قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، إن واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء في المنطقة، خاصة مصر وقطر، لتقديم مقترح معدّل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف ميلر للصحفيين أنه ليس لديه جدول زمني لطرح هذا المقترح المتوقع منذ أسابيعٍ عدة، مشيرا إلى أن واشنطن تحاول التأكد من أن المقترح يمكن أن يدفع إسرائيل وحركة حماس للوصول إلى اتفاق نهائي.
وفي 7 سبتمبر/ أيلول الجاري قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه وليام بيرنز إن مقترحاً أكثر تفصيلاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيقدم في غضون أيام.
وبعد مرور 11 شهراً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، يعمل بيرنز ممثلاً عن الولايات المتحدة مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وذكر بيرنز أن العمل جار على “نصوصٍ وصياغات مبتكرة” للتوصل إلى مقترح يرضي الطرفين.
ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن رغم إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن الاتفاق قريب، لكن قالت حماس في الأسبوع الماضي إنها مستعدة لتنفيذ وقف إطلاق النار بناء على المقترح السابق دون أي شروط من أي طرف.
وفي وقت سابق الإثنين نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا هو السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل.
فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن نتنياهو فقد منذ فترة طويلة ثقة كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وقطر ومصر فيما يتعلق باستعداده للتوصل إلى اتفاق.
الصحيفة أوضحت أن الشكوك تتزايد لدى الإسرائيليين بشأن تقديم الولايات المتحدة مقترحها، ويبدو أنها تخشى أن يؤدي الاقتراح في الوقت الحالي إلى انفجار المفاوضات، ولذلك تفضل محاولة ممارسة الضغط وإيجاد مقترح يسمح بتقدُّمها، بدلاً من رفضه من أحد الطرفين أو كليهما.
ونقلت عن مسؤول كبير في الكابينت، أنه من المتوقع أن يزيد الأمريكيون ضغوطهم بشأن قضيتين، الأولى عدم الانجرار إلى معركة واسعة النطاق في الشمال، والثانية الموافقة على صفقة تبادل الأسرى.
كما قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، إنه إذا توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع مصر بشأن تواجد الجيش في محور فيلادلفيا، فسيكون من الصعب على حماس “اعتلاء الشجرة” في هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري متشدد بشأن المحور.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.