الأخبار

رئيس سابق للشاباك: نتنياهو يصر على “فيلادلفيا” خوفًا من انهيار حكومته وعليه وقف حرب غزة فورًا

هاجم الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” نداف أرغمان، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقال إنه يصر على البقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، “للحفاظ على حكومته من الانهيار”، داعيًا إلى “وقف الحرب فورًا والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.

وفي مقابلة أجرتها معه القناة “12” العبرية الخاصة مساء الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024، دحض أرغمان المزاعم التي رددها نتنياهو خلال مؤتمر صحفي الاثنين، بشأن أهمية محور فيلادلفيا.

وأرغمان الذي شغل منصب رئيس الشاباك بين 2016 ـ 2021، قال في مستهل حديثه: “أعتقد أن الوقت قد حان لشرح الحقيقة للإسرائيليين، وكذلك بشأن محور فيلادلفيا، ليس هناك أي صلة بين الأسلحة الموجودة في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا”.

والأربعاء الماضي، ادعى نتنياهو في مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية، وآخر بالعبرية مساء الثلاثاء، أنه يتم تهريب السلاح إلى غزة من خلال محور فيلادلفيا.


وزعم نتنياهو: “بمجرد مغادرة جانبنا من محور فيلادلفيا، دخلت الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار والذخيرة ومعدات تصنيع الأسلحة ومعدات حفر الأنفاق”.

الرئيس السابق للشاباك اعتبر أن إصرار نتنياهو على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا ضمن أي صفقة مع حماس “يهدف فقط إلى الحفاظ على هذه الحكومة من الانهيار”.

وكشف أن “الجزء الأكبر من الأسلحة الموجودة في غزة هو من إنتاج حماس ذاتيًا من مواد يتم إدخالها إلى القطاع، باستخدام مواد ذات استخدام مزدوج تدخل عبر معبر كرم أبو سالم كأسمدة للزراعة”.

“ضرورة الصفقة ولو كانت “مؤلمة

كما أضاف الرئيس السابق للشاباك في حديثه للقناة، أن الأهم بالنسبة إلى إسرائيل الآن هو “إعادة جميع الأسرى المحتجزين بغزة قبل أن يُقتل مزيد منهم”.

وأردف: “للأسف، ما يدفع نتنياهو الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على الائتلاف، وليس أمن دولة إسرائيل ولا وحدة مجتمعها”.

وهاجم رئيس الشاباك السابق نتنياهو: “ما يدفع نتنياهو اليوم هو الرغبة في الاستمرار في الحكم ولا يهم ما هو الثمن”.

ودعا أرغمان إلى إطلاق سراح الأسرى فورًا، قائلا: “القضاء على (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار) ضروري، لكن أرواح المختطفين أهم من كل شيء. ومن أجل المجتمع الإسرائيلي، يجب أن نعيدهم إلى ديارهم”.

وزاد: “على إسرائيل الذهاب إلى صفقة لإطلاق سراح أسراها، لا شك أن هذه الصفقة ستكون صفقة مؤلمة جدًا لدولة إسرائيل سيطلقون سراح سجناء خطيرين للغاية-لكن لا مفر أمامنا ومن واجبنا إعادة الجميع إلى ديارهم، وسنتعامل مع المخاطر التي تنشأ نتيجة لمثل هذه الصفقة لاحقًا”.

وقال أرغمان: “أولويتنا هي عودة جميع المختطفين، ووقف إطلاق النار في غزة، ونقل ثقلنا إلى الشمال (مع لبنان) ويهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)، وإقامة تحالف إقليمي ودولي ضد إيران”.

ورأى أن “الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي وقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة، وإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم”.

وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.

الضفة الغربية

وأردف أرغمان: “الأمر الثاني هو قضية يهودا والسامرة التي بدأت تختمر وتتفجر، وقد يكون أمامنا واقع صعب جدًا، وربما أصعب، وطبعًا تحييد فرع حزب الله في لبنان”.

وزاد: “هذه أشياء تهددنا بشكل مباشر وفوري، وعلى رئيس الوزراء، والحكومة بشكل عام، أن يتعاملوا مع الأولويات ويسألوا أنفسهم باستمرار: ما الأكثر تهديدًا؟ ما الأكثر إلحاحًا؟”.

وعن مجريات الحرب في غزة بعد مرور نحو عام على اندلاعها قال أرغمان: “لم أكن أعتقد أننا سنكون في مثل هذا الوضع، اعتقدت أنه كان من الممكن القيام بذلك بشكل أسرع بكثير”.

وشدد على أن “إسرائيل ليست مبنية لحروب طويلة، لا اجتماعيًا ولا اقتصاديًا، لذلك أعتقد أنه كان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل”.

وبشأن مزاعم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأنه حال الانسحاب من غزة سيتكرر هجوم 7 أكتوبر، قال أرغمان: “لا أقبل حجج الوزيرين فلم يذهب أي منهما إلى أي كلية تتعامل مع الاستراتيجية والأمن”.

وأكمل أن بن غفير وسموتريتش “مقتنعان بالفعل بأنهما الأكثر حكمة ويعرفان أفضل من غيرهما ما يجب فعله، لكن تغذيهما نظرة عالمية مسيانية سيطرت للأسف على دولة إسرائيل. هذا هو الواقع الذي نعيش فيه”.

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.

ويهدد وزراء اليمين المتطرف، وبينهم بن غفير وسموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة أطفال ومسنين.