نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا هو السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل، فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء في محاولة منها لإنقاذ الصفقة.
حيث شدد المصدر الدبلوماسي الأجنبي لصحيفة “هآرتس”، أن “ليس لدى نتنياهو أي أساس للتمسك بموقفه بشأن محور فيلادلفيا”.
كما أشارت المصادر للصحيفة، إلى أنه بعد تفنيد حجج نتنياهو حول ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، فإنه عليه أن يكون مرنًا في المفاوضات.
بحسب هآرتس، فإن نتنياهو فقد منذ فترة طويلة ثقة كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وقطر ومصر فيما يتعلق باستعداده للتوصل إلى اتفاق.
وقد استُقبلت تصريحات نتنياهو بالتزامه بالخطوط العريضة التي طرحها بايدن بعين الريبة، كما أن الخطوط الحمراء التي وضعها في يوليو/تموز الماضي، اعتبرتها المصادر الأجنبية بأنها بمثابة عصا في عجلات المفاوضات، وكانت تهدف إلى إفشال الصفقة.
وقبل أسبوعين عقد نتنياهو، على عجل مؤتمرًا صحفيًا وحاول شرح مطلبه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.
الصحيفة أشارت إلى أن نتنياهو يتذرع بأمرين بشأن محور فيلادلفيا، الأول أن حماس قد تستخدمه لإعادة تسليح نفسها، والثاني أن البقاء بالمحور من شأنه أن يحبط احتمال تهريب حماس المختطفين إلى إيران أو اليمن عبره.
الجيش يدحض مزاعم نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا
في الآونة الأخيرة، دحض الجيش الإسرائيلي كلا الادعاءين، حيث أكد أن جميع الأنفاق التي أقامتها حماس تحت المحور لم تكن نشطة خلال السنوات السبع الماضية ولم يتم تهريب أي ذخيرة عبرها.
وبشأن تهريب الأسرى الإسرائيليين إلى خارج غزة، فإن المستويات الأمنية تعتقد أنه لو كانت هذه هي نوايا قائد حركة حماس يحيى السنوار لكان فَعَلَ ذلك بالفعل في الأشهر الأولى من الحرب، عندما لم يكن الجيش الإسرائيلي موجودًا في جنوبي قطاع غزة.
بحسب مسؤول إسرائيلي، فإن المؤسسة الأمنية مجمعة في تقديرها على إمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في إطار الصفقة.
أمريكا تضغط لإنقاذ الصفقة
فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن نتنياهو فقد منذ فترة طويلة ثقة كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وقطر ومصر فيما يتعلق باستعداده للتوصل إلى اتفاق.
الصحيفة أوضحت أن الشكوك تتزايد لدى الإسرائيليين بشأن تقديم الولايات المتحدة مقترحها، ويبدو أنها تخشى أن يؤدي الاقتراح في الوقت الحالي إلى انفجار المفاوضات، ولذلك تفضل محاولة ممارسة الضغط وإيجاد مقترح يسمح بتقدُّمها، بدلا من رفضه من أحد الطرفين أو كليهما.
ونقلت عن مسؤول كبير في الكابينت، أنه من المتوقع أن يزيد الأمريكيون ضغوطهم بشأن قضيتين، الأولى عدم الانجرار إلى معركة واسعة النطاق في الشمال، والثانية الموافقة على صفقة تبادل الأسرى.
كما قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، إنه إذا توصلت إسرائيل إلى اتفاق مع مصر بشأن تواجد الجيش في محور فيلادلفيا، فسيكون من الصعب على حماس “اعتلاء الشجرة” في هذه اللحظة، مشيرًا إلى أن الموقف المصري متشدد بشأن المحور.