الأخبار

“الفاشر” تتحول إلى مدينة رماد.. قوات الدعم السريع تدمر بنيتها التحتية ومدارسها ومستشفياتها 

كثّفت قوات الدعم السريع من استهدافها البنية التحتية لمدينة الفاشر غربي السودان، عقب تقدم الجيش السوداني في مدينة الخرطوم وسط البلاد، محدثة دماراً كبيراً فيها، وقتلى وإصابات.

يرصد “عربي بوست” في هذا التقرير الدمار في الفاشر مع تركيز قوات الدعم السريع قصفها الأماكن الحيوية والمدارس والمستشفيات في المدينة التي يحاصرها منذ أشهر في ولاية شمال دارفور، وهي آخر منطقة صامدة غربي البلاد، تحاصرها هذه القوات بهدف استكمال السيطرة على مساحة تقدر بنصف مساحة السودان، التي تمثل ولايات إقليم دارفور، وولاية الجزيرة ومناطق في ولايات كردفان.


تستمر المعارك في الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، منذ 10 مايو/أيار 2024، وهي المنطقة الوحيدة المتبقية في إقليم دارفور التي لم تسقط بيد الدعم السريع حتى الآن.


دمار البنية التحتية والمنشآت الهامة

بحسب مراسل “عربي بوست” في منطقة الفاشر، فإن دماراً كبيراً حل بالمدينة بسبب استهداف قوات الدعم السريع للمباني الحيوية والهامة فيها، لا سيما المدارس والمستشفيات والمباني والمنشآت الحيوية والاقتصادية والمدنية الرئيسية.


على صعيد المستشفيات:

فقد خرجت غالبية المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة بسبب الاستهدافات، باستثناء المستشفى السعودي، ومستشفى السلاح الطبي.

أما التي خرجت عن الخدمة، هي:

– مستشفى الأطفال التخصصي، خرج عن الخدمة بشكل نهائي، وتحوّل لثكنة عسكرية للدعم السريع.

– مستشفى الأطفال البديل (مركز بابكر نهار)، خرج عن الخدمة.

– المستشفى التعليمي، خرج عن الخدمة في أول أسبوع من الحرب.

-المستشفى التخصصي للنساء والتوليد، خرج بشكل جزئي عن الخدمة.

-مستشفى الشرطة، تعرض للتدمير بالكامل، نتيجة القصف المدفعي للدعم السريع.

-مستشفى نبض الحياة.

-مستشفى اقرأ التخصصي، تعرض للقصف.

-مستشفى بابكر نهار، تعرض للقصف.

-مستشفى الفاشر الجنوبي، تعرض للقصف.

-مستشفى جبل مرة الطبي الخاص، تعرض للقصف.

-بنك السودان فرع الفاشر، تعرض للقصف.

-مستشفى العيون، تعرض للقصف.

-مستشفى شوف العيون الخاص، تعرض للقصف.


على صعيد المدارس:

تركزّت الاستهدافات كذلك على المدارس، والتي يحتمي فيها الآلاف من المدنيين، بسبب النزوح والهرب من الاشتباكات المتبادلة.

وهذه المدارس هي:

-مدرسة الفاشر الجنوبية الثانوية، في جنوب غرب المدينة، في حي الرياض.

-مدرسة الاتحاد الثانوية بنات، في جنوب غرب المدينة، في حي الرياض.

-مدرسة ابن سينا، في جنوب غرب المدينة، في حي الرياض.

-مدرسة الرديف بنات، في جنوب غرب المدينة، في حي الرياض.

-مدرسة بشارية في حي بشارية، أقصى جنوب الفاشر.

-مدرسة تُمباسي.

-مدرسة الفاشر النموذجية، شرق السوق الكبير.

-مدرسة القيادة.

-مدرسة دارفور الثانوية، شمال شرق السوق الكبير.

-مدرسة السلام في حي السلام.

-مدرسة أم القرى.

-مدرسة القبة في حي القبة شمال.

-مدرسة الوادي في حي الوادي شمال غرب المدينة.

-مدرسة زين العابدين.

وتعرّضت المدارس المذكورة لقصف مدفعي من قوات الدعم السريع، أدى لمقتل العشرات من النساء والأطفال، على الرغم من أن هذه المدارس كانت تؤوي أكثر من 3 آلاف نازح تقريباً من مختلف ولايات دارفور ومحلياتها، التي سقطت بيده الدعم السريع.


على صعيد البنوك:

خرجت جميع المؤسسات البنكية عن الخدمة، وأبرزها:

– بنك فيصل

– بنك النيل

– بنك المشرق

– بنك تنمية الصادرات

– بنك الادخار

– البنك الزراعي

– بنك الثروة الحيوانية

– بنك الأسرة



على صعيد المؤسسات والمرافق الحكومية:

تركزت الاستهدافات التي شنّتها قوات الدعم السريع على المؤسسات والمرافق الحكومية أيضاً، وهي:

-محلية الفاشر وسط السوق الكبير في قلب المدينة.

-هيئة الإذاعة والتلفزيون شمال غرب السوق الكبير.

