نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2024، عن مقربين من الرئيس جو بايدن أنه بدأ يدرك أن الوقت ينفد أمامه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مع بقاء أربعة أشهر فقط من ولايته.
وأضافت الصحيفة عن مصادر أن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً في المنطقة “لم يكن أكبر مما هو عليه الآن”، وأن الخلاف يتسع بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على لبنان مؤخراً.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء فريق الأمن القومي الأمريكي أعربوا عن استيائهم من رئيس الوزراء الإسرائيلي. فهم يتحدثون الآن علانية عن المشادات الكلامية التي شهدتها المكالمات الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، أو الزيارات المحبطة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، والتي حصل خلالها على ضمانات خاصة من رئيس الوزراء، لكنه نقضها بعد ساعات قليلة.
كما أثار مسؤولو الأمن القومي الأمريكي تساؤلات بشأن ما إذا كان نتنياهو يمضي قدماً في إضافة شروط جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار من أجل الحفاظ على ائتلافه الهش، أو البقاء في منصبه بعيداً عن المحاكمات.
ونقلت نيويورك تايمز عن دينيس روس، المفاوض في الشرق الأوسط، قوله إن جزءاً من المشكلة هو أن بايدن ونتنياهو لم يتفقا أبداً بشأن أهدافهما النهائية. فبينما يصر نتنياهو على قدرته على القضاء على كل تهديد وجودي لبلاده، يؤكد بايدن على تحقيق اتفاق السلام الذي فشل في تحقيقه كل رئيس أمريكي منذ ريتشارد نيكسون.
وأضاف روس: “إن فن إدارة الدولة يتلخص في التوفيق بين الأهداف والوسائل. ولا أرى أن الأهداف أو الوسائل تتحقق فيما تفعله إسرائيل الآن”.
ووفقاً لنيويورك تايمز، يصعب الاعتقاد بأن نتنياهو سيتمكن من القضاء على حزب الله، تماماً كما عجز عن القضاء على حماس. بل الأصعب من ذلك تصور أن نتنياهو سيكون قلقاً بشأن تجاوز بايدن، فهو يعرف أنه “إذا انتُخِب الرئيس السابق دونالد ترامب، فإنه ستكون لديه حرية أكبر في متابعة الحرب ضد حماس وحزب الله بالطريقة التي يراها مناسبة”.
يأتي ذلك بينما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين وإسرائليين أن الإدارة الأمريكية تؤيد الغارات الجوية الإسرائيلية ضد حزب الله، لكنها تعارض غزواً برياً للبنان في هذه المرحلة.
وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية تسعى لمنع إيران من التدخل بشكل فعال في القتال، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرصة نشوب حرب إقليمية.
كما أعرب وزير الدفاع الأمريكي خلال محادثاته مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن قلقه من أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى حالة تصعيد دائمة قد تستمر لأسابيع وربما حتى أشهر، بحسب ما ذكرته صحيفة هآرتس نقلاً عن مسؤولين.
وكان الاحتلال الإسرائيلي جدد غاراته العنيفة الثلاثاء على مناطق مختلفة من لبنان، فيما أعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ “فادي 1″ و”فادي 2”.