كشف مصدران أمنيان الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024 أن جماعة حزب الله اللبنانية سلمت عناصرها أجهزة بيجر جديدة تحمل علامة جولد أبوللو قبل ساعات من تفجير الآلاف منها في هجمات هذا الأسبوع، مما يشير إلى أن الجماعة كانت على ثقة من أن الأجهزة آمنة على الرغم من عمليات التفتيش المستمرة للمعدات الإلكترونية لرصد التهديدات.
وقال أحد المصدرين إن أحد أعضاء الحزب حصل على جهاز بيجر جديد الاثنين وانفجر في اليوم التالي وهو لا يزال في علبته. وقال المصدر الثاني إن جهاز بيجر تسلمه عضو كبير قبل أيام قليلة أدى إلى إصابة أحد مرؤوسيه عندما انفجر.
وفيما بدا أنه هجوم منسق، انفجرت أجهزة تحمل العلامة التجارية لشركة جولد أبوللو في وقت سابق الثلاثاء في أنحاء جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وسهل البقاع.
ويوم الأربعاء، انفجرت مئات من أجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي). وتسببت الانفجارات في مقتل 37 من بينهم طفلان على الأقل وإصابة أكثر من 3 آلاف.
مواد متفجرة يصعب اكتشافها
وقال مصدر لبناني مطلع على مكونات أجهزة الووكي توكي التي تستخدمها جماعة حزب الله وانفجرت هذا الأسبوع لرويترز إن بطاريات هذه الأجهزة كانت ممزوجة بمركب بي إي تي إن شديد الانفجار.
وذكر المصدر أن الطريقة التي تم بها زرع المادة المتفجرة في البطارية جعلت من الصعب للغاية اكتشافها.
فيما ذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن حزب الله لم يكتشف ما يصل إلى 3 جرامات من المتفجرات المخبأة في أجهزة الاتصال لعدة أشهر.
وقال أحد المصادر الأمنية إن الصعب للغاية رصد المتفجرات بأي جهاز أو ماسح ضوئي. ولم يحدد المصدر نوع الماسحات الضوئية الذي استخدمه حزب الله في فحص أجهزة البيجر.
وقال مصدران آخران إن الجماعة تفحص أجهزة البيجر بعد وصولها إلى لبنان اعتبارًا من عام 2022 بما في ذلك السفر عبر المطارات بها للتأكد من أنها لا تطلق أي إنذار عند التفتيش.
فيما تقول مصادر أمنية لبنانية وفي حزب الله وفي الغرب إن إسرائيل هي المسؤولة عن الهجمات. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد ضلوعها في الأمر وكثفت أيضًا الضربات الجوية على لبنان.
وقال أحد المصادر الأمنية إن الفحوص لم تكن بسبب شكوك معينة في أجهزة البيجر تلك لكنها كانت في إطار مسح روتيني للمعدات بما في ذلك أجهزة الاتصال لرصد أي مؤشرات على وجود متفجرات أو آليات تجسس.
ووقوع تلك الهجمات وتوزيع الأجهزة رغم الفحص الروتيني عليها للتحقق من عدم اختراقها هز سمعة حزب الله كأكثر الجماعات قوة في “محور المقاومة”.
تحقيقات حزب الله
فيما قال اثنان من المصادر الأمنية ومصدر استخباراتي لرويترز إن حزب الله شك في أن المزيد من الأجهزة ربما تعرضت للاختراق بعد انفجار أجهزة البيجر يوم الثلاثاء. وأضاف المصدران أن الجماعة في المقابل كثفت عمليات مسح أنظمة الاتصالات لديها وفحصت كل الأجهزة بدقة. كما بدأت التحقق من سلاسل التوريد.
لكنها لم تكن قد انتهت من الفحص حتى ظهر يوم الأربعاء عندما انفجرت أجهزة الووكي توكي.
وقال أحد المصادر لرويترز إن حزب الله يعتقد أن إسرائيل اختارت تفجير الأجهزة لأنها كانت تخشى من أن يكتشف حزب الله أنها مفخخة.
وأضافت ثلاثة من المصادر أن تحقيقات حزب الله جارية لمعرفة مكان وتوقيت وطريقة تفخيخ الأجهزة.
وذكر أحد المصادر الأمنية أن حزب الله أحبط عمليات إسرائيلية سابقة استهدفت أجهزة تستوردها الجماعة من الخارج، بدءًا من هواتفها الأرضية الخاصة وحتى وحدات التهوية في مكاتبها، ويشمل ذلك اختراقات مشتبها بها في العام الماضي.
فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 25 شخصًا قتلوا وأصيب 650 آخرون على الأقل جراء تفجير الأجهزة، وهو عدد أكبر بكثير من قتلى انفجارات اليوم السابق، التي بلغت 12 قتيلًا فضلا عن إصابة 3 آلاف آخرين تقريبا.