تعد المقاتلتان إف 15 وإف 18 سوبر هورنيت بمثابة قوة أمريكا الضاربة في الوقت الحالي، وكلتاهما تنتمي لأسرة من المقاتلات القديمة نسبياً، ولكن كلتاهما تطورت عبر العقود بشكل كبير، فمن الأقوى في المقارنة بين إف 15 وإف 18، خاصة بعد دخول النسخة المحدثة من إف 15 التي تدعى “Eagle 2” التي تراهن عليها القوات الجوية كمقاتلة وقاذفة قوية تعمل بمثابة منصة صواريخ ضاربة.
والطائرة إف 18 سوبر هورنيت هي الطائرة المقاتلة الرئيسية للقوات الجوية للبحرية الأمريكية بعد إحالة شبيهتها الأقدم 18 هورنيت للتقاعد (ولكنها ما زالت تعمل مع مشاة البحرية).
بينما تعمل عائلةإف 15 إي أكس إف 15 مع القوات الجوية الأمريكية إضافة للمقاتلات إف 16 وإف 22 وإف 35.
إف 15 إي أكس تطوير للنسخ السعودية والقطرية
نظر لنجاح النسخ الأولى من عائلتي إف 15 وإف 18، فلقد طورت الولايات المتحدة نسخاً أكثر تقدماً.
فالمقاتلة الجديدة إف 15 إي أكس أو (F-15EX Eagle II)، هي تطوير للمقاتلة الشهيرة إف 15 سترايك إيغيل التي تتسم بقدرات قتال جوية عالية، إضافة لحمولة قصف هي الأكبر من مقاتلات الجيل الرابع، وهي تطوير بدورها من مقاتلة الهيمنة الجوية إف 15 إيغيل التي دخلت الخدمة في السبيعينات، وذلك بعد أن تم تطويرها إلى مقاتلة قاذفة بدلاً من كونها مقاتلة قتال جوي صاف.
وإف 15 إي أكس هي نسخة مطورة تم تطويرها لتكون ضمن عائلة طائرات F-15 Advanced Eagle، وهو تطوير للنسخة المصدرة للسعودية المسماة F-15SA Saudi Advanced، والنسخة المصدرة لقطر F-15QA (Qatari Advanced والتي طارت لأول مرة عام 2020.
نتجت الطائرة عن دراسة تقييم التكلفة وتقييم البرامج التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2018 بسبب عدم كفاية أعداد طائرات F-22، والتأخير في برنامج F-35، والحفاظ على التنوع في القاعدة الصناعية المقاتلة الأمريكية.
ومن المتوقع أن تحل طائرة F-15EX محل طائرة F-15C/D القديمة في أداء مهام الدفاع الوطني والجوي، كما أنها ستكون بمثابة منصة ميسورة التكلفة لاستخدام أسلحة بعيدة المدى كبيرة لتعزيز الخطوط الأمامية لطائرات F-22 وF-35. تم تسليم الطائرة الأولى في عام 2021 وتقرر أن تدخل الخدمة لدى القوات الجوية الأمريكية في يوليو/تموز 2024.
وتتميز طائرة F-15EX بـ12 نقطة تعليق صاروخية، وكبسولة استهداف دقيقة، وآليات دفاع EPAWSS.
إف 18 سوبر هورنيت تطوير لمقاتلة هورنيت الأصغر
في المقابل، فإن إف 18 سوبر هورنيت هي تطوير من مقاتلة البحرية الأسبق إف 18 هورنيت، حيث شهدت إف 18 سوبر هورنيت زيادة لافتة في الحجم والوزن، وتطوير بعض القدرات الشبحية مقارنة بهورنيت الأقدم، إضافة لتطور كبير في القدرات الإلكترونية، كما زادت حمولة سوبر هورنيت مقارنة بـ”إف 18″ هورنيت الأقدم.
ودخلت الطائرة F/A-18E/F Super Hornet الخدمة في عام 2002، وأثبتت كفاءتها القتالية في العديد من العمليات، بما في ذلك النجاح في القتال الجوي، حسب تقرير لموقع Simple Flying الأمريكي عقد مقارنة بين المقاتلتين الأمريكيتين إف 15 وإف 18.
