صحة

أحدها مقاوم للأدوية ومُستعصٍ على الأطباء.. دراسة جديدة تحدد 6 أنواع فرعية للاكتئاب

تمكنت دراسة حديثة نشرت بمجلة “Nature Medicine” الطبية، من تحديد ستة أنواع مختلفة بيولوجياً للاكتئاب، وهو ما يمكن أن يفسر سبب عدم استجابة بعض الأشخاص للعلاجات التقليدية لبعض هذه الحالات، مثل مضادات الاكتئاب والعلاج بالكلام.

ويعاني حوالي 280 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كما يؤثر الاكتئاب على جميع الفئات العمرية حيثُ تم تشخيص 1.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 17 عاماً بالاكتئاب. 

ويعدّ أعلى معدل انتشار للاكتئاب لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاماً بنسبة 21%، يليهم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 64 عاماً بنسبة 18.4%، والذين تتراوح أعمارهم بين 65 عاماً وأكثر بنسبة 18.4%، والذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 44 عاماً بنسبة 16.8%.

6 أنواع فرعية للاكتئاب..

قام الباحثون بتحليل فحوصات الدماغ لأكثر من 800 مريض تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب والقلق. تم إجراء هذه الفحوصات بينما كان المرضى يستريحون وأثناء قيامهم بمهام مختلفة مصممة لاختبار كيفية عمل أدمغتهم.

وعلى وجه التحديد، قام فريق الدراسة بمقارنة أدمغة المرضى، بحثاً عن الاختلافات في نشاط مناطق معينة والروابط بينها. وقد سبق أن تم تحديد هذه “الدوائر” الدماغية على أنها متورطة في المرض. 

وباستخدام نوع من الذكاء الاصطناعي المعروف باسم التعلم الآلي، استطاع الباحثون تصنيف المرضى إلى مجموعات محددة بناءً على تحليل فحوصات أدمغتهم. وكشفت النتائج أن المرضى في كل مجموعة يختلفون في أعراض الإصابة بهذا المرض والقدرة على أداء مهام معينة. 

على سبيل المثال، أظهرت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من نشاط مرتفع في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة العواطف كانوا أكثر عرضة للشعور بعدم القدرة على الشعور بالمتعة، مقارنةً بالمرضى الآخرين. كما أظهر هؤلاء المرضى أداءً أضعف في المهام التي تقيس الوظائف التنفيذية، مثل التركيز وإدارة الأنشطة.

رغم أن جميع المرضى يُشخصون بنفس المصطلح العام لاضطراب الاكتئاب الشديد (MDD)، إلا أن تجاربهم مع الاكتئاب تختلف بشكل كبير، كما أوضحت ليان ويليامز، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد. 

معايير تشخيص الإصابة بالمرض

لتشخيص الاضطراب الاكتئابي الرئيسي رسمياً، يجب أن يعاني المريض من خمسة على الأقل من تسعة أعراض محتملة، مثل: المزاج المكتئب، الأرق، والإرهاق، لمدة لا تقل عن أسبوعين. ومع ذلك، فإن هذا المعيار يسمح بتكوين مجموعات متنوعة من الأعراض.

وذكرت ويليامز أن الفهم الأعمق للأسباب البيولوجية وراء أعراض معينة للاكتئاب يمكن أن يساعد المرضى على الشعور بأنهم مفهومون، وقد يسهم في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بحالتهم.

استجابة الأنواع الفرعية للعلاج..

في تحليل منفصل، اكتشف الفريق الذي قام بالدراسة أن ثلاثة من الأنواع الفرعية الستة للمرض التي تم تحديدها أظهرت إما زيادة أو تقليل في احتمالية الاستجابة لعلاجات محددة. على سبيل المثال، كان المرضى الذين لديهم نشاط مرتفع في المناطق المعرفية من الدماغ أكثر استجابةً لمضاد الاضطرابالمسمى فينلافاكسين، والذي يُعرف تجارياً باسم إيفكسور، مقارنةً بالأنواع الفرعية الأخرى.

ما أهمية تحديد أنواع الاكتئاب؟

تُعتبر هذه المعرفة ذات أهمية كبيرة في الممارسات السريرية، حيث إن ما يصل إلى ثلث الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لا يستجيبون لأي نوع من أنواع العلاج، كما قد يستغرق تحديد ما إذا كانت مضادات هذا المرض ستؤثر على أعراض مريض معين أسابيع أو حتى شهوراً.

 وذكرت ويليامز: “إن القدرة على التنبؤ بنتائج أفضل لعلاجات محددة يجعل هذا البحث ذا قيمة كبيرة حقاً”.