-مباني أمانة حكومة الولاية. -المنزل الرئاسي للحكومة في الولاية.

-متحف السلطان علي دينار، القديم والحديث. -مباني الجهاز القضائي.

-مبنى المحكمة القضائية. -مبنى الإدارة العامة للهجرة والجوازات.

-مبنى السجل المدني. -دار الشرطة.

-مبنى نادي الضباط. -هيئة المياه.

-مبنى وزارة الصحة. -الإدارة العامة للغابات.

-التخطيط العمراني. -التربية والتعليم.

-جامعة الفاشر. -جامعة أمدرمان الإسلامية فرع شمال دارفور.

-دار التائبات. -شؤون الخدمة.

-مبنى التأمين الصحي. -مبنى التأمين الاجتماعي.

– المجمع الثقافي. -مبنى السينما.

-مبنى البورصة. -الميناء البري.

-مطار الفاشر الدولي. -مبنى النيابة العامة.

-الجمارك. -مقر وشبكات إرسال سودا تيل.

-متنزه مروج المدينة.  -متنزه العرين.

-متنزه لالي. -متنزه المشتل.

-محطة الطاقة الشمسية شرق المدينة. -هيئة الكهرباء شمال المدينة.

-محطة الكهرباء الرسمية في شرق المدينة.

ومحطات الكهرباء هذه سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وقامت بتحويلها لثكنة عسكرية، وفق شهادات المواطنين.


على صعيد المساجد:

كان بارزاً الاستهداف المتعمد للمساجد في مدينة الفاشر، حيث قام “عربي بوست”، برصد المساجد التي تعرضت للاستهداف بحسب شهادات المواطنين والجولة الميدانية لمراسلها هناك.

والمساجد هي:

-مسجد الفاشر العتيق. -مسجد وخلوة الرديف.

-مسجد أنصار السنة. -مسجد وخلوة الفكي هاشم.

-مسجد النور. -مسجد الزين.

-مسجد السلام. -مسجد أولاد الريف.

-مسجد وخلوة الشيخ البنجاوي. -مسجد وخلوة التجانية.

-مسجد الشرطة.  -مسجد البروش.

-مسجد التكارير. -مسجد القبة.

-مسجد الفكي محمد سعيد بحي الواحية. -مسجد أم القرى.


على صعيد الأسواق:

استهدفت مدفعية قوات الدعم السريع الأسواق بشكل مكثّف منذ بداية حصار مدينة الفاشر، وكانت الأسواق الأكثر استهدافاً:

-سوق الفاشر الكبير.

-سوق حجر قدو.

-سوق أم دفسو.

-سوق المواشي (سوق الإنقاذ).

-سوق السلام.

-سوق نيفاشا.

-سوق ابوجا.

-السوق المركزي.


مبانٍ أخرى:

-ملاعب الشهيد الزبير في السوق الكبير.

-ملعب النقعة.

-نادي هلال الفاشر.

-نادي مريخ الفاشر.


على صعيد الأحياء:

أما على صعيد الأحياء، فكانت الأكثر تضرراً منها في الفاشر، حي السلام،

وحي القبة، وحي برنجية، وحي دادنقا، وحي تمباسي، وحي مكركا، وحي الدوحة، وحي الدرجة الأولى، وحي الرديف، وحي الواحية، وحي الوادي، وحي أولاد الريف.

وكذلك حي الإنقاذ، وأحياء شمال الأهلية، وحي النصر، وحي المجمع الثقافي، وحي التجانية، وحي الجيل، وحي الرياض، وحي الثورة جنوب، وحي الثورة شمال، وحي النصر أ و ب.

بالإضافة إلى معسكرات النازحين، ومعسكر أبوشوك، ومعسكر نيفاشا، ومعسكر أبوجا.


حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر

بحسب شهادات مواطنين في الفاشر لـ”عربي بوست”، فإن قوات الدعم السريع تستخدم بشكل مكثّف في استهدافها للمدينة، القصف المدفعي، من المحاور الجنوبية والشمالية، والشرقية، والجنوبية الشرقية في المدينة.

في المقابل، يركز الجيش السوداني والقوات المشتركة المساندة له من الحركات المسلحة في مدينة الفاشر، على عمليات صد الهجوم البري، واستنزاف قوات الدعم السريع في الجانب الشرقي للمدينة.

مناطق الدعم السريع: بحسب مراسل “عربي بوست” في الفاشر، فإنها تتواجد في الأحياء السكنية في الجانب الشرقي للمدينة، في كل من حي السلام شرق وجنوب شرق الحي، والوحدة شرق، والجبل، والمصانع، والتضامن كهرباء، والأسرة، والنخيل، والثورة شمال.

أما في المحور الشمالي الشرقي، ففي كل من حي ديم سلك، والخنساء والتكامل، وأجزاء من معسكر أبوجا.


وتسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بمنع وصول البضائع إليها، ما ساهم بشكل كبير في غلاء أسعار المواد الأساسية، والتموينية، إلى جانب منعها دخول الأدوية والوقود، ومستلزمات الحياة، بحسب شهادات المواطنين هناك.