قامت طائرة ماكدونيل دوغلاس F/A-18E/F Super Hornet برحلتها الأولى في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، بعد 21 عاماً من ظهور طائرة Hornet الأصلية لأول مرة. تم تعديلها من قبل البحرية الأمريكية في عام 1999 وحصلت على القدرة التشغيلية الأولية في عام 2001، لتحل محل طائرة Grumman F-14 Tomcat الشهيرة.
إليك مقارنة بين قدرات المقاتلتين إف 15 وإف 18
مجال المقارنة/المقاتلة | إف 15 إي إكس | إف 18 سوبر هورنيت | من تفوق |
الطول | 19.446 متر | 18.31 متر | إف 15 |
باع الجناحين (المسافين بين طرفيهما) | 13.045 متر | 13.62 متر | إف 18 |
الوزن الفارغ | 15694 كجم | 14.552 كجم | إف 15 |
الحد الأقصى لوزن الإقلاع | 36741 كجم | 29.937 كجم | إف 15 |
السرعة القصوي/ الساعة | 2.5 ماخ | 1.55 ماخ | إف 15 |
المحركات | محركان من نوع “جنرال إلكتريك إف 110-جي إي-129” التوربيني، تبلغ قوة الدفع لكل محرك 76.31 كيلو نيوتن بدون الحارق اللاحق و131 كيلو نيوتن مع الحارق اللاحق | محركان من نوع إف414-400″ التوربيني، تبلغ قوة الدفع لكل محرك 58 كيلو نيوتن بدون الحارق اللاحق، و98 كيلو نيوتن مع الحارق اللاحق | إف 15 |
مدى القتال | 1.272 كم؛ 687 | 856 كم | إف 15 |
المدى الأقصى | إف 15 إي إكس 3.330 كم، و3900 كم مع خزانات وقود مدمجة وثلاثة خزانات وقود خارجية | 3.900 كم؛ 2.100 ميل بحري باستخدام خزانات وقود مدمجة وثلاثة خزانات وقود خارجية. | متقاربتان |
سقف التحليق | 18.000 متر | 15.940 متر | إف 15 |
معدل الصعود | 250 متراً في الثانية | 228 متراً في الثانية | إف 15 |
نسبة الدفع/الوزن | 0.93 | 0.93 | متساوية |
حمولة الذخائر | 13400 كجم، مع 12 نقطة تعليق | 8.050 كجم مع 11 نقطة، ولكن الحمولة التي يمكن الهبوط بها على حاملة الطائرات تبلغ 4.082 كجم | إف 15 |
رغم تفوق إف 15 إي أكس، لماذا لا يجب الاستهانة بالمقاتلة إف 18 سوبر هورنيت؟
تشير المقارنة السابقة بين المقاتلتين إف 15 وإف 18، لتفوق واضح للمقاتلة “إف 15 إي إكس” في أغلب المؤشرات الأساسية.
فالمقارنة الرقمية على الورق بين إف 15 وإف 18، تبدو محرجة جداً للأخيرة ولكن مميزات إف 18، تظهر في أشياء أخرى، فالمقاتلات سوبر هورنيت أكثر قدرة على المناورة، مع قدرات دوران أكثر إحكاماً.
علاوة على ذلك، كما أشار إدوارد تشانغ في مقال نشر في سبتمبر/أيلول 2020 لمجلةThe National Interest الأمريكية “بالنسبة للبحرية الأمريكية، فإن تعدد استخدامات سوبر هورنيت، إلى جانب فعاليتها من حيث التكلفة، يؤدي إلى طائرة تقدم أكبر مجموعة من الكفاءات مع القدرة العالية على العمل من متن حاملات طائرات”، وهي نقطة مهمة لا تظهر في المقارنة الرقمية بين الطائرتين إف 15 وإف 18.
وهذا المطلب الأخير أمر بالغ الأهمية، لأنه يضع حدوداً على قدرات الطائرات وتصميمها، بمعنى آخر، قد تمتلك طائرة إف 15 Eagle سرعة ومدى فائقين، لكن يمكن وضع الطائرة F/A-18E/F بالقرب من هدفها بحكم أنها تنطلق من حاملات الطائرات، يعني هذا أيضاً أن هناك مواقف تشغيلية يمكن فيها نشر Super Hornet بسهولة، لكن Strike Eagle لا يمكنها ذلك في الواقع.
