظار تشكيل حكومة جديدة، في وقت تستضيف باريس دورة الألعاب الأولمبية بعد ثلاثة أسابيع.
من جهتها، نددت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بمناورات “حزب واحد” يجمع “الذين يريدون البقاء في السلطة بخلاف إرادة الشعب”.
وإن كسبت رهانها وحصلت على غالبية كافية، سيتولى رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاماً) الذي يحمل برنامجاً معادياً بشدة للهجرة، رئاسة أول حكومة من اليمين المتطرف تعرفها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأثارت هذه الفرضية قلق دول أوروبية كبرى أخرى شريكة لفرنسا، وأبدت مخاوف من تولي حزب مشكك في المؤسسات الأوروبية ومعروف بتقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إدارة بلد يعتبر من الأعضاء الأساسيين في الاتحاد الأوروبي.