تعد القاذفة الروسية توبوليف 160 (بلاك جاك) أكبر وأسرع قاذفة في العالم، ولكن هذه القاذفة كانت تعاني من مشكلات كبيرة تحد من قدراتها ولكن اليوم تخضع لتطوير كبير، قد يجعلها تمثل خطراً على الناتو وقد تحدث تغييراً في الحرب الأوكرانية.
والقاذفة توبوليف 160، التي تم تقديمها في عام 1987، تصل سرعتها إلى 2 ماخ وهي مزودة بأربعة محركات Kuznetsov NK-32، وهي أقوى محركات دمجت في طائرة حربية على الإطلاق.
وعلى الرغم من سرعتها، إلا أنها عانت من متطلبات الصيانة العالية. وتقوم روسيا الآن بتحديث هيكل الطائرة إلى طراز Tu-160M2، بهدف الحفاظ على سرعتها وقدراتها مع تقليل مشكلات الصيانة، حسبما ورد في تقرير لمجلة the National Interest الأمريكية.
كانت القاذفة توبوليف 160 في الأصل قاذفة قنابل من الحقبة السوفييتية وكان من بين مهامها المحتملة قذف القنابل على المدن الأمريكية..
وتتطلع روسيا الآن إلى شراء أكثر من 50 طائرة جديدة من طراز Tu-160M2 لتعزيز أسطولها من القاذفات الاستراتيجية.
تاريخ القاذفة الروسية توبوليف 160، ونقاط قوتها وضعفها
كان لقاذفة القنابل Tu-160 Blackjack الأصلية جوانب إيجابية، كما كانت لها جوانب سلبية.
على الجانب الإيجابي، كانت القاذفة توبوليف 160، أسرع قاذفة قنابل في العالم، حيث اعتمدت على محرك Kuznetsov NK-32 القوي للوصول إلى سرعة 2 ماخ.
على الجانب السلبي، كانت الطائرة توبوليف 160 بمثابة خنزير للصيانة، حسب تعبير المجلة الأمريكية.
ويعمل الروس الآن على الحفاظ على الجانب الإيجابي للطائرة Tu-160 مع تخفيف الجانب السلبي، من خلال إعادة إطلاق إنتاج هيكل الطائرة المحدث المعروف باسم Tu-160M2.
ستحافظ القاذفة توبوليف 160 المعاد إطلاقها على لقب أكبر وأثقل طائرة في العالم، وستظل قادرة على الوصول إلى سرعة Mach 2 – لكن هل ستعالج القاذفة الجديدة بشكل صحيح مشكلات الصيانة التي أعاقت القاذفة الأصلية؟ وهل ستكون الطائرة Tu-160M2 قادرة على تقديم مساهمات إيجابية لصالح روسيا في حربها ضد أوكرانيا؟
والقاذفة توبوليف 160، المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم “البجعة البيضاء”، هي قاذفة قنابل أسرع من الصوت بأجنحة متغيرة الاجتياح والقدرة على إيصال ذخائر تقليدية أو نووية.
تم تقديم القاذفة توبوليف 160، وهي أحد منتجات مكتب تصميم Tupolev السوفييتي، لأول مرة في عام 1987، في نهاية الحرب الباردة، لتصبح أسرع وأكبر قاذفة قنابل تدخل الخدمة في تاريخ الطيران والأكبر من حيث الحمولة، ولا يتفوق عليها في السرعة إلا الطائرة الأمريكية XB-70 Valkyrie فقط، والتي تم إلغاؤها قبل دخول الإنتاج.
وتفوقت القاذفة الروسية توبوليف 160 في السرعة وضخامة الحمولة والمدى على القاذفة الأمريكية، B-1 Lancer. التي تعد الأقرب لها والأكثر شبهاً بها.
للمساعدة في تقليل بعض وزن الطائرة Tu-160، تم تصنيع 30% من هيكل الطائرة من التيتانيوم، وهو سبيكة خفيفة الوزن وقوية جداً.
ومع ذلك، تزن القاذفة توبوليف 160 نحو 110 أطنان عندما تكون فارغة.
لقيادة الطائرة الضخمة Tu-160، هناك حاجة إلى أربعة من أفراد الطاقم، بما في ذلك الطيار، ومساعد الطيار، والقاذف، ومشغل الأنظمة الدفاعية.
تمثل الطائرة Tu-160 نهاية حقبة في بعض النواحي، باعتبارها واحدة من آخر أنظمة الأسلحة التي تم تسليمها إلى الاتحاد السوفييتي.