ففي حالة حدوث أزمة طارئة، من المرجح أن تكون F/A-18E/F هي المستجيب الأول وتعمل في مكان الحدث قبل فترة طويلة، من قدوم طائرات F-15E”.
كما أثبتت إف 18 بنسختيها هورنيت وسوبر هورنيت، أنها طائرة مرنة واعتمادية في ظروف تشغيل البحرية الصعبة، بينما إف 15 تقليدياً أكثر تكلفة وأقل اعتمادية.
وتتمتع F/A-18E/F بميزة كبيرة تتمثل في كونها أثبتت كفاءتها القتالية، في حين أن F-15EX، كما هو مذكور أعلاه، لم يتم تشغيلها رسمياً حتى الآن.
إليك تاريخ سوبر هورنيت
تم استخدام سوبر هورنيت لأول مرة في القتال في 6 نوفمبر/تشرين 2002، عندما دعمت عملية المراقبة الجنوبية مع استعداد الولايات المتحدة لغزو العراق غير القانوني والذي لم تحصل على تفويض من مجلس الأمن بتنفيذه..
في ذلك الوقت، قام طائرتان من طراز F/A-18E بضرب منصتي إطلاق صواريخ أرض-جو (SAM) في منطقة الكوت بالعراق ومخبأ للقيادة والسيطرة للدفاع الجوي (C2) في قاعدة طليل الجوية. في هذه العملية، قام أحد طياري سوبر هورنت بإسقاط 2000 رطل (910 كغم) من صواريخ JDAM من سوبر هورنت لأول مرة أثناء القتال.
منذ ذلك الحين، أثبتت الطائرة F/A-18E/F قيمتها في العمليات القتالية بالنسبة للولايات المتحدة مراراً سواء في أفغانستان أو عملية الحل المتأصل (الحملة الجوية ضد جماعة داعش) إلى الحملة الحالية ضد الحوثيين في اليمن.
كما أثبت إف 18، فاعليتها بالنسبة للقوات الجوية الملكية الأسترالية أيضاً. وفي حين أن معظم الاستخدام القتالي لطائرة سوبر هورنيت كان مخصصاً للمهام جو-أرض، فقد اجتازت أيضاً الاختبار المهم للقتال جو-جو: في 18 يونيو/حزيران 2017، حينما أسقطت طائرة تابعة للبحرية الأمريكية من طراز F/A-18E، قاذفة قنابل مقاتلة من طراز سوخوي سو-22 “فيتر” تابعة للقوات الجوية السورية. كان هذا بمثابة أول قتل جوي لطائرة مكونة من طاقم على يد مقاتلة أمريكية منذ عام 1999 والأول من نوعه للقوات الجوية للبحرية الأمريكية منذ عملية عاصفة الصحراء.
ورغم ذلك لا تحمل هذه المعركة مغزى كبيراً بالنظر إلى أن سوخوي 22 قاذفة سوفييتية قديمة لا تكاد تمتلك إمكانيات تذكر للقتال الجوي، وسلاح الجو السوري يعاني من ضعف شديد منذ سنوات.
كما أن جدتها الأقدم إف 18 هورنيت سقطت في حرب الخليج الثانية عام 1991، في الليلة الأولى للحرب، على يد مقاتلة اعتراضية عراقية من طراز ميغ 25 السوفييتية الصنع وورد أنه كان يقودها الملازم العراقي زهير داود من السرب 84 من القوة الجوية العراقية.
