كشف إعلام عبري، السبت، 14 سبتمبر/أيلول 2024، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان، في شهدت مدينة صفد حرائق بفعل صواريخ حزب الله.
حيث أفادت القناة الـ”13″ العبرية بأن نتنياهو، صرح بذلك خلال جلسة حوار استراتيجي انعقدت الخميس، لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية، دون أن توضح الأطراف المشاركة في الجلسة.
وقال نتنياهو، وفق القناة، إن إسرائيل بـ”صدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية”.
في السياق، أعلن “حزب الله”، السبت، شن 9 هجمات على أهداف عسكرية شمالي إسرائيل، فيما تحدث إعلام عبري عن تسبب تلك الهجمات في حرائق بمدينة صفد، في عمق الشمال الإسرائيلي.
يأتي ذلك فيما واصلت تل أبيب هجماتها على المناطق الجنوبية في لبنان، وذلك في اليوم الـ343 للهجمات المتبادلة بين الجانبين.
ووفق سلسة بيانات نشرها عبر منصة تلغرام، قال “حزب الله” إنه استهدف بـ”قذائف المدفعية ثكنة زبدين وموقعي رويسات العلم وحدب يارون العسكريين”.
وأضاف أنه “استهدف التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارون بأسلحة مناسبة (لم يحددها)، ومرابض المدفعية في موقع الزاعورة العسكري بالأسلحة الصاروخية”.
ولفت إلى أن جميع هذه الهجمات “أصابت أهدافها بصورة مباشرة”.
كما ذكر الحزب أنه استهدف بـ”عشرات صواريخ الكاتيوشا قاعدة يفتاح إليفليط، ومقر اللواء المدفعي والصواريخ الدقيقة 282، ومخازن التسليح والطوارئ بهذه القاعدة”.
وأضاف أنه استهداف كذلك بـ”عشرات صواريخ الكاتيوشا المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، ونقطة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد”، التي تبعد بنحو 20 كلم عن الحدود الجنوبية للبنان.
وتابع أنه “شن هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على مقر لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، مستهدفا أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، حيث أصابت المسيرة هدفها بدقة”.
وأشار كذلك إلى أنه “دمر دبابة من نوع ميركافا على طريق رويسات العلم-زبدين، إثر استهدافها بصاروخ موجه”.
وأوضح أن هجماته تأتي “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، وردا على تمادي العدو في الاعتداء على القرى اللبنانية الجنوبية”.
55 صاروخاً من لبنان
على الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش رصده إطلاق نحو 55 صاروخاً من لبنان على الجليل الأعلى شمالا، في ساعات الصباح.
وقال الجيش، عبر بيان، إنه “اعترض بعض تلك الصواريخ، فيما سقط معظمها بمناطق مفتوحة، ولم يتم رصد أي إصابات”.
من جهتها، قالت صحيفة “معاريف” العبرية إن “حزب الله، أطلق صباح السبت خلال دقائق معدودة نحو 20 صاروخاً على صفد، التي تبعد نحو 40 كلم عن الحدود الجنوبية للبنان، وكذلك على قرية عقبرة، الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة”.
وتابعت الصحيفة أن صفد، شهدت ليلة الجمعة سقوط 5 صواريخ أطلقت من لبنان.
وأردفت: “في الأيام القليلة الماضية، عمل حزب الله على زيادة نطاق صواريخه وتركيزه على صفد”.
أما هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فتحدثت عن “اندلاع حرائق في مناطق مفتوحة قرب صفد بالجليل الأعلى جراء سقوط صواريخ، بما في ذلك في مناطق لم يتم إخلاؤها”.
هجمات على لبنان
على صعيد هجمات الجيش الإسرائيلي على مناطق لبنان الجنوبية، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن فجر السبت، غارة على حرش (منطقة كثيفة الأشجار) بلدة كونين في قضاء بنت جبيل، فيما شنت مسيرة إسرائيلية غارة على الحي الغربي في بلدة ميس الجبل.
وأضافت الوكالة أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذائف حارقة على أطراف بلدة الضهيرة، فيما فتح الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه أطراف الحي الجنوبي لبلدة عيتا الشعب.
وتزامن ذلك مع تحليق “الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة ساعات الليل وحتى صباح السبت، فوق قرى الجنوب حتى مشارف مدينة صور”.
ولم توضح الوكالة اللبنانية نتائج تلك الهجمات وما إذا نجم عنها سقوط ضحايا من عدمه.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر بيان، أن طائرات حربية تابعة له استهدفت، السبت، مبنيين عسكريين لـ”حزب الله” في منطقة بليدا جنوبي لبنان.
ولفت إلى أن أحد المبنيين كان ينشط فيه مقاتلو “حزب الله”.
كما أشار الجيش إلى تنفيذ قصف مدفعي على عيتا الشعب، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتشهد الآونة الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في القصف المتبادل على طرفي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تزامناً مع تهديدات إسرائيل بشن حرب برية على لبنان رغم التحذيرات الإقليمية والدولية من تفجر المنطقة وخروجها عن السيطرة.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.