مقابل ذلك، اعتمدت الجهات الحكومية على عمليات الإسقاط الجوي لإيصال المواد الطبية.


القصف المدفعي لقوات الدعم السريع

بعد فشل العديد من محاولات قوات الدعم السريع في السيطرة على المدينة، لجأت إلى القصف المدفعي والصاروخي الموجه من خارج المدينة نحو الداخل، باستخدام مدافع الهاون، بكافة أنواعها، ومدافع الهاوزر، ومدافع الـ120.

ذلك بحسب ما ذكره الخبير العسكري فتح الرحمن محي الدين، الذي أضاف لتلفزيون “السودان”، أن القذائف الصاروخية المستخدمة في الفاشر هي من نوع راجمة 40 ماسورة.

وتتأثر المباني في مدينة الفاشر بشدة جراء القصف المدفعي، لأن معظم بنايات المدينة مشيدة فقط من الزنك العادي، لا سيما أسقف غرفها، وكذلك الحال بالنسبة لكل منازل المدينة.

ويُعدّ الهدف من القصف المدفعي بهذه الكثافة، “لإجبار المدنيين على المغادرة، كما فعل في مناطق دارفور الأخرى التي سيطر عليها تباعاً”، وذلك بحسب الخبير العسكري ذاته.

من جانبه، قال الصحفي السوداني من الفاشر، فيصل محمد الشيخ، لـ”عربي بوست”، إن قوات الدعم السريع “تستخدم راجمات تحمل مقذوفات من عيار 122 مم، وأن بعض الراجمات من الأنواع BM-21 روسية الصنع وTAKA من التصنيع الحربي السوداني”.

وقال إن هذه الراجمات كان يمتلكها الجيش السوداني، وإن من المحتمل أن تكون قد تم الاستيلاء عليها من مخازنه في العاصمة الخرطوم، أو من بقية الفرق العسكرية للجيش التي سقطت تباعاً في إقليم دارفور.

وأفاد بأنه حصل على صور وفيديوهات من مواطنين في الفاشر لمخلفات الصواريخ والمقذوفات، التي تظهر عليها رموز مثل ж او Zhe، التي تدل على تصنيعها من العهد السوفيتي، ويحمل بعضها الرقم 83، هو رقم سنة التصنيع 1983.

وهذه الصواريخ من نوعية شديدة الانفجار High explosive H.E، وهي محرمة دولياً، وتم استخدامها في المناطق السكنية في الفاشر، بحسب الشيخ.

وقال إن مدى هذه المقذوفات ما بين 5-20 كيلومتراً، ويصل في حالات إلى ما هو أبعد من ذلك، مع التعديلات عليها، أو اختلاف الرأس الحربي.


اتهامات باستخدام أسلحة كيماوية

بما يتعلق بالقصف الذي تنفذه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، اتهم أيضاً مدير عام وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، إبراهيم عبد الله خاطر، قوات الدعم السريع، باستخدام صواريخ تحمل مواد كيماوية.

وقال في تصريح لـ”عربي بوست”، إن ذلك تأكد له “بعد وصول العديد من الحالات إلى المستشفى السعودي خلال شهر أغسطس/آب 2024، تعاني من تعرضها لمواد كيماوية بعد تعرض بيوتها للقصف”، دون مزيد من التفاصيل.

ولم تعلق قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات حتى الآن، كما أنها لم تصدر من جهات رسمية تابعة للحكومة السودانية.

إلا أن حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي، وجه نداء للمنظمات الحقوقية بضرورة إجراء تحقيق شامل في نوعية القذائف الصاروخية التي تستخدمها قوات الدعم السريع، التي وصفها بالمحرّمة دولياً.


كيف بدأت الحرب في الفاشر؟

انطلقت العمليات العسكرية للجيش السوداني والقوات المتحالفة معه من قوات الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، بُعيد الحصار الكبير الذي فرضته الأخيرة على مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور غربي السودان، عقب  سقوط مدينة “الضعين” حاضرة ولاية شرق دارفور في 21 نوفمبر/كانون الثاني 2023.

وكانت قوات الدعم السريع حينها سيطرت على غالبية ولايات إقليم دارفور باستثناء ولاية شمال دارفور التي تقع فيها الفاشر.

وقامت بعدها قوات الحركات المسلحة في دارفور الموقعة على اتفاق سلام جوبا مع الحكومة السودانية العام 2019، بتغيير موقف الحياد من الحرب، بالانحياز إلى الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.

واستمر موقف الحياد للحركات المسلحة من 14 أبريل/نيسان 2023، إلى 10 مايو/أيار 2023، حين اندلعت أولى المعارك الضارية بينها وبين الدعم السريع التي تحاصر المدينة.

تسببت الاشتباكات في موجات نزوح كبيرة للمواطنين السودانيين خارج مدينة الفاشر، نحو مناطق جبل مرة ودار السلام جنوبي المدينة.

وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وأسفرت عن نحو 21 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.