جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء 4 سبتمبر/ أيلول 2024 تمسكه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، بذريعة “منع تهريب الأسرى الإسرائيليين إلى خارج قطاع غزة”.
جاء ذلك خلال كلمة لنتنياهو أمام الصحفيين الأجانب في مؤتمر صحفي، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وتزامن المؤتمر الصحفي لنتنياهو، مع مظاهرات حاشدة في إسرائيل بعد انتشال جثث 6 أسرى إسرائيليين من نفق في غزة، كان يفترض إطلاق سراح 3 منهم على الأقل قبل شهرين في صفقة عرقلها نتنياهو بوضع شرط جديد وهو عدم الانسحاب من فيلادلفيا.
فيما كشفت صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية، نقلا عن شخص مطلع على المفاوضات، إن أسابيع من المحادثات بين القاهرة وواشنطن، مع مدخلات من مسؤولي الأمن الإسرائيليين، كانت تناقش “آلية مراقبة” للحدود بين مصر وغزة لإقناع نتنياهو بإمكانية تأمين الحدود دون وجود قوات إسرائيلية.
بحسب الصحيفة، فقد يشمل ذلك حاجزًا عالي التقنية تحت الأرض يتم بناؤه على الجانب المصري من الممر، على غرار التحصينات التي تكلف مليارات الدولارات وبنتها إسرائيل قبل عدة سنوات حول غزة في محاولة لمنع الأنفاق.
وقال المصدر المطلع إن أجهزة استشعار إضافية لتتبع بناء الأنفاق سيتم نشرها أيضًا، بالإضافة إلى قوات مصرية النخبة المكلفة بوقف التهريب فوق الأرض.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تتكلف بتغطية ميزانية هذه الإجراءات.
نتنياهو يتمسك بـ”فيلادلفيا”
وفي مؤتمره الصحفي الأربعاء، قال نتنياهو: “إذا غادرت محور فيلادلفيا، فمن المستحيل منع حماس ليس فقط من تهريب الأسلحة، ولكن أيضًا من تهريب المختطفين إلى الخارج. نحن بحاجة إلى شيء للضغط عليهم لإطلاق سراح المختطفين”.
وأردف: “يجب أن تكون غزة منزوعة السلاح، ولن يكون الأمر كذلك إلا إذا ظل محور فيلادلفيا تحت السيطرة الإسرائيلية، ولا يكون خط إمداد لحماس بالذخيرة والأسلحة”.
وواصل قائلا: “توصلنا بالفعل إلى صفقة (في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) أعادت مختطفين وأنا مصمم على إعادة الباقين”.
ومضى رئيس الوزراء الإسرائيلي: “حماس ستوافق على الصفقة عندما تشعر بالضغط العسكري كما كان الحال في الصفقة الأولى”.
وفي إسرائيل، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
وسُئل نتنياهو عما إذا وعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن إسرائيل ستنسحب في مرحلة ما من محور فيلادلفيا، فأجاب: “اتفقنا على تقليص عدد الجنود على طول المحور، ولسنا بحاجة إلى فرقة كاملة هناك”.
وتعمل الولايات المتحدة حاليا على بلورة مقترح “حل وسط” للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى، قد يحتوي على “انسحاب إسرائيلي من فيلادلفيا في مرحلة لاحقة من الاتفاق”، وفق بعض التقارير الدولية.
وأضاف نتنياهو: “اتفقنا على بدء المحادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار ويجب أن تتضمن شروطنا وضعا يصبح فيه محور فيلادلفيا غير قابل للاختراق. على أحدهم أن يكون هناك، لا يهمني من”.
واستطرد: “أحضروا جهة ما تظهر لنا ليس على الورق أو بالكلمات، ولكن في الميدان، يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع، أنها تستطيع منع تكرار ما حدث، ونحن منفتحون على النظر في ذلك”.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.