توالت ردود الفعل العربية المنددة بالغارة الجوية التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2024، واستهدفت اجتماعا للجنة قيادة الرضوان التابعة لحزب الله، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً بينهم القائد العسكري إبراهيم عقيل.
إذ أدانت الخارجية التونسية بشدّة في بيان، الجمعة، الغارة التي شنتها إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية، وعدتها “تعدٍّ صارخ” على سيادة لبنان.
ووصفت الخارجية التونسية هذا القصف بأنه “فصل جديد من فصول الاعتداءات الإرهابية المتواصلة ضد المدنيين الأبرياء، وتعدٍّ صارخ على سيادة لبنان وشعبه، في خرق سافر لكافة المواثيق والقوانين الدولية”.
كما أكدت تونس، وفق البيان ذاته، “وقوفها وتضامنها مع لبنان الشقيق ودعمه في مواجهة كافة التهديدات والاعتداءات التي تطال أمنه واستقراره”.
وحمّلت “المجتمع الدولي وكل الأطراف الداعمة للكيان المحتلّ كامل المسؤولية في العمل فورًا على وقف اعتداءاته المتكررة على دول المنطقة وشعوبها”.
وشددت الخارجية التونسية على “ضرورة التعجيل بوضع حد لهذه الانتهاكات الخطيرة للسلم والأمن في المنطقة”.
“الاحتلال غير معني بالسلام”
في السياق، قال عمار بن جامع، مندوب الجزائر في مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، إن غارة اليوم على الضاحية الجنوبية لبيروت تؤكد أن “الاحتلال الإسرائيلي غير معني بالسلام”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بن جامع، خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، لبحث التطورات الأخيرة في لبنان.
وبناء على طلب من الجزائر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استمع خلالها إلى إحاطتين من مسؤولين رفيعي المستوى بالأمم المتحدة حول التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة.
وأضاف مندوب الجزائر: “ندين بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان”.
حرب إقليمية
بينما بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الجمعة، مع المبعوث الأمريكي إلى لبنان أموس هوكشتاين، التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل.
وخلال لقاء جمعهما في واشنطن، دعا عبد العاطي، إلى مواصلة جهود احتواء هذا التصعيد، وتجنب الانزلاق إلى سيناريو حرب إقليمية شاملة، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وذكر البيان، أن عبد العاطي أكد خلال اللقاء، على “الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان وتجنب الانزلاق إلى سيناريو الحرب الإقليمية الشاملة”.
كما شدد على “أولوية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار (بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية) في غزة، باعتباره مفتاح التهدئة في المنطقة”.
ولفت عبد العاطي، إلى “أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 للحفاظ على أمن واستقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ولضمان عدم انتهاك السيادة اللبنانية”.
كما دعا الوزير المصري، إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
وجدد “التحذير من خطورة التطورات الخطيرة والمتسارعة التي يشهدها لبنان على مدى الأيام القليلة الماضية، بما يعد مؤشراً واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسؤولة ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها”.
يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان، الجمعة، إن واشنطن “لم تتلق” إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأردف البيت الأبيض: “لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق”، ناصحا الأمريكيين بــ”عدم السفر إلى لبنان”.
وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي “لحزب الله” في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل ما يقارب عام.
إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الفائت، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.
ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع “حزب الله” مرحلة جديدة.
وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء مما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم من الجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.