LIFE
الأخبار المنوعة

لا تستطيع اتخاذ القرارات في حياتك حتى وإن كانت بسيطة؟ احذر قد تكون مصاباً بـ”الديسيدوفوبيا” وهذه هي أعراضها

يعاني مجموعة من الأشخاص حول العالم مشكلة صعوبة اتخاذ القرارات حتى وإن كانت هذه القرارات صغيرة، والبعض لا يضعها في قائمة الأمور المهمة.

ومن بين الأمور التي يصعب على هؤلاء الأشخاص اتخاذ قرار حولها، نجد تحديد ما سيرتدونه للعمل أو ما يجب إعداده لتناول الإفطار؟ 

لا تبدو هذه القرارات كبيرة أو مستحيلة، إلا أنها تصيب أصحاب رهاب اتخاذ القرارات، والذي يسمى كذلك “الديسيدوفوبيا” حالة من القلق والخوف والهلع، مع ظهور مجموعة من الأعراض التي تكشف عن الإصابة بفوبيا.

تستكشف هذه المقالة أعراض وأسباب وتشخيص رهاب الديسيدوفوبيا، بالإضافة إلى بعض استراتيجيات العلاج والتكيف التي قد تكون مفيدة.

من أين أتى مصطلح “الديسيدوفوبيا”؟

مصطلح “الديسيدوفوبيا” أو “رهاب اتخاذ القرارات”، صاغه والتر كوفمان، الفيلسوف في جامعتي برينستون وهارفارد.

وقد قدم هذا المصطلح في كتابه “بدون ذنب وعدالة: من رهاب القانون إلى الحكم الذاتي”، الذي نشر عام 1973. 

وركّز الكتاب على الدلالات الفلسفية لرهاب الحكم الذاتي، ورهاب الرفض، والذي يمكن أن يؤدي إلى التوافق الديني والسياسي، وفقاً لكوفمان.

ومع ذلك، من منظور الصحة العقلية، يتم تصنيف رهاب اتخاذ القرارات على أنه رهاب محدد، تحت مظلة اضطرابات القلق. 

يتم تعريف الرهاب المحدد على أنه خوف شديد وغير عقلاني من شيء أو موقف معين لا يشكل في الواقع أي خطر.

أعراض ديسيدوفوبيا

عند الإصابة بهذا النوع من الرهاب، تظهر على الشخص المريض مجموعة من الأعراض، التي ترتبط باتخاذ القرارات، حتى وإن كانت غير مهمة، وهي كالتي:

الذعر والقلق: تشعر بالقلق الشديد أو تصاب بنوبة هلع عندما تحتاج إلى اتخاذ قرارات، وقد تعاني أيضاً من أعراض أخرى مثل: سرعة ضربات القلب، وصعوبة التنفس، والغثيان، والتعرق، والرعشة، وألم في الصدر أو المعدة.

المماطلة: خوفك من اتخاذ القرار الخاطئ يدفعك إلى تأجيل اتخاذ القرارات لأطول فترة ممكنة، وتجد أنه من الأسهل تجنب اتخاذ القرار والعيش في حالة من عدم اليقين، بدلاً من اتخاذ القرار والندم على اختيارك، في الوقت الذي تكون فيه مماطلتك، قد تضيع الكثير من الفرص.

الغرائز التي لا تحظى بتقديرها: بدلاً من الاهتمام باحتياجاتك وغرائزك، فإنك تركز على جمع الكثير من المعلومات أو التماس آراء الآخرين لمساعدتك في اتخاذ قرارك، ومع ذلك، بدلاً من أن يكون مفيداً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى وصولك إلى نقطة تكون فيها غارقاً تماماً بدلاً من ذلك.

العلاقات المتوترة: أنت تضع ضغطاً على علاقاتك مع أحبائك لأنك تتركهم ليقوموا باختيارات كبيرة بمفردهم، ما يضغط عليهم لمحاولة إرضائك دون معرفة ما تريده فعلياً.

الاعتماد الخارجي: أنت تخلق مواقف تسمح فيها للآخرين باتخاذ القرار نيابةً عنك، بدلاً من اتخاذ القرارات بنفسك. قد تجتذب الكثير من الشخصيات المتلاعبة أو الاستبدادية إلى حياتك لأن استعدادهم لتولي المسؤولية يبدو جيداً بالنسبة لك في البداية.

العواقب المبالغ فيها: أنت تبالغ في عواقب القرارات الصغيرة، قد يؤدي ذلك إلى ممارسة الكثير من الضغط على نفسك لاتخاذ القرار الصحيح. 

