نزحت مئات الأسر السودانية، صباح السبت 7 سبتمبر/أيلول 2024، من مدينة بحري شمال الخرطوم بعد تبادل القصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، على ما قال شهود عيان، وبالتزامن مع زيارة مدير منظمة الصحة العالمية بورتسودان.
وأفاد شهود عيان في منطقة حِطّاب بمدينة بحري شمال الخرطوم، حيث توجد قاعدة عسكرية للجيش السوداني، أن مئات الأسر فرّت من المنطقة “بعد اشتداد القصف المدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع”.
وقال السوداني نصرالدين، أحد سكان المنطقة، لوكالة “فرانس برس”: “منذ صباح السبت، رحلت مئات الأسر وهي تحمل بعض أمتعتها فوق رؤوسها وتسير شمالًا هربًا من القصف المدفعي”.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربًا مستعرة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”. وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، في حين تفيد تقديرات أنها قد تصل إلى “150 ألفًا”.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
مدير “الصحة العالمية” في بورتسودان
وفيما تشتد المعارك السبت في العاصمة، وصل مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية لمدة يومين.
وعقب وصوله تفقد غبريسوس مستشفى بورتسودان ومركزًا لمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال، وفي هذا الصدد قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريحات للصحفيين بعد وصول المسؤول الأممي: “الزيارة للوقوف على الوضع الصحي في البلاد”.
والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة من دون تأخير” في السودان، بهدف حماية المدنيين من ويلات الحرب.
وأشار محمد شاندي عثمان، رئيس بعثة تقصّي الحقائق بشأن السودان، إلى “الحاجة المُلحّة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين”.
وكان مجلس حقوق الإنسان أنشأ هذه البعثة نهاية العام الماضي بهدف توثيق الانتهاكات في البلاد منذ اندلاع الحرب منذ قرابة 17 شهرًا.