كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2024، تفاصيل رد المقاومة الفلسطينية على المقترح الإسرائيلي المعلن من الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن وقف إطلاق النار بغزة، فيما اعتبرت حركة حماس تحريض الإعلام الإسرائيلي على ردها، مؤشراً على محاولات “التهرب من استحقاقات الاتفاق”.
صحيفة “الأخبار” أوضحت أن رد حركتي حماس والجهاد الإسلامي على مقترح وقف إطلاق النار، شمل سبع ملاحظات وهي:
- في المرحلة الأولى، وتحديداً في اليوم الأول، يتم وقف مؤقت لإطلاق النار من الطرفين، والانسحاب بعيداً من المناطق المكتظة بالسكان إلى محاذاة الحدود.
- في اليوم الثالث تبدأ عملية الانسحاب من شارعي صلاح الدين والرشيد، وتفكيك كل المنشآت العسكرية الإسرائيلية الموجودة في محور “نتساريم”، بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل محور فيلادلفيا وإخلاء معبر رفح بصورة نهائية، على أن يجري إتمام الانسحابين، خلال مدة لا تتجاوز اليوم السابع.
- تسلّم المقاومة، في المرحلة الأولى، 33 أسيراً إسرائيلياً، أحياءً وأمواتاً، وستفرج عن 3 أسرى كل 3 أيام، وفي حال لم يتمّ الالتزام بالانسحاب الكامل بحلول اليوم السابع، تتوقّف عملية التسليم.
- ترفض المقاومة أي شروط مسبقة على أسماء الأسرى الفلسطينيين، بخصوص طريقة إطلاق سراحهم (الإبعاد). كما تتمسّك بالقوائم التي تقدّمها هي، والتي تستند إلى مبدأ الأقدمية في الاعتقال.
- في نهاية المرحلة الأولى، يجب أن يكون الانسحاب كاملاً من كل القطاع، وأن لا يتواجد أي جندي إسرائيلي داخل قطاع غزة.
- بخصوص وقف إطلاق النار، فتنتهي المرحلة الأولى بالإعلان عن استعادة “الهدوء المستدام”، ما يعني وقف العمليات العسكرية بشكل كامل، ويسري ذلك قبل تبادل الأسرى والمحتجزين عند الطرفين.
- تطالب المقاومة بإدخال الصين وروسيا وتركيا كأطراف ضامنة للاتفاق.
بحسب الصحيفة، فإن حماس والجهاد الإسلامي، كانتا أبلغتها “شفهياً” المصريين والقطريين، “بعد التثبّت من المشاركة الأمريكية في مجزرة النصيرات، بأن المقاومة لا تعتبر الولايات المتحدة ضامناً للاتفاق”.
بحسب المصادر، لم يقدّم الوسيطان إجابات واضحة على أسئلة الجانب الفلسطيني حول استمرار رفض رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التأكيد بنفسه على الموافقة على مقترح الصفقة الذي أعلنه بايدن، وتواصل الإعلان عن الموقف الإسرائيلي بواسطة الجانب الأمريكي.
حماس: تحريض الإعلام الإسرائيلي على ردنا “تهرب من استحقاقات الاتفاق”
في إطار متصل، اعتبر القيادي في حركة حماس عزت الرشق، تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد الحركة على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، مؤشراً على محاولات “التهرّب من استحقاقات الاتفاق”.
حيث قال الرشق في بيان: “تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرّب من استحقاقات الاتفاق”.
فيما أكد أن رد الحركة والفصائل الفلسطينية على المقترح “يتسم بالمسؤولية والجدّية والإيجابية”.
إلى ذلك أشار الرشق إلى أن هذا الرد ينسجم مع “مطالب الشعب والمقاومة ويفتح الطريق واسعًا للتوصل لاتفاق”.
مساء الثلاثاء، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيان مشترك “تسليمهما رد فصائل المقاومة للقطريين، خلال لقاء مع رئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني)، كما تم إرسال الرد للمصريين”، على مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي.
ما هو المقترح المعلن من بايدن؟
ويشمل المقترح الذي أعلنه بايدن، أن المرحلة الأولى تستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان؛ واستعادة الأسرى الإسرائيليين من النساء والمسنين والجرحى، مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين؛ وعودة سكان شمال القطاع إلى ببيوتهم ودخول 600 شاحنة مساعدات إلى القطاع يومياً.
كما تشمل هذه المرحلة مفاوضات حول وقف إطلاق نار دائم، ولا يتم استئناف إطلاق النار طالما المفاوضات مستمرة.
أما المرحلة الثانية، فتشمل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الجنود، مقابل أسرى فلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
أما المرحلة الثالثة، فتتضمن إعادة إعمار غزة وإعادة جثث الأسرى الإسرائيليين.
يشار إلى أنه بعد تسليم حركة حماس ردها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن “مسؤول كبير” دون تسميته قوله: “تلقت إسرائيل رد حماس على المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة إطلاق سراح المختطفين، والحركة رفضت في ردّها الخطوط العريضة للصفقة التي قدمها بايدن”.
فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه قوله: “يبدو أن هذا رفض، لقد غيّرت حماس كل الأشياء الجوهرية في المقترح، وتحدث الرئيس بايدن عن قبول الاقتراح كما هو، والتوقيع عليه وتنفيذه”.