الأخبار

ماكرون يحذر نتنياهو: إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب.. ورئيس وزراء الاحتلال يتفاخر بالهجمات على لبنان 

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، 20 سبتمبر/أيلول 2024، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن تل أبيب تدفع نحو حرب بالمنطقة، فيما تفاخر رئيس حكومة الاحتلال بالهجمات الأخيرة على لبنان.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ماكرون مع نتنياهو، بعد ساعات من غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم الكثير من النساء والأطفال.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية (خاصة)، حذر ماكرون نتنياهو قائلاً له: “أنتم تدفعون المنطقة إلى الحرب”.

بدوره، رد نتنياهو على ماكرون بالقول: “بدلاً من الضغط على إسرائيل، حان الوقت لفرنسا من أجل زيادة الضغط على حزب الله لوقف هجماته”.

على الصعيد ذاته نقلت “يديعوت أحرنوت” عن مسؤول سياسي فرنسي (لم تسمه) قوله: “نعتقد أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان زادت من احتمالات الحرب، بينما نحن مقتنعون بأن المسار الدبلوماسي لا يزال قائما، وسنواصل العمل من أجل ذلك”.

يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ أهداف حكومته “واضحة” وأفعالها “تتحدث عن نفسها”، في أول تصريح له بعد الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، كثير منهم أطفال ونساء.

وقال نتنياهو، في بيان مقتضب: “أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها”.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن لبنان مقتل 12 وإصابة 66، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق أرقام أولية لوزارة الصحة اللبنانية.

وبينما قال الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، إنه اغتال في الغارة القيادي العسكري البارز في “حزب الله” إبراهيم عقيل، وقادة كبارا آخرين بالحزب (لم يسمهم)، لم تنف أو تؤكد أية مصادر لبنانية رسمية أو في الحزب الأمر.

فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المبنى المستهدف في الغارة أُصيب بـ4 صواريخ.

وأضافت أن سيارات الإسعاف تواصل نقل المصابين والقتلى من المنطقة، وبينهم “عدد كبير من الأطفال والنساء، لأن المبنى يقطنه مواطنون في منطقة مكتظة بالسكان”.

من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال اجتماع حكومي الجمعة، إن استهداف إسرائيل مرة أخرى للضاحية الجنوبية لبيروت، يثبت مجددا أنها “لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي”، واعتبر أنها “ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية”.

يأتي ذلك، فيما قال البيت الأبيض، في بيان، الجمعة، إن واشنطن “لم تتلق” إخطارا مسبقا من إسرائيل بخصوص الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأردف البيت الأبيض: “لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط أفضل طريق”، ناصحا الأمريكيين بـ”عدم السفر إلى لبنان”.

وهذا الهجوم الثالث الذي تشنه إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله” في لبنان، منذ بدء موجة الاشتباكات المتبادلة الحالية قبل قرابة عام.

إذ سبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الماضي، اغتالت القيادي البارز في “حزب الله” فؤاد شكر.


ويأتي الهجوم في ظل “موجة جديدة” من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع “حزب الله” مرحلة جديدة.

وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات أجهزة الاتصالات في أنحاء بيروت يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا.

وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.

فيما يؤكد أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال؛ وقف الحرب على غزة.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.