عائلة إف 15 تمتلك سجلاً قتالياً لا يُضاهي بين مقاتلات الجيل الرابع
في المقابل، على الرغم من أن الطراز EX من الطائرة F-15 لم يحصل بعد على معمودية النار التي يضرب بها المثل، إلا أن الإرث القتالي للطائرتين التي طورت منهما إف 15 إي أكس (إيغيل 2)، وهما إف 15 إيغيل (المخصصة للقتال الجوي فقط) وإف 15 سترايك إيغيل (المضاف إليها قدرات قصف جوي)، لا مثيل له في طائرات الجيل الرابع والرابع ونصف. فعلى الرغم من أن طائرات F-15 عانت بالتأكيد من نصيبها من الخسائر الناجمة عن النيران الأرضية للعدو، إلا أنه بعد خمسة عقود من دخولها لخدمة، لم يتم إسقاطها مطلقاً في أي قتال جوي؛ حسب المصادر الأمريكية مع نسبة قتل مذهلة للغاية تبلغ 104:0 ضد طائرات الخصوم.
وتحقق هذا السجل بشكل كبير من خلال قتال جوي بين القوات الجوية الإسرائيلية ونظيرتها السورية، والقتال الجوي بين القوات الجوية الأمريكية ونظيرتها العراقية في حرب 1991، ولكن عادة تتجاهل المصادر الأمريكية المتفاخرة بهذا السجل، أن معظم نجاحات إف 15 كانت ضد مقاتلات سوفييتية قديمة من الجيل الثالث مثل المقاتلة ميغ 23 التي تمثل العمود الفقري للقوات الجوية السورية.
كما تتجاهل هذه التقييمات إخفاق طائرات إف 15 في إسقاط المقاتلة الاعتراضية السوفييتية الشهيرة ميغ 25، فلقد أفلتت طائرة ميغ 25 عراقية، خلال حرب الخليج الثانية من ثماني طائرات من طراز F-15 أمريكية، أطلقت عليها عدداً كبيراً من الصواريخ من مسافة بعيدة، ثم أطلقت المقاتلة العراقية ثلاثة صواريخ على طائرات حرب إلكترونية أمريكية من طراز EF-111A Raven، مما أجبرها على إجهاض مهمتها وترك الطائرات المهاجمة دون دعم التشويش الإلكتروني.
وفي واقعة أخرى، اقتربت طائرتا ميغ 25 من زوج من طائرات إف 15، وأطلقتا صواريخ بعيدة المدى تفادتها الطائرتان الأمريكيتان، ثم انضمت طائرتان أخريان من طراز F-15 إلى المطاردة، وتم إطلاق ما مجموعه 10 صواريخ جو-جو على طائرات ميغ 25، لم تتمكن أي منها الوصول إلى الميغ التي أفلتت عبر سرعتها الهائلة (تعد أسرع مقاتلة دخلت الخدمة في العالم، وبسبب بنيت القوات الجوية الأمريكية المقاتلة إف 15).
وهناك تقارير عن أن طائرة MiG-25 دمرت طائرة أمريكية من طراز F-15C في معركة سامراء الجوية، وذلك في 30 يناير/كانون الثاني 1991، رغم عدم تأكيد الأمريكيين لذلك.
وإذا تأكد ذلك فسوف تكون على الأرجح أول وآخر هزيمة جوية لـ”إف 15″ حتى اليوم.
ولم تخُض أي من مقاتلات عائلة الإف 15 ما يكمن وصفه بقتال عادل أمام غرمائها الأهم وهي مقاتلات عائلة سوخوي 27 التي تضم المقاتلات سوخوي 30 وسوخوي 35 وسوخوي 34، وهي المقاتلات التي صنعها الروس كرد على الإف 15، ويقولون إنها أكثر رشاقة وقدرة.
وبصفة عامة لدى المقارنة بين إف 15 إي أكس (إيغيل 2) وبين إف 18 سوبر هورنيت (وفي المقارنة بصفة عامة بين عائلتي إف 15 وإف 18)، فإن إيغيل 2 (Eagle II ) تتمتع بتفوق، من حيث السرعة والقوة والحمولة، وأغلب الميزات التي يمكن حصرها على الورق في حين تتمتع Super Hornet بمميزات غير الملموسة والسجل القتالي المثبت.
ولكن كاتب تقرير موقع Simple Flying يقول ولكن إذا كنت طياراً مقاتلاً وكان لدي خياري بين الطائرتين إف 15 وإف 18، فسأختار إف 15، ولكنه يقر بأن لكل مقاتلة ميزة نسبية في مجال عملها.