صحة

لا علاج له ويمكن أن يؤدي إلى إعاقة في الدماغ.. ما هي مسببات وأعراض مرض التصلب المتعدد 

يتسبب مرض التصلب المتعدد في تلف الغلاف الواقي المحيط بالأعصاب والذي يسمى الميالين في الجهاز العصبي المركزي.

ويمكن أن يسبب هذا التلف ضعف العضلات وتغيرات في الرؤية وخدرًا ومشاكل في الذاكرة كذلك.

وفي حين لا يوجد علاج لهذا المرض، فإن خيارات العلاج يمكن أن تساعدك في إدارة الأعراض وإبطاء تقدم المرض.

ما هو التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد، ويرمز له طبيًا بـ (MS)، هو مرض مناعي ذاتي يصيب الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ والحبل الشوكي.

إذ إن هذا المرض، يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الغلاف الواقي الذي يُسمى الميالين، والذي يحيط بالأعصاب.

هذا الضرر يعرقل إرسال الرسائل العصبية، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض العصبية مثل ضعف العضلات، تغيرات في الرؤية، خدر، ومشاكل في الذاكرة.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج قاطع للتصلب المتعدد حتى الآن، فإن خيارات العلاج تساعد في إدارة الأعراض وإبطاء تقدم المرض.


أنواع هذا المرض

التصلب المتعدد يُصنف إلى أربعة أنواع رئيسية تختلف في طبيعة تقدم المرض وشدته، وهي كالتالي:

1. متلازمة معزولة سريريًا (CIS): هذا النوع يمثل أول نوبة من الأعراض التي قد تشير إلى احتمال الإصابة بالتصلب المتعدد.

إذا لم تُستوفِ المعايير التشخيصية الكاملة للتصلب المتعدد، فإنها تُصنف على أنها متلازمة معزولة سريريًا، لكن قد تتطور هذه المتلازمة إلى أحد الأنواع الأخرى من التصلب المتعدد.

2. التصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر (RRMS): وهو النوع الأكثر شيوعًا لهذا المرض، حيث يعاني حوالي 85% من المصابين من نوبات من الأعراض التي قد تظهر وتختفي مع الوقت، تليها فترات من الاستقرار.

3. التصلب المتعدد التقدمي الثانوي (SPMS): بعد سنوات من الإصابة بالتصلب المتعدد الانتكاسي المتكرر، قد يتطور المرض إلى النوع التقدمي الثانوي، حيث تتفاقم الأعراض تدريجيًا دون فترات استقرار.

4. التصلب المتعدد التقدمي الأولي (PPMS): يتميز هذا النوع ببدء بطيء وتفاقم تدريجي في أعراض المرض منذ البداية، دون وجود نوبات واضحة أو فترات استقرار.

الأعراض الشائعة للمرض

الأعراض تختلف من شخص لآخر بناءً على موقع وشدة تلف الأعصاب، لكن من بين الأعراض الأكثر شيوعًا هي كالتالي:

التغيرات في الرؤية، حيث يمكن أن يسبب التصلب المتعدد التهاب العصب البصري، والرؤية المزدوجة، أو حتى فقدان الرؤية.

هناك كذلك ضعف العضلات والخدر، إذ غالبًا ما يؤثر على جانب واحد من الجسم أو مناطق معينة، مثل أسفل الخصر.


من بين الأعراض كذلك الشعور بالتعب والدوار، كما أنه يمكن أن يرافق المريض حالة من الإرهاق الدائم، والدوخة بدون أسباب واضحة.

صعوبة في التوازن والتنسيق، هي كذلك من بين الأعراض، حيث تؤدي إلى سقوط محتمل أو صعوبة في المشي.

كذلك هناك مشاكل في الوظيفة الإدراكية، مثل مشاكل في التفكير، والتركيز، والذاكرة، إضافة إلى تغيرات في المزاج وتصلب العضلات وتشنجاتها.

الأسباب وعوامل الخطر المحتملة

بالرغم من الأبحاث حول هذا المرض، إلا أن السبب الدقيق لهذا المرض غير معروف، لكن يُعتقد أن هناك عوامل بيئية وجينية تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة. من بين هذه العوامل:

  • التدخين والتعرض للسموم.
  • نقص فيتامين د والتعرض المحدود لأشعة الشمس.
  • الإصابة بعدوى فيروسية مثل فيروس إبشتاين بار.
  • السمنة أثناء مرحلة الطفولة.
  • الوراثة، أي وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتصلب المتعدد.

طرق التشخيص الممكنة

تشخيص التصلب المتعدد يتطلب سلسلة من الفحوصات لتأكيد الحالة واستبعاد أمراض أخرى ذات أعراض مشابهة.

وتشمل هذه الفحوصات الشائعة كل من:

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن تلف الميالين.

تحليل السائل النخاعي للكشف عن وجود أضداد غير طبيعية تشير إلى نشاط التصلب المتعدد.

اختبارات الدم لاستبعاد حالات مرضية أخرى قامة.

اختبارات الجهد المستحث (EP) والبزل القطني.

ما هو العلاج الممكن؟

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للتصلب المتعدد، إلا أن هناك خيارات علاجية تركز على إبطاء تقدم المرض وتخفيف الأعراض

تشمل هذه الخيارات الأدوية المعدلة للمرض (DMTs)، التي تهدف إلى تقليل تكرار النوبات وإبطاء تقدم المرض، مثل بيتا إنترفيرون وفومارات ثنائي الميثيل.

الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الكورتيكوستيرويدات لتخفيف النوبات الحادة، والعلاج الطبيعي والعلاج المهني لتحسين الوظائف البدنية ومنع المضاعفات.

يمكن كذلك اللجوء إلى الاستشارة النفسية للتعامل مع الاكتئاب والقلق الناتج عن المرض، إضافة إلى التجارب السريرية للمشاركة في اختبار أدوية جديدة لعلاج التصلب المتعدد.


طرق التعايش مع المرض والتوقعات المستقبلية

مع مرض التصلب المتعدد، قد تكون هناك فترات من الهجمات المفاجئة وفترات من الاستقرار، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار المرض.

لكن في نفس الوقت يُشجع الأشخاص المصابون على تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب التدخين.

وعلى الرغم من أن هذا المرض يمكن أن يؤدي إلى إعاقة مع مرور الوقت، إلا أن معظم المرضى يعيشون حياة طبيعية مع دعم فريق الرعاية الصحية.