وعندما انهار الاتحاد السوفييتي بعد وقت قصير من تسليم الطائرة توبوليف 160، ورثت كييف نصف أسطول الطائرة توبوليف 160. نظراً لأنه تم إنتاج 27 فقط من هياكل الطائرات الأصلية من طراز Tu-160، فقد كان التنازل عن هذه الطائرات لأوكرانيا أمراً مهماً لموسكو. لذلك تفاوض الاتحاد الروسي المشكل حديثاً لشراء طائرات Tu-160 من أوكرانيا التي كانت قد استقلت لتوها.
في عام 2015، سمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنتاج الطائرة Tu-160M لتعزيز قدرات القاذفات الاستراتيجية للقوات الفضائية الروسية،
وتعويض التأخير في برنامج قاذفات القنابل من الجيل التالي PAK-DA خلال فترة تصاعد التوتر مع الغرب.
وبدأت أول طائرة من طراز Tu-160M مزودة بمعدات مطورة اختبارها في المصنع في ديسمبر/كانون الأول 2021، قبل وقت قصير من توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقواته لغزو أوكرانيا.
وقالت شركة المتحدة للطائرات المملوكة للدولة الروسية: “إن أول نموذج أولي مطور للقاذفة الاستراتيجية الحاملة للصواريخ Tu-160M التي طورتها شركة Tupolev العامة قد دخل في برنامج التجارب الحكومية المشتركة”.
مواصفات القاذفة الروسية توبوليف 160
الطاقم: 4
الطول: 54.1 م
الطول: 55.7 م
باع الجناحين (المسافة بين أقصى طرفي الجناحين): 35.6 م
الوزن الفارغ: 110.000 كغم
الوزن الإجمالي: 267,600 كغم
الحد الأقصى لوزن الإقلاع: 275000 كغم
المحرك: 4 محركات توربينية من طراز Samara NK-321 بقوة 137.3 كيلو نيوتن لكل محرك في الوضع الجاف، و245 كيلو نيوتن مع حارق لاحق.
السرعة القصوى: 2.05 ماخ (سرعة الصوت)، مقابل 1.25 ماخ للقاذفة الأمريكية بي 1 بي، و0.875 ماخ للقاذفة الأمريكية بي 52.
المدى: 12.300 كيلومتر نطاق عملي دون إعادة التزود بالوقود مع سرعة 0.77 ماخ وحمل ستة صواريخ Kh-55SM، مقابل 12.000 كم لـ”بي 1 بي”، 14.200 كلم لـ”بي 52″.
المدى القتالي: 2000 كم بسرعة 1.5 ماخ؛ أو 7.300 كم بسرعات دون سرعة الصوت.
سقف التحليق: 16000 م
التسلح: مستودعان داخليان للأسلحة يتسعان لـ45 طناً من من الذخائر، مقابل 23 طناً لـ”بي 1″، و32 طناً لـ”بي 52″.
قاذفتان دوارتان داخليتان تحمل كل منهما صواريخ Raduga Kh-55SM/101/102/555/BD صواريخ كروز (تسليح أساسي) أو 12 صاروخ Raduga Kh-15 نووياً قصير المدى.
إليك ما نعرفه عن النسخة الجديدة من القاذفة الروسية توبوليف 160
الآن، يأمل الروس في استكمال أسطولهم الحالي من طراز Tu-160 بنسخة Tu-160M2 المحدثة التي ستكون أكثر تطوراً من أي نسخة من القاذفة توبوليف 160، بما في ذلك النسخة Tu-160M.
وحسب ما فهم فإن النسخ الجديدة بعضها سيكون تحديثاً للطائرات قديمة، وبعضها سيكون من طائرات منتجة حديثاً.
ويأمل المسؤولون الروس في شراء أكثر من 50 طائرة جديدة من طراز Tu-160M2، لكن موسكو لا تتمتع بسجل حافل في توريد أنظمة الأسلحة الجديدة في الوقت المحدد، أو في حالة ممتازة، حسب وصف the National Interest.
تستعير بعض التقنيات من سوخوي 57 ولديها محركات محدثة
توصف Tu-160M2 – بأنها نسخة بعمق من الطائرة الأصلية، تتعلق الاختلافات الرئيسية بقمرة القيادة، والمحرك ومستودعات الأسلحة الخاصة بلوحة الإلكترونيات.
إذ ستحتفظ الطائرة Tu-160M2 التي تمت ترقيتها بهيكل الطائرة الأساسي فقط، والذي يلبي جميع المعايير الحديثة. وسيتم استبدال معدات الطائرة، بما في ذلك إلكترونيات الطيران وقمرة القيادة وأنظمة الاتصالات والتحكم وعدد من الأسلحة.
ويشمل التحديث محركات NK-32 المحسنة (التي يطلق عليها اسم NK-32-02)، جديدة أكثر قوة وكفاءة مما يمنحها نطاقاً تشغيلياً أكبر، ورادار Novella NV1.70 الجديد، سيشمل التطوير قمرة قيادة زجاجية محوسبة، ومعدات الاتصالات الحديثة ومكافحة التشويش، حسب موقع Eurasian times .
