الأخبار

تنديد عربي ودولي بالعدوان الإسرائيلي “المكثف” على لبنان.. و”اليونيفيل” تحذر من عواقب “مدمرة” للتصعيد 

توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والذي وصفت غاراته بـ “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، في حين حذرت قوات حفظ السلام الأممية في لبنان “اليونيفيل”، من عواقب للتصعيد في جنوب لبنان، على المنطقة كافة.

واستشهد 274 شخصًا بينهم 24 طفلاً وعدد من النساء وإصابة ألف و24 شخصًا إثر سلسلة من الغارات إسرائيلية منذ صباح الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.

مصر تدين

وعقب الغارات الإسرائيلية، أدان وزيرا خارجية مصر ولبنان العدوان الإسرائيلي المتواصل على الأراضي اللبنانية، واستمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، ودعوا إلى أهمية احترام سيادة وسلامة لبنان، في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وفي بيان مشترك بمناسبة لقاء الوزيرين على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن “المساس بأمن لبنان هو مساس بأمن المنطقة”. فيما أشاد نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب بـ”موقف مصر الداعم لبلاده في مواجهة العدوان والتهديدات الإسرائيلية بالاجتياح البري”.

واتفق الوزيران على ضرورة “وقف العدوان الإسرائيلي المستمر، واضطلاع الدول الفاعلة بدورها، والحيلولة دون توسع المواجهات، وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق”.

وشددا على أهمية “تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، وإصدار قرار ملزم لإسرائيل من مجلس الأمن لوقف عدوانها على كل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية بشكل فوري”.

كما أشارا إلى أنه “لا سبيل لحل الأزمة الحالية في الشرق الأوسط سوى بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، ووقف العدوان على قطاع غزة ولبنان، واللجوء إلى السبل السلمية لوقف التصعيد، وحل المسائل العالقة بين إسرائيل ولبنان عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 1701، بما يؤمن عودة النازحين إلى قراهم، واستئناف مسار العملية السياسية الخاص بحل الدولتين، وإنشاء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

طهران تحذر

وفي طهران، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل، الاثنين، من “تداعيات خطيرة” للضربات التي يشنها جيشها على مواقع لحزب الله في لبنان.

ودان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني “بشدة الهجمات الجوية الواسعة النطاق” التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان محذرا من التداعيات الخطيرة لما وصفها بـ”المغامرة الجديدة للصهاينة”.

ووصف كنعاني الضربات الإسرائيلية بأنها “مجنونة”، منتقدا “بشدة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل”، وداعيا مجلس الأمن الدولي إلى “اتخاذ تدابير فورية” لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

تركيا تعلق

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تظهر بوضوح مساعي إسرائيل لنشر الحرب في المنطقة، وذلك في كلمة ألقاها، مساء الأحد، خلال حفل عشاء نظمته “اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأمريكية” (TASC) بولاية نيويورك التي يزورها، بغية المشاركة في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف في هذا الصدد: “الهجمات الأخيرة على لبنان والتصريحات الأخيرة التي أدلت بها إسرائيل هي تجسيد واضح لمساعيها لنشر الحرب في المنطقة”.

وبيَّن أردوغان أن تركيا تبذل قصارى جهدها لوقف سياسات الاحتلال والاستيلاء التي تمارسها إسرائيل في المنطقة. وأشار إلى أن النظام العالمي بدأ يفقد كل ثقله ومصداقيته، وأن المؤسسات التي واجبها ضمان السلام والأمن، تعاني من انهيار أخلاقي واضح.

وتابع: “حتى الآن، أُجبر في غزة نحو 1.9 مليون شخص على النزوح. ويكافح هؤلاء الأشخاص من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف سيئة للغاية، وبينما تستمر هذه المعاناة، لم تتخذ المؤسسات والمنظمات العالمية أي خطوات فعالة لوقف القمع في غزة أو منع المجازر الإسرائيلية”. وأشار أردوغان إلى أن الإدارة الإسرائيلية التي تجري مكافأتها بعد كل خروج على القانون، تواصل شنّ هجمات أكثر دموية من سابقاتها.

الكرملين قلق

في السياق، أعلن الكرملين اليوم أنه قلق للغاية من التصعيد العسكري بعد شن الاحتلال الإسرائيلي أعنف غارات على لبنان منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين إن “الوضع يتدهور كل يوم سريعاً. التوتر يتصاعد وكذلك عدم القدرة على معرفة مسار الأمور. هذا يشعرنا بقلق شديد”.

“اليونيفيل” تحذر من التصعيد

فيما حذرت قوات حفظ السلام الأممية في لبنان “اليونيفيل”، الاثنين، من عواقب “بعيدة المدى ومدمرة” للتصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله في جنوب لبنان، على المنطقة كافة.

وقالت “اليونيفيل”، في بيان، “أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، ولكن أيضًا على المنطقة ككل”.

وأعربت “اليونيفيل” عن قلقها البالغ على “سلامة المدنيين في جنوب لبنان وسط حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”.

وأشارت إلى تواصل جهودها “لتخفيف التوترات ووقف القصف في جنوب لبنان”، مجددة دعوتها “للتوصل إلى حل دبلوماسي”، كما حثت “جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحياة المدنيين وضمان عدم تعريضهم للأذى”.

ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.