الأخبار

الحرائق تشتعل شمال إسرائيل.. إطلاق نحو 100 صاروخ من لبنان، وأحدها يُصيب منزلاً بشكل مباشر  

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نحو 100 صاروخ أُطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ صباح السبت؛ 21 سبتمبر/ أيلول 2024، مما أدى إلى اندلاع حرائق وإلحاق أضرار مباشرة بأحد المنازل.

يأتي ذلك في ظل تصعيد كبير من جانب الجيش الإسرائيلي على لبنان وحزب الله خلال الأسبوع الجاري، ما أوقع العشرات من القتلى وآلاف الجرحى، بينهم عدد كبير من قادة وعناصر الحزب.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “تم إحصاء حوالي 100 عملية إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل منذ صباح اليوم”.

وأضافت الصحيفة: “تعمل 9 فرق إطفاء على إخماد عدة حرائق اندلعت في مناطق مفتوحة، بما في ذلك في مدينة صفد (بمنطقة الجليل الأعلى) ومستوطنة بيت هيلل (بمنطقة إصبع الجليل)، إثر سقوط الصواريخ”.

في السياق ذاته، قالت القناة الـ”12″ العبرية إن الصواريخ التي أطُلقت من لبنان تسببت في اندلاع حرائق بـ4 مناطق مفتوحة في شمال البلاد.

ولفتت القناة كذلك إلى تسجيل إصابة مباشرة لمنزل في مستوطنة “كاديتا” بمنطقة الجليل الأعلى، حيث أظهرت مقاطع فيديو بثتها اشتعال النيران في المنزل بشكل كامل.

ولفتت إلى أن السلطات أصدرت تعليمات لسكان صفد ومستوطنة كتسرين (في الجولان السوري المحتل) وعدد من المستوطنات الأخرى في الجليل والجولان بالبقاء على مقربة من الملاجئ، تحسبًا لأي تصعيد إضافي.

فيما أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأنه طُلب من سكان 18 مستوطنة في الجليل الغربي البقاء في المناطق المحمية وتقليل حركتهم بالخارج.

ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات جراء سقوط الصواريخ، وفقًا للإعلام الإسرائيلي.

وكانت صفارات الإنذار دوت، ظهر السبت، في العديد من المستوطنات والبلدات شمال إسرائيل، بالتزامن مع قصف واسع النطاق شنه الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان ومنطقة سهل البقاع.

هجمات لحزب الله

من جهته، أعلن حزب الله، عبر سلسلة بيانات على منصة تلغرام، شن 9 هجمات صاروخية على مواقع عسكرية إسرائيلية شمال إسرائيل حتى عصر يوم السبت.

وأوضح الحزب أن هجماته شملت “قصف بصليات (رشقات) من صواريخ الكاتيوشا استهدف المقر المستحدث لفرقة الجليل في مستوطنة اييليت هشاحر، ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح، وتموضعا لقوات من لواء الـ300 التابع للفرقة 146 ‏في ثكنة أدميت”.

إضافة إلى “مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل، ومركز تموضع كتيبة الاستطلاع 631 التابعة للواء غولاني في ثكنة ‏راموت نفتالي، والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع ‏لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا”.

وأضاف الحزب أنه استهدف ثكنة زرعيت بالأسلحة ‏الصاروخية، وموقع جل العلام بقذائف ‏المدفعية”.

وأشار إلى أن هجماته “جاءت دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ورداً على ‏اعتداءات العدو الصهيوني على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية”.

غارات بعمق الجنوب اللبناني

في السياق ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “دمر حوالي 180 هدفا وآلاف منصات الإطلاق، حيث أكمل سلسلة من الهجمات في جنوب لبنان”.

وأضاف: “في الساعات القليلة الماضية، هاجمت الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الآلاف من مواقع الإطلاق التي كانت جاهزة للإطلاق الفوري على أراضي دولة إسرائيل”.

وتابع البيان: “إلى ذلك، أطلقت نيران المدفعية على عدة مناطق في جنوب لبنان”.

وأفادت القناة الـ”12″ بأن “مقاتلات الجيش الإسرائيلي تشن هجمات في منطقة نهر الليطاني على عمق 30 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية”.

فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أكثر من 100 غارة جوية على جنوب لبنان.

وعادة ما يدعي الجيش الإسرائيلي أن هجماته في لبنان تطول أهدافا أو كوادر عسكرية لـ”حزب الله”، لكن الجانب اللبناني يقول إن كثيرا منها تستهدف مدنيين أبرياء.

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله “مرحلة جديدة”.

ومن أبرز ملامح التصعيد تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب غارات جوية استهداف، الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت، خلقت 37 قتيلا بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، و68 جريحا، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة، السبت.

وفي خطاب له الخميس، قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله إن أحد أهداف التصعيد الإسرائيلي هو وقف جبهة لبنان عن دعم غزة وإعادة مستوطني الشمال، مؤكدا على أن وقف الحرب على القطاع هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدفين.

وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.