هذا سيؤدي إلى تحسين القدرات التشغيلية للطائرة بشكل كبير، ولا سيما قوة دفع محركات NK-32 والمدى دون للتزود بالوقود، حسبما نقل موقع Defence Talk عن مصدر روسي.
وتحتوي النسخة المحدثة على أحدث جيل من الأنظمة الإلكترونية (مثل: نظام ملاحة بعيد المدى وأنظمة فرعية أخرى من الجيل الجديد)، حيث ستحصل قاذفات Tu-160M2 على مجموعة اتصالات من أحدث مقاتلة Su-57
ويتميز النظام بالموثوقية العالية وسرعة نقل المعلومات ووزن صغير وكفاءة في استخدام الطاقة، بحسب مجموعة Ruselectronics الروسية.
كما أنها مزودة بمسبار التزود بالوقود أثناء الطيران ممتد؛ إضافة إلى تعديلات في الهيكل والأجنحة لتحقيق بعض التخفي حسب موقع Redstar المعني بالأسلحة الروسية.
نظام دفاعي جديد وقادرة على حمل عدد كبير من الصواريخ فرط الصوتية
كما سيكون لديها نظام دفاعي جديد يحميها من الصواريخ القادمة.
لدى القاذفة المحدثة نظام مصمم لاختراق الدفاعات الجوية والصاروخية ومجموعة أدوات لتشتيت صواريخ العدو.
ستمكن النسخة الجديدة من القاذفة من عدد من الأسلحة الجديدة.
ويحتمل أن تزود بصاروخ، Kh-50 – الذي يُشار إليه أيضاً باسم Kh-MD – بمدى يتراوح بين 1500 إلى 3000 كم، وهذا يعطي الطائرة فرصة أفضل للتهرب من اكتشافها بواسطة رادارات العدو؛ لأنها سنطلق هذا الصاروخ من مسافة بعيدة نسبياً، والأهم من ذلك أنه فعال من حيث التكلفة. لأنه يمكن نشرها بكميات كبيرة، بالعشرات، وربما حتى بالمئات، في النزاعات المحلية بدرجات متفاوتة، حسبما ورد في تقرير لموقع Bulgarian military.
إحدى السمات المثيرة للاهتمام التي لاحظها الخبراء على نطاق واسع في النسخة الجديدة من القاذفة الروسية توبوليف 160 هي التركيز على استخدام الصواريخ فرط الصوتية (تطير بسرعة الصوت أكثر من خمس مرات) في برنامج التحديث Tu-160M\M2. .
ويبرز صاروخ كينجال [الخنجر] من بين هذه الصواريخ، المعروف بمعدل نجاحه المثير للإعجاب في أوكرانيا.
لماذا ستتحول إلى سلاح مدمر بعد تزويدها بصواريخ كينجال؟
وستستطيع القاذفة الروسية توبوليف 160 إم إطلاق 32 صاروخاً في الرحلة الواحدة إذا صحت التقارير عن هذا التحديث.
وشكلت المقاتلة ميغ 31 المزودة بصواريخ كينجال الفرط الصوتية واحداً من أنجح الأسلحة الروسية في حرب أوكرانيا، علماً بأن الميغ 31 تحمل صاروخاً واحداً من طراز كينجال في الطلعة، ويمكن تخيل ماذا تستطيع أن تفعله القاذفة الروسية توبوليف 160 إم وهي تحمل 32 صاروخاً كينجال في الطلعة وتطلقها بسرعتها التي تبلغ سرعة ضعف الصوت (سرعة الطائرة الكبيرة تمنح الصواريخ التي تطلقها مزيداً من السرعة).
ومع وجود خطط لبناء ما يصل إلى 50 “من لقاذفة الروسية توبوليف 160 إم، فمن الناحية النظرية، يمكن أن يترجم هذا إلى إطلاق عدد هائل يتراوح بين 500 إلى 600 صاروخ.
فكما هو الحال مع القاذفة الأمريكية بي 52، فإن صواريخ كروز تمثل نقلة لمثل هذه القاذفات الثقيلة؛ لأنها تمكن من استخدامها بعيداً عن نطاق الصواريخ المضادة للطائرات، وهي مسألة تقليدياً دفعت روسيا للحذر في استخدام قاذفاتها القليلة في حرب أوكرانيا.
ولكن إذا أنتجت روسيا مزيداً من هذه القاذفات، وحدثت القديم منها مع توسيع أنواع الصواريخ التي تطلق منها، فإن ذلك قد يجعلها أداة فعالة في حرب أوكرانيا، وقد يجعلها منصة نووية أكثر هيبة خاصة عندما تجمع بين المدى الطويل جداً وبين صواريخ كينجال الفرط صوتية التي يصعب إسقاطها.