الأخبار

شمال الأراضي المحتلة يشهد أكبر هجوم منذ بدء المواجهة.. الصواريخ سببت حرائق هددت منشآت استراتيجية

أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية منذ صباح الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2024، أكبر عدد من الصواريخ في يوم واحد على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك منذ اندلاع المواجهات عبر الحدود قبل ثمانية أشهر دعماً لغزة، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن الحرائق التي تسببها الصواريخ تشكل خطراً على منشآت عسكرية استراتيجية.

وجاء تصعيد الأربعاء في إطار رد الجماعة على غارة إسرائيلية أدت إلى مقتل قائد ميداني كبير في حزب الله، الثلاثاء. 

واستهدفت الغارة الإسرائيلية على قرية جويا في جنوب لبنان، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، قائداً ميدانياً كبيراً بجماعة حزب الله، وهو طالب عبد الله المعروف أيضاً باسم الحاج أبو طالب.

وقال أحد المصادر إن أبو طالب هو أبرز عضو في حزب الله يقتل في المواجهة المستمرة بين الجماعة وإسرائيل منذ ثمانية أشهر.

أكبر هجوم صاروخي 

وأطلق مقاتلو حزب الله عشرات الصواريخ على الأراضي المحتلة منذ صباح الأربعاء، وفي إحدى العمليات تم توجيه الصواريخ على مصنع إسرائيلي للصناعات العسكرية.

 وفي عملية أخرى، قالت الجماعة إنها هاجمت مقرات عسكرية إسرائيلية في عين زيتيم وعميعاد، ووحدة مراقبة جوية عسكرية إسرائيلية في قاعدة ميرون.

وقال مصدر أمني في لبنان إن حزب الله أطلق نحو 250 صاروخاً على إسرائيل خلال الأربعاء، واصفاً ذلك بأنه أكبر الهجمات الصاروخية التي تنفذها الجماعة في يوم واحد منذ بدأت الاشتباكات في أكتوبر/تشرين الأول.

وفي حديثه بموكب جنازة عبد الله في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال المسؤول الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين إن الجماعة ستزيد من كثافة عملياتها وقوتها وعددها ضد إسرائيل رداً على مقتله.

وأضاف: “إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل”، وتابع: “جوابنا بعد استشهاد أبو طالب سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكماً ونوعاً، ولينتظرنا في الميدان”.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي اندلاع 3 حرائق شمالي الأراضي المحتلة جراء سقوط شظايا صواريخ اعترضت هدفين جويين أطلقا من لبنان، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن الحرائق شكلت خطراً على منشآت استراتيجية.

وقال الجيش في بيان عبر منصة إكس: “اعترضت الدفاعات الجوية والطائرات الحربية قبل قليل في منطقة جبل الشيخ هدفين جويين مشبوهين من جهة لبنان”.

وأضاف: “نتيجة شظايا عملية الاعتراض اندلع حريق في المنطقة، وتم تفعيل الإنذارات وفق السياسة المتبعة”.

وأشار إلى أنه “خلال الحادث أطلق صاروخ اعتراض آخر نحو الهدفين وانفجر في السماء في منطقة صفد، حيث أسفر سقوط شظايا الصاروخ عن اندلاع حريق في المنطقة”.

في سياق متصل، قال قائد المنطقة الشمالية في سلطة الإطفاء والإنقاذ يائير الكيام، إن صواريخ أطلقها “حزب الله” على شمال إسرائيل “شكلت خطراً على منشآت استراتيجية” دون تحديدها، وفق صحيفة “هآرتس” العبرية.

وأشار الكيام إلى أن الفرق التابعة لسلطة الإطفاء، وسلطة الطبيعة والمتنزهات، والجيش الإسرائيلي، تقترب من السيطرة على الحرائق في مستوطنات بيريا وكاديتا وعين زيتيم وتسفعون بمنطقة الجليل (شمال).

وفي وقت سابق الأربعاء، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن الرشقات الصاروخية لـ”حزب الله” الأربعاء (215 صاروخاً) هي “الأكبر” منذ بداية الحرب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان تسببت في اندلاع العديد من الحرائق التي جرى إخماد معظمها بعد 5 ساعات على اندلاعها، بما في ذلك في ميرون ومستوطنتا كاديتا وبيريا بالجليل الأعلى.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان بينها “حزب الله” مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتقول الفصائل في لبنان إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لحرب إسرائيلية خلفت قرابة 122 ألفاً بين قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.