أسباب رهاب اتخاذ القرارات

هناك مجموعة من الأسباب التي تكون سبباً في التعرض لهذه الفوبيا، وفقاً للدكتور داراموس، وهي الكتالي:

السلوك المكتسب:ربما كان هناك وقت في حياتك كان من المفيد أو الضروري فيه السماح للآخرين بتولي مسؤولية اتخاذ القرارات نيابةً عنك,

ونتيجة لذلك، ربما تكون قد تعلمت تجنب اتخاذ القرارات، وبدلاً من ذلك، ربما تكون قد تعلمت قلقك عندما كنت طفلاً، من أفراد الأسرة الذين أظهروا سلوكاً قلقاً أو متوتراً

الخبرة السابقة: الاحتمال الآخر هو أنك اتخذت بعض القرارات في الماضي والتي انتهت بشكل سيء، وقمت بتعميمها من “لقد أفسدت هذا القرار” إلى “أنا دائماً أتخذ قرارات خاطئة”. 

إذ غالباً ما يحدث الرهاب عندما يتم تعميم حدث سيء على الخوف من كل الأحداث المماثلة في الحياة بشكل عام.

العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب العوامل الوراثية أيضاً دوراً في تطور الرهاب، إذ قد تنتشر اضطرابات القلق في بعض العائلات وتنتقل وراثياً.

تشخيص رهاب الديسيدوفوبيا

يمكن تشخيص رهاب الديسيدوفوبيا من قبل الطبيب المختص بأمراض صحية عقلية مؤهل، إذ قد يقوم بإجراء مقابلة معك حيث يطرح عليك أسئلة حول:

  • الأعراض
  • تاريخ العائلة
  • التاريخ الطبي الشخصي
  • الأفكار والمشاعر والسلوكيات

بناءً على هذه المقابلة، سيحدد الطبيب الخاص بك ما إذا كانت أعراضك تستوفي المعايير المدرجة لأنواع معينة من الرهاب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM). 

تساعد هذه الوثيقة، التي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، مقدمي الأطباء على تحديد حالات الصحة العقلية وعلاجها، والتي تتمثل في:

  • الخوف المفرط وغير المعقول من احتمالية حدوث الشيء أو الموقف المثير
  • استجابة فورية للقلق عند مواجهة الشيء أو الموقف المخيف، والذي يمكن أن يأخذ شكل أعراض جسدية أو عاطفية (أي نوبة الهلع)
  • تجنب الشيء أو الموقف الذي يخيفك
  • اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية والروتينية نتيجة الخوف
  • الخوف المستمر الذي يستمر لأكثر من 6 أشهر

على سبيل المثال، لن يتمكن الشخص المصاب برهاب اتخاذ القرارات من التفكير في اتخاذ قرار دون إثارة استجابة الخوف لديه. 

كونهم يتجنبون التفكير في اتخاذ القرارات بأي شكل من الأشكال، ويجدون أن علاقاتهم ومسيراتهم المهنية وحياتهم اليومية تضعف بسبب خوفهم.

علاج ديسيدوفوبيا

يمكن علاج رهاب الديسيدوفوبيا بعدة طرق مختلفة، من بينها نجد:

العلاج السلوكي المعرفي

يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي في فحص الأفكار غير العقلانية والسلوكيات الضارة التي تنخرط فيها نتيجة للرهاب. 

كما يمكن أن يساعدك على تطوير عادات وأنماط تفكير صحية لمواجهة الرهاب الذي تعاني منه.

علاج التعرض

علاج التعرض هو الشكل الأكثر شيوعاً لعلاج الرهاب، إنه نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي تم تطويره خصيصاً لعلاج الرهاب.

في العلاج بالتعرض، يتم إعطاؤك سلسلة من التحديات المتعلقة بالرهاب الذي تعاني منه، بدءاً من التحديات السهلة للغاية وحتى التحديات الأكثر صعوبة. 

تعطي كل تحدٍّ رقماً من 1 إلى 10، بناءً على مدى خوفك منه، ثم تشق طريقك ببطء من المستويات 1 إلى 2 صعوداً في المقياس إلى المستوى 9 أو 10 من التحديات.

قد يعلمك المعالج الخاص بك تقنيات التهدئة لمساعدتك على إدارة القلق أثناء مواجهة هذه التحديات، وقد يقدمون أيضاً مكافآت، تسمى المعززات، على مستويات معينة لتحفيزك.